لعبة (الكيزان)والشيوعيين !

بكري المدني

  • فيما يعانى جمهور الشعب السوداني الأمرين في الأسعار والخدمات يبدو المشهد السياسي في البلاد بين الإسلاميين والشيوعيين أشبه ما يكون بلعبة كرة قدم الكل يبحث فيها عن هدف من دون التقييد بمواقف ثابتة والكرة هي (آلية الشارع)!

  • على المدى البعيد يريد الإسلاميون إزاحة الشيوعيين بذات آلية الشارع التى ازاحوهم بها عن الحكم بعد أن تضاءلت حد العدم فرص آلية التغيير العسكري.

  • الوحيد الذي يبدو فى وضعية أفضل هو المكون العسكري والذي رغم شراكته لقوى الحرية والتغيير إلا أنه يبدو في كثير من الأحيان في موقف الذي ضمن التأهل للنهائي وينتظر الغالب من الإسلاميين والشيوعيين!

  • يلعب الإسلاميون بارتياح وكأنما يؤدون مباراة للعرض فقط دون اهتمام بالنتيجة فى الوقت الراهن وذلك لأنهم حتى وإن كسبوا المباراة الجارية بإسقاط حكومة الشيوعيين فهم يعلمون أنهم لن يعودوا للملعب سريعاً لذا فإن النتيجة لا تبدو بالنسبة لهم مهمة الآن بقدر العرض الذي من الممكن ان يحسن صورتهم أمام الجمهور.

  • الشيوعيون وضعهم معقد جداً فهم مضطرون للهجوم على حكومتهم حتى لا يفقدون مشهد العرض أمام الجمهور ومضطرون في ذات الوقت للرجوع للوراء والدفاع عن ذات الحكومة في وجه الإسلاميين حتى لا تسقط وهم لذلك في وضع لا يحسدون عليه!

  • في المرة الأولى حاول الإسلاميون العودة للملعب الأخضر من بوابة الدين وذلك بحشد الناس ضد بعض السياسات والقرارات الحكومية لكنهم وجدوا أن حماس الناس ضعيف وحاولوا مرة ثانية الدخول من نافذة الضائقة الاقتصادية لكن الشيوعيين نجحوا في صدهم من خلال تنظيم هجمات مرتدة كان هتافها الأشهر (الجوع ولا الكيزان)!

  • هذي هي المرة الثالثة التي يحاول فيها الإسلاميون العودة للملعب وفي ظرف اقتصادي أكثر تعقيداً عن الأول وقد تبدى عجز الحكومة بشكل أكبر لكن التحسن النسبي في البنزين والكهرباء الأيام الجارية قد لا يمنح الإسلاميين علامات كاملة هذه المرة أيضاً.

    • حتى وإن ضاقت فرص الإسلاميين بتحسن الأوضاع الاقتصادية تباعاً فإنهم يحتفظون بالكارت الأخير والخطير(الجوكر) وهو كارت(شهداء الثورة)والذي يستطيعون -أن أحسنوا استخدامه – أن يتخلصوا به من خصومهم السياسيين والعسكريين معاً بضربة واحدة (كش ملك)ويسقطون الجميع سياسياً وقانونياً!
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.