الحرب القذرة

(1)
مكالمة صوتية مسجلة، منسوبة لناشط إعلامي في تغطية الحراك الثوري، مع فتاة مجهولة الهوية، تقتضي الأمانة القول أنها -وإن صحت- بها قدر كبير من الإسفاف، ومجردة من الأخلاق، وهذا هوالإطارالموضوعي الذي يجب أن نضعها فيه دون مزايدة أو تهويل.
نحن كبشرعلينا إدانة الفعل وليس مطلوب منا نصب المشانق للناشط الإعلامي، لأن ما قام به، في النهاية خطأ بشري، يمكن أن يقع فيه أي مسلم ومسلمة،لا يستثنى من تلك القاعدة، سوى المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ،ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.

(2)
أنصارالدولة العميقة ومواقعها الإلكترونية العديدة، تولت كبر، نشر وبث المكالمة على أوسع نطاق على الشبكة العنكبوتية، وعلى وسائط التواصل الاجتماعي، متجردين من كل نوازع الشهامة والمروءة وقيم الدين والعرف، وأولها التبين والتحقق، وثانيها الستر، وثالثها الدعاء بالهداية للناس، قبل حثهم على التوبة النصوحة.
ولو أن النشاط الإعلامي جاء بواحدة، فقد جاءوا هم بثلاثة، تجسسوا، وأذاعوا، ثم جاهروا بالشماتة، وكلها آثام ارتكبوها مع سبق الإصرار والترصد.

(3)
الأنكأ والأمر، هو محاولتهم الفطيرة، تجييرالواقعة لتشويه صورة الثورة المجيدة ككل، وما دروا أن ذلك عصي عليهم، ودونكم ، تجربة فيلم “خفافيش الظلام” الذي ألفته وأعدت السيناريو له، وأخرجته ومولته “خفافيش الظلام” وهو عمل على بؤسه ،لم يزد الثورة إلا لهيباً ولمعاناً، وكان عاملاً من بين عوامل أخرى،ساهمت في نجاح موكب 30 يونيو،الموكب الفصل ، لوتذكرون..!!

(4)
أسلوب اغتيال الشخصية، ليس بغريب عليهم، فقد استخدموه في أزمان بعيدة،ومن المؤكد أنهم سيرجعون الكرة مرة ومرتين، خصوصاً مع حالة الصدمة والتوهان والضياع التي هم فيها الآن، حيث فقدان المزايا والعطايا التي وفرتها لهم دولة الفساد والاستبداد.
ليس ببعيدعليهم، أن يمضوا في استخدام كل الأسلحة الصدئة بحثاً عن مجد مفقود، وأن لا يستثنون من محاولات الاغتيال بأشكالها المختلفة، كل من هو مصنف عندهم ،مساهماً أو مساهمة في الثورة، وانتظروا قادمات الأيام، فهم في اللا أخلاقية بلا سقوف.

(5)
اعتقدنا قبل أيام،أن قسوة القلب، وسوء التقدير لجائحة كورونا، حصراًعلى رجالهم، فقد تظاهروا دون اكتراث لمخاطرالوباء، لكن أمس الأحد، ثبت أن نساءهم مثلهم تماماً، بلا رحمة ولا شفقة، حيث خرجن في تظاهرة في وسط الخرطوم، متجاهلات التحذيرات الصحية من التجمعات والجمهرة التي يمكن أن تكون سبباً رئيسياً في تفشي المرض..!!
لاعجب لتنظيم لم يبال، وهو في الحكم، بقتل الآلاف في دارفور وغيرها ، وارتكب المجازر في بورتسودان ومناطق السدود، واستباح الدماء في هبة سبتمبر وثورة ديسمبر،أن يتخذ قرارات التظاهر اليومي، حتى ولو أدى ذلك لهلاك ثلثي الشعب “وخربانة من كبارا”

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.