(استاك) و (كورونا).. بين جاهزية المعمل وخطورة الفيروس!!

الخرطوم: ياسر الكردي

لَغَطٌ كثيف دار بعد وفاة المغفور له بإذن الله، المستشار/ فيصل إلياس، هل انتقل إلى رحاب ربه متأثِّراً بفيروس كورونا أم بداءٍ آخر؟ وما هي الجهة المُخوّل لها بإصدار هكذا نتيجة؟ هل هي المعمل القومي (استاك) وحده، أم أن ثمة مراكز ومعامل أخرى بإمكانها البت في فحص كورونا وغيره من وبائيات؟ والسؤال الأهم هو: أن كان (استاك) وحده الفيصل في أمر ذلكم الفيروس، فهل تسمحُ إمكانياته البشرية وأجهزته ومعدَّاته المختلفة بملاحقة كل الفحوصات الآتية من فيروس كورونا؟؟

الاعتراف بالذنب فضيلة
إنْ جاز لنا البداية بوزارة الصحة وهي أعلى سلطة صحية في البلاد فقد اعترفت بأن جاهزيتها لا تتعدى عشر حالات، الصحة: لا نحتمل ظهور أكثر من عشر حالات كورونا.
في وقت أقر مدير الوبائيات د. بابكر المقبول بأن النظام الصحي في السودان لا يحتمل ظهور حالات كثيرة من المرض، وقال إن أقصى رقم يمكن استيعابهم للعلاج من ” كورونا” وفقًا للتجهيزات والاستعدادات الحالية هو عشر حالات فقط على قدر عدد أسِرة العناية المكثفة التي تمت تهيئتها في حال ثبتت ” الكورونا”. وقال في تصريحات إعلامية محدودة “أمس ” إذا ظهرت ( ٥٠) حالة مثلًا سيصبح الوضع صعبًا.

استاك فقط
مصدر عليم بمعمل استاك – فضَّل حجب اسمه- قال لـ(السوداني): في الحالات الوبائية، تعود مسئولية الفحص ونتائجه وإعلانها للدولة فقط، ولا يحق لمشافي القطاع الخاص ومعاملها مهما كانت جودتها أن تتفوه بكلمة، بالتالي أي فحص أو نتيجته أو الإعلان عنه في ما يخُص فيروس كورونا فهو مسئولية الدولة ممثلة في معمل استاك، لأنه الجهة الوحيدة المخوَّل لها القيام بكل شيء حول كورونا. مشيراً إلى أن استاك به قسم كامل خاص بفحص الوبائيات، ولذا نجد أن المرجعية حتى لوزارة الصحة بالخرطوم هي معمل استاك، منوِّهاً إلى أن استاك لا يعمل بمعزل عن منظمة الصحة العالمية وكذلك المعامل الإقليمية والدولية المرجعية، وبالتالي فأي فحص خاص بكورونا أو غيره من الوبائيات بعد إجرائه بـ(استاك) تتم مماثلته بالخارج للتأكد من صحة النتيجة بعد المطابقة، لأنَّ هذا الفحص يختص بمرض وبائي يهدد حياة الناس وبالتالي لا بد من خضوعه للمعايير الدولية.

معتمدة من الصحة العالمية
وكان قد انتشر على نطاق واسع أن المرحوم “فيصل إلياس” قد أجرى فحص الكورونا بمستشفى سوبا الجامعي، لكن مصدرا واسع الاطلاع بالمستشفى نفى لـ(السوداني) قدوم “فيصل إلياس” إليهم وقال: لقد سمعنا بذلك الخبر واندهشنا له تماماً لأنه مجافٍ للحقيقة تماماً. أما المدير العام لمستشفى سوبا الجامعي د. شداد محمد محمود، فقال إن فحص الكورونا المستجد في السودان يتم مركزيا بالمعمل الصحي القومي (استاك) بواسطة فريق متخصص ومؤهل ومتدرب ويعمل على مدار الساعة، مشيراً إلى أن الأجهزة والمعينات الموجودة بمعمل استاك حديثة ومعتمدة من منظمة الصحة العالمية والمعينات تم جلبها من أفضل المعامل الألمانية (روبرت كوخ) في إطار اتفاقية تعاون بين المؤسستين. وشدَّد بالقول: نحتاج جميعا دولة ومؤسسات وأطباء وكوادر صحية ومنظمات مجتمع مدني والمجتمع ككل لنعمل سويا متحدين لتجاوز مرحلة انتشار الوباء واتباع الإرشادات والبروتوكولات دون أن نخوض في الجدال وإلقاء اللوم. نحن جميعا في الهم سواء وهذا المرض سيؤثر علينا جميعا ولن يتخير منا أحدا لذا علينا أن نعمل؛ كلٌّ فيما يليه حتى نتخطى هذه الفترة.

أرقام لا ترُد ولا تصُد!!
المدير الطبي بمستشفى البان جديد بالخرطوم د. يس العمرابي أكد في حديثه لـ( السوداني) أن عددا من الحالات المشتبه بها والتي تظهر عليها أو تشك في أنها مصابة لا تتمكن من إجراء الفحص والتأكد من ذلك حيث يترددون على المشافي دون جدوى لأن جهاز الكشف الوحيد في السودان موجود بمعمل إستاك بالخرطوم ولا يوجد غيره، مما اعتبرها منقصة وخللا كبيرا، منوِّهاً إلى ضرورة اضطلاع وزارة الصحة بدور أكبر في الفحص والتأكد بالتجارب المعملية من عدم وجود حالات مصابة.
فيما وردت لـ( السوداني) شكاوى من مواطنين ساخطين على وزارة الصحة والأرقام التي نشرتها للإتصال، مؤكدين أن الاستجابة ضعيفة، فيما قال مواطنون آخرون إنهم استُجيب لمكالماتهم ولكن أقنعوهم بأن الوباء غير موجود في السودان وأنه طالما لم يكن خارج السودان فلا يمكنك إجراء الفحص، مما اعتبروه امرًا مثيرًا للقلق.

صمود رغم العُزلة
مصدرنا بمعمل استاك عاد ليؤكد لـ(السوداني) أن القوة العاملة بمعمل استاك إذا تم توظيفها بشكل جيد وطريقة مُثلى فهي قادرة على القيام بمهامها، واستدرك بقوله: صحيح أن البلاد كانت مُغلقة وممنوعة من استيراد الأجهزة الطبية من أوروبا وأمريكا، وبسبب ذلك أيضاً حُرمت الآلاف من المُواكبة والتأهيل المستمر والدورات المتقدمة بالدول المذكورة آنفاً، لكن مع كل ذلك فما يملكه استاك مع كودار مؤهلة تمتلك خبرات كبيرة، إضافة الأجهزة الموجودة بالمعمل القومي فهي قادرة على تقديم خدمة جيدة وتحقيق نتائج مُشرِّفة في ما يخص فيروس كورونا وغيره من الوبائيات، لكن هذا بالطبع لا يمنع من القول إن استاك يحتاج بشدَّة إلى مزيد من التأهيل العام وتحسين بيئة العمل.

من المُحرِّر
حاولنا بقدر المُستطاع إجراء حوار مع مدير معمل استاك، ذهبنا له في مكتبه (أمس) فقالوا لنا إن الرجُل ذهب للوزارة في مُهمة عاجلة، سعينا حثيثاً للحديث معه بالهاتف لكن كل محاولاتنا لم تُمكِّننا من الوصول إليه.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.