اذا كنت تسير بأي طريق من طرقنا البرية فلا تنظر يميناً ولا شمالاً حتى لا ترى الارض مسطحة وغبراء وليس عليها اثر حياة وهي تنادي ازرعوني ازرعوني. وقتها يمكنك أن تسأل من بجانبك لماذا لا تزرع هذه الاراضي؟ اتريد الاجابة على سؤالك؟
سنقول لك دع عنك التي لم تزرع من قبل، الآن تصحير ومنع زراعة لأرض كانت تزرع عشرات السنين وليست في واق الواق ولكنها شمال الخرطوم بعدد قليل من الكيلومترات .كانت تمد العاصمة والمنطقة التي حولها بمنتجات متنوعة خضر، فاكهة، بيض، لحوم ،اسماك ، منتجات أخرى. تسمى المشاريع الخلوية بمنطقة الجدايد وحبيبة.
فجأة تتفتح عبقرية وزارة الري بمنع هذه الاراضي والبالغ مساحتها 12500 فدان. تم توزيعها في عهد حكم الرئيس النميري (لو قلت في عهد مايو لسأل الشباب مايو يعني شنو؟) ما هي المعايير التي قسمت بها هذا السؤال ليس وقته اليوم. اليوم نحن مع مأساة منع هذه المساحات من الماء الذي كان يأتيها من مشروع الجزيرة. قبل تعلية خزان الروصيرص التي بشرونا بأنه بعد التعلية ستكون الزراعة طول العام، وها نحن نجابد في بعض العام أين ذهب المياه التي اضافتها التعلية؟ أخشى أن تكون الاجابة على هذا السؤال لا مواعين لنا نطرح بها هذه الكمية من المياه. طيب أيهما اصعب تعلية الخزان 10 امتار أم تمديد القنوات على سطح الارض؟ .
الذي حدث ان قرارا صدر من وزارة الري بعدم سقاية هذه الاراضي، دون الرجوع الى ما سيحدثه القرار من أضرار ستموت اشجار مثمرة اثمرت بعد سنين وستموت، وستموت انعام وطيور واسماك. بالمناسبة المنع لم يكن برفق كتابة يمكن التراجع عنها بل المنع صاحبه تدمير للمداخل القنوات (الدورانات) مما سبب خسائر بملايين الجنيهات.
بالله أتدرون ما حل وزارة الري الذي طرحته للمتضررين؟ امسكوا الخشب، طلبت وزارة الري من هؤلاء المزارعين جمع مبلغ 8 ملايين يورو ( لمن لا يعرفون العملة الاوربية اليور اكبر من الدولار) وستعينهم وزارة الري بالخرط والمشورة الفنية لمد ترعة جديدة من النيل الأزرق . ما شاء الله ، ما شاء الله نعم الحل.
نعم هذه عقلية بعض الثوار ليس الإبداع وزيادة المساحات الزراعية التي ورثوها من العهود البائدة من الاستعمار الى الإنقاذ . بما فيها عهد عبود الذي أنشأ مشروع المناقل. وعهد نميري الذي انشأ السوكي والرهد، والإنقاذ التي علت خزان الروصيرص 10 امتار ليزيد الماء المخزن من مليار ونصف متر مكعب الى 7 مليارات متر مكعب. والثوار يريدون أن ينجحوا قمح ولاية الجزيرة بظلم اصحاب المشاريع الخلوية بالجديد وحبيبة.
الزراعة هي رافعة الاقتصاد السوداني بالتيمم طبعاً مع غياب وزارة الري.
زراعة بلا ماء آخر الابتكارات.