التفاهم ام تفاهم ؟

حاطب ليل || د.عبداللطيف البوني

شارك الخبر

(1 )
تاريخ العلاقة السودانية \الاسرائيلية تاريخ عدائي وهذا شيء طبيعي لان السودان منذ استقلاله اختار الطريق العروبي وحتى في هذا اختار الطريق الناصري الاكثر تطرفا في العداء لاسرائيل وقد يكون هذا تلبية للجوار المصري اكثر من استجابة للقومية العربية التي كان يدعو لها عبد الناصر ورد الفعل الاسرائيلي كان تشجيع ودعم هذا ان لم نقل انشاء كافة حركات التمرد الطرفية على المركز السوداني ويشهد على ذلك المرتزق الالماني اشتناير ودوره في تأسيس حركة الانانيا . في كل الحروب العربية\ الاسرائيلية كان موقف السودان قويا وواضحا . بعد ان تمكنت اسرائيل من لبنان وتقرر طرد مقاتلي حركة فتح بزعامة ابوعمار كان السودان واحدا من دولتين استقبلتا هؤلاء المقاتلين (المعاقيل قرب شندي ثم اركويت في شرق السودان) الحتة دي اتذكروها كويس !!! فالعداء المايوي لاسرائيل كان مؤسسا على الايدولوجية القومية العربية اما الانقاذ فقد اسسته على العقيدة الدينية فكان دعم حماس ورد الفعل الاسرائيلي كان ضربات جوية مباشرة (جنوب الخرطوم وبورتسودان واخرى)
(2 )
الان في اليوم العلينا دا ضعف العمل العربي المشترك واصبحت الجامعة العربية خارج دائرة الفعل وطبعت بعض الدول مع اسرائيل ودخل الفلسطينيين انفسهم في تفاهم لابل في شيء من التعايش مع اسرائيل وبالمقابل السودان مزنوق زنقة كلب في طاحونة وكما ذكرنا بالامس . فتحت للسودان كوة في جدار الحصار للنظر نحو اسرائيل ليصبح التطبيع معها هو المخرج من الحصار المطبق ويبدأ هذا بإخراجه من القائمة الامريكية للدول الداعمة للارهاب ففي هذه اللحظة اسرائيل وافقة ومنتظرة استلام السودان وامريكا هي التي سوف تدفع الفاتورة وهنا طرحنا السؤال ماذا تريد اسرائيل من السودان او ماذا ستفعل اسرائيل بالسودان ؟ الذين يرفضون التطبيع معها يقولون ان اسرائيل سوف تواصل في سياستها الرامية لتمزيق السودان كجزء من مخططها وهو تمزيق كل العالم العربي إلى دويلات متناحرة مستجيرة باسرائيل فالتطبيع بالنسبة لها سيكون مجرد تغيير في الاسلوب من خشن إلى ناعم اما دعاة التطبيع فيقولون إن اسرائيل الجديدة تبحث عن النفوذ وليس الارض فهي على استعداد لتبادل المنافع مع السودان وبالتالي ان التطبيع معها سوف يفيد السودان آجلا وعاجلا
(3 )
من السرد اعلاه الواضح ان السودان في وضع لايحسد عليه فالتطبيع بالنسبة ليس لجلب مصلحة انما لدرء مفسدة بعبارة اخرى ليس من اجل جذرة بل لتفادي العصا . سيكون متخذ القرار السوداني موفقا جدا لو استطاع ان يفصل بين رفع اسم السودان من القائمة الامريكية وقضية التطبيع مع اسرائيل رغم صعوبة هذا الامر فلو رفعت امريكا اسم السودان من قائمتها مقابل التفاهم بين السودان واسرائيل سيكون هذا مخرجا اقل صعوبة وساعتها يمكن معرفة النوايا والمرامي الاسرائيلية من السودان ومن ثم يفكر الطرفان في كيفية انهاء العداء فان اكتفيا بذلك خير وبركة وان كان ثمة ما يدعو لتطوير تلك العلاقة لفائدة كل الطرفين فليتم اختيار الطريق المفضي لذلك فالتطبيع الإجباري المطروح حاليا سوف يفضي لتطرف في المواقف رفضا او قبولا ولانه يجعل من السودان دولة مفعول بها ولانه … ولانه … لكن قل ياصاح كيف ومتى يستعيد السودان ارادته وكل سوداني موجه خنجره نحو سوداني آخر؟

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.