القومة صعبة ولكن!!

بكري المدني

  • مبادرة التبرع للوطن كانت مقترحاً من الثوار عقب انتصار الثورة مباشرة وفصل كثيرون في المبادرة كيف تكون؟ للدرجة التي قرأنا فيها عن كفاءات في التخصصات المختلفة خارج السودان أعلنت عن استعدادها للمجيء والعمل مجاناً كل في مجاله وذهب بعضهم لتحديد مدة الخدمة المجانية التي تبرع بها للوطن على منشورات لا زالت معلقة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

  • على ذكر الخارج أيضاً أعلن الكثيرون أيام الثورة الأولى عن رغبتهم في التبرع من حر مالهم للبلد بالعملات الصعبة والتزم البعض الآخر بالتحويل عبر المصارف الحكومية حتى تفيد الدولة من فرق السعر بالسوق الأسود ويتوفر لديها احتياطي من النقد الأجنبي.

  • الناس بالداخل أيضاً كان لديها كبير استعداد للتبرع بالمال والجهد والوقت إسهاماً منهم في انتشال البلد من وهدتها ولكن حكومة السيد عبدالله حمدوك وبما علم عنها من ضعف في الاستجابة لحاجات الناس وهزال في التواصل معهم وانفصالها التام عن الواقع ظلت تنظر لمثل تلك المبادرات بشيء من اللا مبالاة.

  • مضى الوقت وتبدد زخم الثورة وضعف حماس الناس وهم يتوزعون ما بين الهم العام والهم الخاص حتى سيطر الأخير عليهم كلية (وأصبح كل الحلم رغيفة!).

  • مع مرور الوقت انسل من بين الشعب الذي قدم أبناؤه الأرواح فدى للتغيير وضربوا أروع الأمثال في التضحية والإيثار انسل من بينهم من أصبح يغالي في الأسعار ويخزن السلع ويرتد على عقبيه بعد أن تناقصت معدلات الخير في النفوس نتيجة غياب القيادة المهلمة!

  • أمس الأول اعلن السيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك عن حملة للتبرع للوطن تحت المسمى (القومة للوطن)ودعونا نردد القول المأثور في هكذا مناسبات(أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتي أبداً)ونرجو من باب الحرص على الوطن أن تجد الدعوة استجابة من الناس (رغماً عن الظروف والحال الحرن)!

  • نتمنى فوق الاستجابة المادية أن تسهم حملة رئيس الوزراء في استعادة الروح الأولى للثورة وأن تحيي المشاعر القديمة تجاه البلد وأن تقضي -إلى ذلك -على ما استجد على الناس من إحباط وعلى بعضهم من حب للنفس ومتاجرة في الأزمات.

  • غاية العشم أن يكون من إيجابيات الحملة القائمة ربط حكومة حمدوك بالواقع والاتصال المباشر بالناس وتلمس قضاياهم والإحساس بها كما هي –

  • القومة صعبة (تاني) ولكن دعونا نأمل !

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.