الموت لكبار السن؟!

كمال حامد

** (لدينا عدد محدود جدا من اجهزة انقاذ مرضى الكورونا وامامنا عشرات بل مئات ممن يصارعون بحثا عن الاوكسجين ومعظهم من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة ممن تقل مناعتهم واستجابتهم للعلاج فيما يوجد شباب نسبة علاجهم عالية وبكل مهنية وانسانية نخصص الاجهزة لهؤلاء وقد ننزعها من المجموعة الاخرى)

** العبارات عاليه هي المعمول بها في معظم مستشفيات العالم حتى المتقدم وبدأ العمل بها في ايطاليا ثم تواصل لبقية العالم مع اختلاف طفيف في الأعمار الممنوعة من العلاج في بريطانيا لمن تجاوزوا الخامسة والستين أما في ايطاليا حيث الموت الجماعي فلمن تجاوز الخمسين وتابعنا في رسائل النصائح التي ترد من اخوتنا الأطباء في الخارج ما يشير لذلك وهم يحذرون من أي تساهل ويضربون الامثال وقال طبيب “المسنون يأكلون نارهم” اسألوا الله ألا يجتاح بلدنا هذا المرض لان اجهزة الانقاذ التنفسي ventoator قليلة جدا بل غير موجودة في معظم الولايات إن لم يكن كلها وقبل ايام اعلن مسؤول عندنا في التلفزيون أن الموجود من هذه الاجهزة ثمانين فقط ؟!.

** بما انني وكثيرون ممن يطالعون هذه المادة من فئة كبار السن فقد نتعرض او يتعرض الاطباء إلى نزع اجهزة الإنقاذ من وجوهنا إلى آخرين فالواجب أن نحمد الله على العافية وأن نعمل للحفاظ عليها والالتزام الصارم بالتوجيهات وأن نكثر من الادعية المأثورة لرفع البلاء وسيء الاسقام كما ورد في الحديث الشريف.

**يعجبني البعض الذين كتبوا عن ايجابيات هذا المرض ومنها اجتماع شمل الأسر بعد طول غياب ومنها كما في العالم الخارجي اغلاق الملاهي واماكن القمار والرذيلة وقرار بعض الرؤساء بإلغاء الفوائد الربوية.

** من ابرز المفارقات بعد أن تأهلت امريكا للمربع الذهبي في عدد المصابين الذي بلغ حتى لحظة اعداد هذه المادة خمسة وثمانين الف مصاب وانتقلت إلى المركز الثالث بعد الصين وايطاليا واسبانيا للمركز الرابع المفارقة أن الحاجز الاسمنتي الذي تقيمه امريكا لمنع المكسيكيين من تجاوز الحدود احتشد عليه المكسيكيون لمنع الهجرة الجماعية الامريكية لتحطيم الحاجز والدخول للمكسيك سبحان الله.

** نقطة نقطة **
** نحمد الله على نعمة الإسلام فقد وصل اول دعم للسودان من البنك الإسلامي للتنمية بجدة التابع لمنظمة التعاون الإسلامي بخمسين مليون دولار وذلك قبل نداء قمة العشرين بدعم الدول الضعيفة لمواجهة الكرونا.

** بعض الدول تفكر في اعانة من سمتهم بطالة الأزمة وهم الذين تضررت مصالحهم اليومية البسيطة بسبب الحجر وحظر التجول ترى كم في بلادنا من هذه الفئة؟ نأمل أن تمتد اليهم النظرة الحانية ولكن بعد الاعتناء بالمصابين والمشتبه بهم وهنا يسقط المثل الداعي بأن الحي ابقى من الميت فالمريض والمصاب ابقى من السليم وليت في الميزانية المفتوحة التي اعلنها وزير المالية مساحة.

** النعي هو ‘علان نبأ الوفاة وقد فعل ذلك رئيسا مجلسي السيادة والوزراء والقيادة العامة للجيش بعبارات مؤثرة بحق شهيد السلام والواجب الفريق اول جمال عمر يرحمه الله ويسكنه الجنة ولهذا لا ارى داعيا للكم الهائل من (النعيات) من اعضاء المجلسين والولاة لاقتطاع الجزء الاكبر من نشرات الاخبار والشريط الإخباري بصيغة النعي وقد تمت وليكن العمل في تخفيف المصاب وتخليده والدعوات والعزاء لاسرته الصغيرة والكبيرة.

** تسعدنا الأخبار عن نجاح حصاد القمح هذه الأيام فيما تشغلنا اخبار عن ضعف الحصاد في مواقع اخرى بسبب ندرة الوقود زمان كنا نغني في اعياد الحصاد بأغنية مطلعها (زرعنا قمحنا وشفنا سمحنا).
** نذكركم ونذكر انفسنا بمبادرة مولانا الشيخ الياقوت حول الوفاق الوطني لاسيما أن مواجهة الخطر الماثل توجب تحريك المبادرة ووحدة كل الصفوف.

**رحم الله اخانا الأصغر زينة الشباب الدكتور عادل رحمة الطيار الذي لاقى ربه في ميدان البلاء الحسن والواجب وهو يكافح الكرونا وما احسن الختام. نعرف عادل انسانا ومحبا لعمله وللعمل الانساني وكان بارا بوطنه الكبير السودان ووطنه الصغير عطبرة ام المدائن ومن خارج الوطن ندعو أن يكرمه الله بالدفن في ثرى محبوبته عطبرة فهكذا كانت امنيته وامنيتنا جميعا العزاء للسودان واهله في حي الداخلة العريق الذي قدمه للسودان كما قدم الوطنيين والمبدعين في كافة المجالات وعزاء خاص لآل رحمة الذين قدموا عميد اسرتهم المرحوم محمد أحمد رحمة احد مؤسسي الاتحادين العام والافريقي لكرة القدم وقدموا للعمل المصرفي الراحلين العزيزين امين عبد المجيد وأحمد محمد رحمة يرحمهم الله ويرحمنا وعزاء لكل الأسرة والأخ اللواء حسن رحمة (إنا لله وإنا إليه راجعون).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.