التطبيع , مع الشنشنة والجدلنة

حاطب ليل || د.عبداللطيف البوني

شارك الخبر

(1 )
سالتني مذيعة القناة عن موقف الشعب السوداني من التطبيع مع اسرائيل فاعتذرت لها بانه لن استطيع ولن يستطيع غيري ان يصدر حكما عاما كهذا مع عدم وجود مؤسسات لاستطلاع الرأي العام وحتى ولو وجدت فلن تعطي المؤشرات الحقيقية وذلك لطبيعة مجتمعات العالم الثالث اللهم الا اريد استطلاع فئة معينة كطلاب الجامعات او مهنيي مهنة معينة . بيد انني لاحقا اجتهدت في حدود الدائرة التي اتحرك فيها ان اعرف الميول والاتجاهات في هذا الامر فوصلت إلى خلاصة مفادها انه لايوجد موقف صارم من هذا الامر لدى عامة الناس . نعم هناك من يؤيد وهناك من يعترض من حيث المبدأ ولكن الاغلبية ترى ان الامر الواقع فرض التطبيع فرضا على السودان واذا حدث , فليحدث لنرى ان كان فيه نفع فلينفعنا وان لم يكن فيه نفع وهذا متوقع بشدة فلن نتضرر كثيرا لانه ليس في الامكان أسوأ مما هو كائن الآن من عزلة وضيق حياة
(2 )
القراءة اعلاه بغض النظر عن عكسها للواقع او مجانبتها له فقد استدعت إلى ذهني قول العارف بالله الشيخ ود بدر وهو يعلق على مهدية الإمام محمد أحمد المهدي وهو في اوج انتصاراته اذ قال (اكان مهدي جيد لينا واكان ما مهدي شن لينا) فالشيخ لم يقل انه يؤمن بأن المهدي تنطبق عليه علامات المهدي المنتظر وفي نفس الوقت لم ينكر مهديته صراحة فأصبح لسان حاله فلندعه للايام فاذا ثبت انه المهدي المنتظر فهذا من حسن حظنا وان لم يكن كذلك فلن نتضرر بشئ بعبارة اخرى ان كانت مهديته حقيقية فسوف تعود علينا كلنا بالنفع وان كانت غير حقيقية فلن نتضرر من ادعائه بشيء وتأسيساً على هذا عندما وصل المهدي تخوم الخرطوم كان الشيخ ود بدر من الذين حاصروها تحت رايته ولكن فيما بعد عندما اصبحت المهدية دولة مضطربة واستدعاه الخليفة عبد الله للمثول امامه قال دعوته المشهورة (بركة القيوم ما اصل الخرطوم ) وبالفعل توفاه الله وفي منطقة الجريف . فموقفه الاول كان في فترة الثورة مرحلة (الجيد لينا) وموقفه الثاني كان في فترة الدولة مرحلة (الشن لينا) ان كان لابد من الترجمة على الشريط فجيد لينا تعني هذا امر جيد بالنسبة لنا اما شن لينا فتعني لا شأن لنا به (شفتو الدراجية السودانية دي خطيرة كيف ؟ )
(3 )
يمكن وصف هذه الايام بأنها ايام ام (هلا هلا) في السودان فالكل يضع يده على قلبه وهو يتفرج على هذه اللعبة الدولية والاقليمية التي تجرى على السودان فاضعف ما فيها الحلقة المحلية اذ ليس امامها الا الفرجة فالامر كله بيد الحكومة تماما كمباراة كرة قدم تتابعها عشرات الآلاف من من داخل الاستاد والملايين من خلال الشاشة بينما الامر كله يتوقف على الاحد عشر لاعبا داخل الميدان . كل الدلائل حتى لحظة كتابة هذا المقال تشير الى أن امريكا القت بثقلها لجرجرة السودان نحو التطبيع فالامر يتعلق بتجديد فترة ترامب في البيت الابيض. السودان من جانبه قام بعملية تكتل دفاعي ويتمثل ذلك في الشروط التي قدمها فنتيجة مباراة السودان \ امريكا سوف تظهر في تل ابيب وهذة هي المفارقة فالسودان يشترط على امريكا وليس على اسرائيل المراد التطبيع معها (حاجة تمخول) لكن السياسة ليس فيها مخولة بل تكتيك ونسج الخيوط على طريقة العنكبوت فخليكم معنا ان شاء الله

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.