سؤال البديل !

بكري المدنى

  • بأسرع مما يتوقع أي مراقب لمجريات الأحداث في السودان قفز سؤال (من هو البديل ؟!)والتغيير الذي جاء عقب ثورة إبريل لم يتجاوز العام من عمره بينما تجاوز عمر حكومة الثورة نصف العام بقليل !

  • السؤال من هو البديل سؤال صعب هذه المرة وذلك لأن من كان يطرح نفسه بديلاً للنظام السابق أصبح اليوم هو النظام الحاكم والذي يبحث له عن بديل!

  • سقطت حكومة الإنقاذ بأحزابها نتيجة فشل واضح في ادارة البلاد وفشلت الأحزاب التى كانت تعارضها من بعد أن أصبحت حاكمة باسم الحرية والتغيير وحاصل جمع الاثنين يعنى أن كل الأحزاب السودانية التي وجدت فرصة في الحكم قد فشلت !

  • العسكر الذين مثلوا الجيش في الحكم أيضاً فشلوا سواء أن كان ذلك في عهد الإنقاذ الذي استمر ثلاثة عقود أو التجربة الحالية والتي يعتبر فيها المكون العسكري شريكاً أصيلاً في حكومة قوى الحرية والتغيير.

  • إن تم تصنيف الحكومة الحالية حكومة تكنوقراط وليست حكومة أحزاب فهذا يعني أن من وقع الاختيار عليهم ككفاءات مستقلة أيضاً قد فشلوا في التجربة.

  • الحركات المسلحة والتي شاركت أغلبها في الحكومة السابقة أيضاً كانت تجاربها فاشلة سواء أن على مستوى المركز أو الأقاليم.

  • إذا افترضنا أن السؤال عن البديل بصيغة (من؟)سؤال خاطئ والصحيح أن يكون السؤال (ما هو البديل ؟)فإن إجابة السؤال من التجارب السابقة والراهنة أيضاً سالبة وثابتة سواء تحدثنا عن حكم ديمقراطي أو عسكري أو حكم انتقالي هجين ما بين هؤلاء وأولئك.

  • سبق أن كتبت على هذي المساحة قبل أيام تعليقاً على إفادات الفريق صلاح عبدالخالق أن أي تحرك عسكري سوف يعقد الأوضاع أكثر مما هي معقدة ولن ينجح في إدارة البلاد وإن نجح الانقلاب، وبذات القدر تبدو البلاد غير مهيأة لانتخابات مبكرة.

  • مع كل ما سبق ذكره هل الصورة كاملة السواد وقاتمة ولا يوجد ضوء آخر النفق ولا أمل للنجاة بالبلاد ؟! لا أعتقد ذلك طبعاً فلا يأس مع الحياة ولا بد من سبيل للنجاة.

  • الحل الأمثل لتجنيب البلاد من أي هزات كبيرة- في تقديري – هو حل الحكومة الحالية سواء بمبادرة من قوى الحرية والتغيير أو باستقالتها هي نفسها أو حلها بواسطة المجلس السيادي وتشكيل مجلس وزراء جديد وبشكل عاجل خلفاً للمجلس الحالي، وذلك لإكمال الفترة الحالية حتى موعد الانتخابات القادمة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.