سيك، سيك معلقة فيك

حاطب ليل || د. عبداللطيف البوني

شارك الخبر

(1 )
للنور الجيلاني رد الله له عافيته اغنية مشهورة يقول فيها اذا اردت أن تروح عن نفسك وتنسى همومك (سيب الخرطوم) وبارحها إلى جوبا ولكن بما أن جوبا اصبحت عاصمة لدولة مجاورة فالامر يحتاج إلى تأشيرة وسفارة والذي منه يجب أن تفكر في مكان آخر داخل السودان القديم فاننا نقترح عليك سفرية إلى منطقة زراعية في السودان مطرية كانت ام مروية لتشاهد المحاصيل الصيفية كيف تم تأسيسها؟ وكيف اكتست الارض خضرة؟ فعندها سوف تنسى كل ما كان ينكد حياتك من مناظر واحداث في الخرطوم فلن تجد حرائق في نصف الطريق لانه اصلا لا يوجد ظلط ولن تجد موظفا عاما زهجانا لانك لا تريد منه شيئا ولن تبحث عن وجبة الزمن الصعب لان اللوبيا العدسي موجود في البيت. قد تجد من يتكلم عن ارتفاع اسعار الدولار وما كان له أن يذكر هذا الدولار لولا أن تجار التجزئة والباعة المتجولين اصبحوا يلهجون به بمناسبة وبدون ومناسبة، اذا سألته عن ارتفاع الاسعار يقول لك الدولار بقى بكذا واذا قلت له أن سلعتك اصبحت ردئية يقول لك الدولا ر بقى بكذا.
(2 )
من الآخر كدا رغم الصعوبات التي واجهت بداية الموسم الزراعي من ازمة محروقات وارتفاع اسعار مدخلات من تقاوى واسمدة ومبيدات وتأخر المطر او تأخر وصول المياه في المشاريع المروية الا أن رحمة الله ادركت الجميع فهطل المطر بمقادير وافية والاجمل في فترات متباعدة وبالقدر المعقول مما اتاح للناس الزراعة ثم للنبات النمو فهاهي الزراعة في عشرات الملايين من الافدنة ترفع اذرعها في شكل محاصيل غذائية ونقدية محيية اهل السودان وقائلة لهم رغم ظلمكم لي وعدم اهتمامكم بي وعدم اعطائي ما استحق من مطلوبات الا انني (لن اعابيكم) او ارد عليكم بالمثل فها انا ذا مبذولة لكم فخذوني بقدر ما تستطيعون وان شاء الله (انفعكم) نعم لقد سبق أن كتبنا في هذا المكان في شهر يوليو المنصرم وتحت عنوان (سيزرعون) وقلنا انه رغم جحود الدولة سوف يزرع المزارعون عند هطول الامطار وعندما تبتل القنوات بالماء لان المزارع مجبول على العطاء وليس على الاخذ ولان ثقافته تقول له ليس من المروءة أن تترك ارضك بورا بلقعا والماء يتجارى فوقها فهو عندما يبذر بذرته يقول (للغاشي والماشي، للطير الفي السماء وللبهيمة الفي الخلا) وقد كان.
(3 )
ولكن وآه من لكن هذه ,, عندما يحصد ذلك المزارع ما زرع ويتجه صوب سوق المدينة سوف يجد في الطريق كذا صفارة وكذا ايصال وكذا جباية وكذا سمسار عاطل يقف بينه وبين المستهلك ليكون عائده المادي –المزارع- من ابأس ما يكون واذا وقعت المنتجات في يد مصدر فان بنك السودان سوف يشم حصائل الصادر قدحة . من الآخر لن يستفيد المزارع من زراعته المنتجة هذه شيئا يذكر ولن تستفيد منها خزينة البلاد الا الفتات فبالتالي عليه أن يبحث عن وسيلة اعاشة اخرى كان يسفر اولاده للخارج ثم يتعامل مع ما يجودون به من خلال تجار العملة لان الدولة عاجزة عن تنظيم هذا المورد. وهكذا يعيش الاغتراب مركبا اغتراب عمله عنه ( alienation ) ثم غربة اولاده اها ياجماعة الخير بعد هذا كله هل نبحث عن من ضيع السودان ؟ انها الخرطوم فان (سبتها) فلن (تسيبك).

شارك الخبر

Comments are closed.