انخفاض كبير لأسعار النفط “كورونا” يؤدي إلى انهيار البورصات العالمية

تقرير: هالة حمزة
تشهد البورصات العالمية هبوطا وتراجعا هذه الأيام مع إيقاف التداول في الأسهم الأمريكية تخوفا من الانهيار في الأسعار.
وكانت أسعار الأسهم الأمريكية قد سجلت انهيارا مع الدقائق الأولى لآخر جلسة تداول تمت أمس الأول لتسجل أسوأ بداية لها خلال عامين بعد انخفاض مؤشر “داو جونز” 6.85% ليسجل 8200 نقطة، فيما هبط مؤشر “S&P500” بنسبة 7% لمستوى 2764 نقطة، و مؤشر “ناسداك” بنحو 7.29% لمستوى 23979 نقطة، على خلفية انهيار أسعار النفط.

وحمل قيادات حالية وسابقة بالبورصة السودانية تفشي وباء كورونا مسئولية ما يحدث بالبورصات و مؤشرات التداول العالمية
وقال المدير الأسبق لسوق الأوراق المالية د. عصام الزين لـ(السوداني) أن تفشي وباء كورونا أثر سلبا على كافة التعاملات في الأسهم العالمية لأن حجم التجارة بين أمريكا والصين ضخم جدا وحجم الاستثمارات في الأوراق المالية والسندات وأذونات الخزانة عالية جدا تصل لتريليون دولار، وقد انخفضت معدلات الانتاج في الصين بنسبة تصل لـ(18)% في شهر واحد بسبب الوباء، فضلا عن تعطل صناعات كثيرة ذات صلة بعلامات وماركات تجارية أمريكية.

وأبدى الزين استغرابه من تباطؤ وتأخر آثار الوباء على الأسهم بالبورصة الأمريكية ليظهر أخيرا بقرار ايقاف التداول فيها، لافتا لانخفاض أسعار النفط لذات الأسباب، مشيرا إلى انخفاض أسعار الأسهم العربية والخليجية حيث انخفض التداول في الأسهم السعودية لأكثر من (600) نقطة في يوم واحد .

وقلل د. عصام الدين الزين من أثر المشكلة على سوق الأوراق المالية السودانية، مشيرا إلى أن سوق الأوراق محلي ومغلق اغلاقا كاملا على نفسه ولن يكون هنالك أي أثر خارجي عليه.

وقال إن هنالك بعض الأسهم المدرجة تقاطعيا كسهم سوداتل المدرج بسوق أبوظبي للأوراق المالية وسهم بنك السلام المدرج بسوق دبي وهذان السهمان شهدا انخفاضا بسوق الأوراق السوداني حتى من قبل ظهور وباء كورونا بسبب غياب الشفافية والافصاح والأداء غير المميز للشركتين بالسودان وانخفاض المؤشرات الاقتصادية خاصة انخفاض العملة السودانية وارتفاع معدلات التضخم .

وسجلت أسعار النفط الخام يوم أمس الأول تراجعاً بنسبة 22% لمستوى 32.18 دولار للبرميل، وهبط نفط برنت بنسبة 22.16% لمستوى 35.24 دولار للبرميل، فيما إرتفع سعر الذهب بنسبة 0.55% إلى مستوى 1681.6 دولار للأوقية.

وعمقت خسائر السوق الأمريكي عند الفتح، تراجعات أسواق الأسهم الأوروبية في منتصف التداولات، ليسجل مؤشر “FTSE100” البريطاني هبوطا بنحو8% إلى مستوى 5953 نقطة، فيما تراجع مؤشر “CAC” الفرنسي، بنحو 8.11% إلى مستوى 4722 نقطة، وتراجع مؤشر “DAX” الألماني 7.93% إلى مستوى 10626 نقطة.
فيما سجلت البورصة المصرية تراجعاً بنسبة 7.3% بنهاية التعاملات ليغلق مؤشرها الرئيسي “EGX30” عند 10983 نقطة.

