19 ديسمبر.. التحية لرجال الميدان

أوان البوح ...عمرو شعبان

مفارقات مؤسفة تلك التي تجعل رفاق الامس اعداء اليوم ضمن ذات المشروع..
تحل الذكرى الثانية لديسمبر المجيدة، وعلى دست الحكم اسماء وارقام كان لها ما لها نضالا وكبرياء وعزة في مواجهة الجبروت.. لكنها اليوم ركنت للخنوع والاستكانة وقبلت أن تختار العدو الخطأ، وبعد أن كانت تتصدر صفوف الشارع، اضحت تحت العديد من المبررات الوهمية والحسابات السياسية الخسئة الآن تقف في مواجهته بصمتها على شراكة غير مستحقة، وتلكؤ متعمد في تنفيس الثورة السودانية وتضييع دماء من هم اشرف منهم بكل تأكيد.
تحل 19 ديسمبر يريدها البعض احتفالية، وآخرون تصحيح مسار، فيما ترتفع نغمة تسقط ثالث، لشعب يدرك جيدا كيف يهدم المعبد على الفراعنة والمتجبرين ومن حالفهم من (المدنيين).
يقولون إن الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم، وها هم السودانيون يستعدون لسداد ذلك مرة اخرى برغم كل التكتيكات القذرة من العسكر ومن صادقهم في المدنيين.. لذا تهل 19 ديسمبر والشارع معبأ بكل صنوف الاعمار والاحتمالات والمعادلات بألا تراجع سوى بالنصر وانهاء احتلال العسكر للدولة السودانية المدنية منذ فجر التاريخ، وهو ما حسم في 11 يناير الماضي بعد 52 عاما من السوءات، قبل أن يعيدهم غباء الساسة للمشهد تحت مظلة الخوف والجبن بعنوان التسويات عقب فشل الانقلاب الاول في 3 يونيو بالنصر المرعب في 30 يونيو..
تحل الذكرى الثانية وكثيرون يمتطون فعل البطولة خيلاء وفخرا، وينسجون سيناريوهات (المن) على الوطن، وكأنما لم تلد حواء السودان غيرهم ابدا.. وهم في ظنهم ذاك كاذبوووون ومؤسفون.. فالابطال الذين ابتدروا الفعل وحملوا الكفن ذات حلكة ما يزالون يتنفسون، يمسكون عن فعل الكلام احتراما لـ(عُشرة) ليتها لم تكن لأنها لا تهون الا على ابناء…
عندما جاءت 19ديسمبر 2018م، كاذب من ادعى وجود تنسيق أو قيادة ميدانية لادارة فعل التحرير الوطني، بل كانت تحركات ملتهبة للجان الاحياء ومبادرات تستهدف عمليات التراكم الثوري والحشد، ابتدرها تجمع القوى المدنية بمبادرته (حراك) التي شهد ما بعد منتصف 2018م تفعيلها ولقاءات اطرافها بمكتب المرحوم حسن عبد العاطي، مما اوجد تقاربا وارضية مشتركة بين المهنيين والمؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي على سبيل المثال..
19 ديسمبر نفسها كانت ايذانا بضرورة التنسيق والاستقطاب في حب الوطن.. وقتها كان التجمع يتلمس خطواته في تعبئة مطلبية قبل أن تحيل شرارة 19 ديسمبر الامر لفعل سياسي خالص، ويتم تعديل الاعلان التاريخي الى شارع القصر بدلا عن البرلمان..
حينها تصدى لترتيب وتنسيق أول المواكب فيما بعد -اي موكب 25 ديسمبر- شخوص يحق لنا ذكر بعضهم والامساك عن البعض لأنها لم تسقط بعد بحسب الكثيرين.. وقتها تقدم الشفيع (اوشا) من المؤتمر السوداني وهو ايضا الرجل الذي قام بتصوير (لايف) الاصم الشهير، والزميل الصحفي عادل كلر من تجمع المهنيين –شبكة الصحفيين السودانيين فضلا عن الثائر غازي الريح لاكمال عمليات التنسيق الميداني لموكب 25 ديسمبر عن طريق قروب واتساب تم حذفه فيما بعد قبل أن تعود ذات الاسماء لاعادة ترتيب موكب 31 ديسمبر.
الشارع السوداني ما يزال يستحضر ذكرى الاول من يناير 2019م توقيع اعلان الحرية والتغيير بين الكتل السياسية، لم يمض وقت طويل على الاعلان الذي صاحبته ايضا صعاب الموازنات – التي نمسك عنها الآن- ليتم تشكيل لجنة العمل الميداني بعد موكب 9 يناير..
رجال لم يزايدوا على حب الوطن ولم يجنحوا للركض خلف (الفلاشات) ولم يمنوا انفسهم بكرسي فخيم، تحرص على اجلاسهم عليه دول ومخابرات (ابو محمد).
تم تشكيل لجنة الميدان عبر حصص ومقاعد مقسمة على الكتل، الا أن الملاحظ هو أن لجنة الميدان لم تلتزم بذات الحرفية في التقسيم التي تميزت بها تنسيقية (ق.ح.ت) ربما بحكم الطبيعة الفنية للجنة نفسها..
تكونت اللجنة وقتها من: معتصم تكنه عن (الشيوعي)، مهادن الزعيم (البعث)، الدينمو (الشيوعي)، محمد جلال هاشم (المهنيين)، ناصر كوهين (المتأثرين)، معز عبد الوهاب (التغيير الآن)، فتحي محمد (قرفنا)، محمد ساتي (الأمة القومي)، نور الدين صلاح (المؤتمر السوداني)، عادل كلر (المهنيين)، حسام ابو حلا الحركة الشعبية، قبل أن يتم تصعيد علي فارساب بديلا لكلر بسبب الاعتقال.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.