حاطب ليل || د.عبداللطيف البوني

دعوة لزيرو سياسة

شارك الخبر

(1 )
الموت هو التقْنتْ الذي تنتهي عنده كل البشرية والتقنت مفردة زراعية تشير للحاجز عكس الجدول الذي تجري فيه المياه فالحياة مثل الحواشة كلها عبارة عن جداول وتقانِت ولكنها تنتهي بالتقنت وهو الحاجز الاخير فالناس في كل الدنيا من بلغيتس صاحب المايكروفست الى الزين ود الحاجة الذي لا يملك شروي نقير من هذه الدنيا يلتقون عند ذلك التقنت وكلنا سمعنا بقصة الملياردير الايطالي الذي يملك اضخم فنادق روما والذي مات بالكورونا الاخيرة فعلقت ابنته قائلة “والدي الذي كان في مقدوره شراء اي شيء في هذه الدنيا مات وهو يبحث عن الهواء المجاني” . لذلك لن نبعد النجعة اذا قلنا إن الموت هو موحد البشرية الاول والاخير وهذا يعني أن الناس تتواضع امامه وتخلع كل ما تملك من ماديات ومعنويات وتتوحد لمجابهة هذا المصير المشترك.
(2 )
للذي تقدم يأسف المرء ويحزن أن يجدنا نحن في السودان رغم كل سجمنا ورمادنا لم نتوحد امام سطوة الموت فعندما اعلنت السلطات المختصة الحظر الكامل للتجوال واغلاق العاصمة المثلثة تحسبا لانتشار جائحة الكورونا ينقسم الناس حول هذا الامر تأسيسا على خلافاتهم السياسية، اي يحملون الامر محملا سياسيا . يمكن أن تكون هناك وجهات نظر متابينة حول جدوى الامر من ناحية طبية لا بل يمكن الاشارة لمحدداته الاقتصادية ومقارنتها بما تحمله جائحة الكورونا ولكن أن يقوم الناس جري نحو السياسة ويرون ماذا يمكن أن تستفيد الحكومة منه او كيف يمكن أن تستفيد المعارضة منه فهذا عين الخبل وعدم المسئولية والاستهتار فالناس امام الموت الاحمر وانت في السياسة!! الله يقطع السياسة ويقطع طاريها
(3 )
شبكة (السي إن إن) بدأت تحقيقا استقصائيا خطيرا يمضي في اتجاه بأن فيروس الكورونا لم ينطلق من سوق السمك في مدينة اوهان الصينية بل انطلق وبالخطأ من مختبر في ذات المدينة. نحن لسنا بصدد الجدل هل الكورونا بفعل فاعل ام مستجد مثله مثل سابقيه ولاحقيه من الفيروسات انما فقط نريد الاشارة الى أن الشغلانة يا دوب ما بدأت وسوف تتطور بسرعة البرق لانه ستكون فيها تعويضات وصراع شرق وغرب وحرب عالمية ثالثة من نوع مختلف وهذا وحده كفيل بأن يجعلنا نشعر بخطورة الامر ونتحسب له بكل ما نملك لاسيما وما نملكه نحن لا يسوي شيئا امام اعصار هذه الجائحة وهاهي منظمة الصحة العالمية وفي آخر تقاريرها تقول إن وباء الكورونا سوف يحصد على الاقل 300000 (ثلاثمائة الف) روح في افريقيا ،بالله ركز شوية ، تقول هذه المنظمة التابعة للامم المتحدة (سوف ) فهل يعقل أن تكون هذه زلة كيبورد ؟ فيا جماعة الخير الشغلانة اخطر مما نتصور.
(4 )
لكل الذي تقدم يكون قرار السلطات السودانية بإغلاق العاصمة نهائيا ومنع اي تجمعات مهما كانت دواعيها قرارا صائبا واجب النفاذ ولا مجال فيه لأي ثقب سياسي وكل من يتخطاه يعتبر متمردا على سلطة الدولة ويهدف لإيذاء المواطن ويجب أن يؤخذ بأشد ما يمكن من قانون وبعد ذلك يمكن أن يفكر الناس في كيفية درء الآثار السالبة لهذا القرار بآليات الدولة وآليات المجتمع والرفع المؤقت والعودة له. المهم المتابعة والمرونة والموازنة بين الاضرار المجتمعة ودا شغل السلطات المختصة وليرفدها الناس بالرأي والمشورة فهذا وقت مجابهة التقنت النهائي وليس وقت سياسة.

شارك الخبر

Comments are closed.