ثم ماذا بعد ؟

(1 )
الحمد لله كثيرا على سلامة الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء من محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها صباح الاثنين والحمدلة تمتد لتشمل الوطن أجمعه لنجاته من الكارثة والفوضى التي كان يمكن أن تحدث لو نجحت تلك المحاولة ونحمد الله كذلك أن المحاولة كانت بائسة وهزيلة ينقصها الإحكام وحسن التدبير مما يشي بأن المجموعة المدبرة لها تعاني في الكم والكيف معا وهذا وحده يدل أن المجتمعات السودانية محصنة من مثل هذه الجرائم وأنها ما زالت بعيدة عن اعمال التفجير والتفخيخ والانتحار وإن كان فيما حدث تنبيه مبكر بأن القابلية للانحراف يمكن أن تحدث فطالما أن كل الاقليم حولنا مضطرب فالبذرة قريبة وأي رياح قليلة السرعة يمكن أن تحملها فالمطلوب الآن الإسراع بالمصدات الواقية من مثل هذه الأعمال الاجرامية مع التضرع للمولى عز وجل بأن يحفظ السودان واهل والسودان.
(2 )
كررنا في هذا الباب القول إنه من نعم الله على ثورة السودان المجيدة أن وهب حكومتها شخصية في قامة الدكتور حمدوك ذات تأهيل عال وتجربة دولية ثرة وسيرة ذاتية باذخة والأهم من كل ذلك انه حصد إجماعا ووفاقا لم يحدثا لزعيم سياسي سوداني منذ استقلال البلاد وخلال الأشهر التي امضاها على سدة الحكم أظهر حكمة وصبرا واتزانا وانضباطا رغم الصعوبات البالغة والضغوط الاقتصادية والخذلان الدولي والاقليمي وتململ المشايعين وشماتة الشائنين وضعف المساندين فلم تصدر منه كلمة تدل على الإحباط او الكراهية وظل رافعا راية الأمل فاصبح بمثابة العمود الذي ترتكز عليه الفترة الانتقالية فبالتالي تصبح المحاولة الفاشلة ذات هدف مزدوج هو القضاء على حمدوك في شخصه وتشتيت شمل الفترة الانتقالية ليلحق السودان امات طه.
(3 )
الحكمة تقول (كل ما لا يقتل يقوي) لأنه على حسب علم الطب يكسب مناعة اي بمثابة التطعيم (القراحة) عليه وتأسيسا على هذه الحادثة يمكن فتح صفحة جديدة في مسيرة الفترة الانتقالية وبالتالي في مسيرة الثورة الظافرة وهذا يبدأ بالإصرار على شعارات الثورة حرية وسلام وعدالة فالحرية تحققت والسعي لدولة القانون مازال حثيثا ويجب أن تدفع هذه الحادثة عملية السلام وتبقى العدالة الاجتماعية التي كانت وما زالت كعب اخييل الفترة الانتقالية، فالضيق وشظف العيش وتلاحق الأـزمات والنقص الحاد في مطلوبات الحياة ما زال على اشده ولن نبعد النجعة اذا قلنا إن هذا هو الذي فتح الثغرة لتهب منها الرياح التي تحمل بذرة الشر تلك. عليه يجب الالتفات والتركيز والعمل على اغلاق هذه الثغرة ولعله من حسن الحظ أن الطريق نحو ذلك واضح فموارد البلاد ابعد ما تكون عن الشح وعقول اهل البلاد ابعد ما تكون عن الجهل فلم يبق الا أن تتجه الإرادة والريح الثورية نحو الانتاج وربط الحزام فعملية البناء لا تأتي بطق الحنك ولا باستعطاف الخارج فنحن في عالم يسوده قانون الغاب والبقاء فيه للأقوى واول مظاهر القوة هي الاكتفاء الذاتي والزهد فيما عند الآخرين لان هؤلاء الآخرين لهم اجندتهم التي لن يتخلو عنها فالحرية التي ننعم بها مرفوضة لدى الآخرين لانها تجعلنا اقوياء غير سهلي الانقياد . فعلى بركة الله ابدوا صفحة جديدة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.