فيصل الذي نعرف

ياسر عبدالله

“وسنعود غداً بإذنه تعالى لنثبت لصديقنا القديم أن الضمائر باتت في زمن مخادع ، تباع مع خردة قطع الغيار ، بعد طليها ودهانها وتغيير شهادة المصنع!”
هذه هي خاتمة عمود الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس التحرير والتي جاءت تحت عنوان إلى فيصل: (للعلم وزيادة).
ما دفعني للكتابة والرد على رئيس تحرير صحيفتها لتجنيه غير المبرر على أستاذنا فيصل محمد صالح الذي تتلمذنا على يديه النظيفتين في مطلع الألفينات في صحيفة (الخرطوم) المدرسة التي انطلقنا منها في مهنة الصحافة، أكاد أجزم بأن أكثر شخصية التقيت بها في حياتي ذات استقامة أخلاقية هو أستاذنا فيصل، شجاع وواضح في مواقفه ، لم يمسك العصاة من المنتصف خوفاً ولا طمعاً، واضح في مواقفه كالشمس في رابعة النهار، بعيد عن المكائد والدسائس محترم يعامل الجميع بذات الاحترام متواضع وشهم ونبيل ، أول درس تعلمته منه أن تكون مستقيماً أخلاقياً في جميع مواقفك في الحياة.
السهام التي وجهها أستاذ ضياء نحو أستاذنا فيصل اختار لها الوجهة الخطأ ، يعلم أستاذ ضياء أكثر من الجميع من هو فيصل الذي لا تغيره المواقع ولا المناصب، وهو بذات ضميره القديم أمس واليوم وغداً.
أكثر عبارة أوجعتني ودفعتني للرد “ضميره القديم” ، لأنني أثق أكثر من نفسي في ضمير أستاذنا فيصل النقي النظيف غير القابل للتلون في سوق الموافق البضاعة الرائجة للأسف لدى كثير من السياسيين.
المقربون من فيصل يعلمون جيداً ما دفعه فيصل من ضريبة للوطن وهو يقبل المنصب من خسائر مادية ومعنوية وجسدية، ولكن لأنه رجل نبيل ونظيف وعفيف وشريف قبل المنصب بعد ضغوط مكثفة عليه من رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك وكثيرين من نحسب أنهم من الوطنيين والشرفاء تلبية لنداء الوطن، هل من المعقول أن يكون رجل بهذه الصفات والمواصفات أن يقوم بالدسائس والمؤامرات، حاشا لله أن يكون من هذه الفئة الضالة التي أضاعت البلاد والعباد بتلونها في كل مرحلة.
أوكد وأجزم أن علاقتي بأستاذ فيصل التي بدأت منذ العام 2001 في صحيفة (الخرطوم) وأنا في أول عتبات الصحافة وحتى الآن لم أجد غير شخصية واحدة لم تتغير بتغير الرياح والمواقع، ويظل أستاذ فيصل أكثر شخصية محل إجماع في الوسط الصحفي ويشهد له بالاستقامة الأعداء قبل الأصدقاء والتلاميذ وأنا من هذه الفئة الأخيرة.
نصيحة لأستاذ ضياء بعدم خلط الأشياء، قضية صحيفة (السوداني) مع لجنة إزالة التمكين هي قضيتنا جميعاً كعاملين وهي لا علاقة لها بوزارة الإعلام ولا فيصل محمد صالح أو الرشيد سعيد، كتبنا وأكدنا وما زلنا في موقفنا عن خطأ اللجنة في الإجراءات التي اتخذتها اللجنة ضد (السوداني)، مع تأكيد وقوفنا مع اللجنة في عملها في إزالة مؤسسات التمكين واسترداد أموال الشعب السوداني وأصدرنا كعاملين بالصحيفة بياناً وضحنا فيه ذلك، والصحيفة الآن تمضي بقوة موقفها وبقوة القانون لتبرئة ساحتها من كافة الاتهامات التي نثق تمام الثقة أنها بلا أرجل تستند إليه. وسنمضي فى معركة الحق حتى آخر الشوط.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.