صورة وعمق سعيد عباس

حظر التجول ورداءة الأحوال

شارك الخبر

أعدَ أحد الملوك سُرداقاً طويلاً وواسعاً جعل الهواء يدخله من كل الاتجاهات. وبداخله كميات كبيرة من سماد (الاندرين) ذي الرائحة النفاذة والكريهة .بجانب (غرابيل) مختلفة تقوم بعملية (غربلة) أنواع مختلفة من البهار وأصناف مختلفة من (الشطة) تعمل على هزها بقوة يمنة ويسرة، وقتها وفي ذلك المكان المُزْكم أصدر الحاكم فرماناً ملكياً يقول (سيدفع الملك ألفي قطعة ذهبية لمن يستطيع أن يدخل ذلك (السرداق) من بدايته حتى نهايته ويمكث فيه سبع دقائق شريطة ألا يسعل ولا (يكح).)  فدخل مئات المواطنين طمعاً في الألفي قطعة ذهبية ولكنهم فشلوا وارتفعت أصوات سعالهم بفعل (الاندرين) و(الشطة) العالقة في هواء السرداق . ولكن هناك شاباً طموحاً جاء وقرع باب الحاكم بعد أن فشل كل  من  دخل قبله في التجربة وقال (أنا سأمر منه دون أن أسعل ) فقال الملك إذاً هيا ارنا مقدراتك. وذهب الملك وحاشيته وعدد كبير من الرعية يراقبون تحدي ذلك القادم. فقام الشاب بوضع كيس على وجهه ودخل من بداية (السرداق) حتى وصل نهايته ومكث  أكثر من السبع دقائق المشروطة للمسابقة وهو بباب الخروج الآخر وصفق له الحاضرون كثيراً وأمر الملك بكيس الدراهم الذهبية رغم أن الشاب جلس  بباب الخروج أكثر من السبع دقائق وقام  الوزير  بتقديم المال له ليتفاجأ أمام الجميع بأن الشاب قد مات اختناقاً .
وهكذا تفعل الحكومة بهذا الشعب المغلوب على أمره  في تطبيق حظر التجول حيث تأمر المواطنين بالذهاب إلى منازلهم من الساعة السادسة مساء دون أن توفر لهم المواصلات  أو التراحيل وذلك في خضم زحمة الطرق والشوارع الرئيسة والفرعية، وتُعاقب من تأخر أومن لم يجد المواصلات المعدومة أصلاً، وكأنها أرادت أن تُفصل ذلك القانون لتضاعف به من أوجاع وآلام المواطن وذلك لأن المواصلات أصلا في الوضع الطبيعي ومن غير حالة طوارئ تعيش في أسوأ حالاتها من الندرة والشح أو الإنعدام في كثير من الأحيان .حتى أصبح عدد كبير من المواطنين يتسلقون الشاحنات وا(لدفارات) في محاولة للوصول مبكراً لمنازلهم وما يبكي ويضحك معاً أن الحظر وضع أصلاص للحد من جائحة (كورونا) ومن أول النصائح الطبية التي تروج لها وزارة الصحة للوقاية من ذلك الداء هو عدم الازدحام والتجمهر ، في الوقت الذي توفر فيه الحكومة بيئة جاذبة وفاعلة (لكورونا) بتسببها في تجمهر مئات المواطنين في مكان واحد بالمواقف الكبيرة بالعاصمة وبذلك تكون قد وضعت البيض كله في سلة واحدة. من خلال جمهرة وازدحام المواطنين في كثير من المواقف والمحطات الرئيسة بحلول وقت الأصيل. وبحسب موقع صحيفة  الغارديان الإنجليزية وموقع صحيفة الرؤية الإماراتية أن المافيا في إيطاليا قدمت دعماً مليارياً ضخماً لمساعدة الحكومة للخروج من ذلك الوباء بجانب بعض الحلول .أما المافيا البرازيلية فقد قدمت خدماتها ووعدت بمساعدة الحكومة فوراً في إلزام المواطنين بالتقيد بحظر التجول من خلال فرض سيطرتها الخاصة ، هذا سلوك عصابات العالم الأول إلا أن سلوك عصابات دولتنا العميقة تساعد في ذبح المواطن وتعذيبه بصورة أكبر من خلال وضع المتاريس في طرق المحروقات وتخزينها وتهريبها بجانب تحريض عدد كبير من سائقي المركبات العامة، وقد أقر بذلك عدد كبير من السائقين في عدد من وسائل الإعلام المختلفة  باختراقهم  وإغرائهم لتقويض الوضع أكثر مما هو عليه إلا أن راهن الحال ينبئ بأن الحكومة لم تتعامل مع ذلك الملف بالحسم المناسب والمطلوب من حيث الإدانة والردع .ولا يزال وضع المواصلات الأسوأ والأرداء ولا تزال الحكومة تطالب بالوصول في زمن وجيز.
صورة ناصعة
مساعدة أصحاب المركبات الخاصة  للمواطنين العالقين بالمحطات والشوارع
صورة لافتة
حضور شباب لجان المقاومة لمساعدة المكتظين بالمواقف ومحاولة ترحيلهم
صورة قاتمة
تفحيط السيارات الحكومية في وجه المواطنين دون التكرم بفضل الظهر فيها وسط تلك الأزمة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.