وحول أثر التراجع في مؤشرات البورصة العالمية على الذهب وسعر الصرف في البلاد قال د. الزين إن سعر الصرف يرتبط داخليا بالبورصة العالمية ولكن وجود مضاربات عالية جدا في اسعاره بالبلاد تؤكد لنا عدم وجود علاقة مباشرة لأسعاره بالأسعار التي تحدد عالميا، قاطعا بوجود (4) مسببات للمضاربة في الدولار وهي احتكار تصدير الذهب، والزام المصدرين بدفع (10)% من حصيلة الصادر مقدما، والالتزام للمصدرين خاصة مصدري الذهب بسعر السوق الموازي مما يؤدي لنجاح المضاربات في رفع الأسعار وأخيرا لمد مصدري الذهب بالسيولة من الجهاز المصرفي لشراء الذهب، لذلك فان المضارب لا يهمه سوى الحصول على الذهب، و على العملات الاجنبية وبيعها بأعلى سعر باعتبار أن المضارب ليس مــــُعدِنا ولا صاحب سيولة يستخدمها لشراء الذهب، لذلك فإن سيادة المضاربات في الذهب والدولار تسببت في عدم وجود أي علاقة منطقية بينها وبين البورصات العالمية أو أي مؤشرات أخرى .

وتوقع الزين عدم معاودة الاسهم بالبورصات العالمية لعافيتها الا بعد انحسار الوباء بشكل كامل .

وقال المدير العام المكلف بسوق الأوراق المالية سابقا، الطيب الجعلي لـ(السوداني) إن انخفاض الأسهم عالميا وتوقف التداول في الأمريكية سببه فيروس كورونا وارتفاع وتيرة التخوف منه، لافتا إلى أثر الصين التي انطلق المرض منها على الاقتصاد العالمي باعتبارها دولة مصنعة تصدر بضائعها لجميع دول العالم وتؤثر على البورصات المالية العالمية.
وأشار إلى أثر الوباء على المعروض من الأوراق المالية بالبورصات العالمية وكمية الطلب عليها، وقال : كلما زاد المعروض كلما انخفضت الأسعار .

ونفى الجعلي حدوث أثر على سوق الأوراق المالية لقلة ارتباط السودان بالاقتصاد العالمي وغياب التعاملات المالية المباشرة مع السودان والذي فرضته العقوبات الاقتصادية الأمريكية .

وتوقع المزيد من التراجع في التداول العالمي ومؤشر داو جونز بسبب ظهور الوباء بالولايات المتحدة الأمريكية وتأثر ولاية سانفرانسيسكو والتي تضم الكثير من شركات التكنولوجيا شركات (وادي السيليكون)، وقال : طالما أن المخاوف موجودة من الفيروس فانها تؤثر بشكل كبير على البورصات، لافتا لانخفاض سعر البترول كذلك بسبب تفشي الوباء باعتبار أن الصين من أكبر الدول استهلاكا للنفط في العالم، مما أدى لانخفاضه من (52,17) الاسبوع المنصرم إلى (45,26) و(46) دولارا للبرميل .

وهبط مؤشر داو جونز إلى نسبة (7,79)% من 2013 نقطة مقارنة بيوم الاغلاق (23,837) % انخفض تداوله بـ(7,79)%، فيما لا يزال التداول في الاسهم الأمريكية متوقفا والتي انخفضت في آخر تداول إلى نسبة (7)% بسبب المخاوف من انهيار الأسعار .

وقال الجعلي أن أكثر البورصات العربية تضررا هي بورصة الكويت بعد التأكد من حدوث (46) حالة اصابة بها، تليها الامارات (21) حالة، البحرين (41) حالة، قطر (3) حالات .

وشهدت الأسعار العالمية للنفط هبوطا كبيرا متأثرة بمخاوف انتشار الفيروس القاتل، الذي تجاوز حدود الصين إلى أكثر من 50 دولة حول العالم، مما أدى إلى التراجع في تعاملات العقود الآجلة للنفط .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.