والجد هلا هلا عليه

حاطب ليل || د. عبداللطيف البوني

شارك الخبر

(1 )
يمكننا الان أن نردد مع محجوب شريف ووردي (بلى وانجلى \حمد الله الف على السلامة انهد كتف المقصلة ) بالله كيف ستكون المقصلة إن لم تكن العقوبات الامريكية التي طلعت روح السودان ؟ بعد خروج السودان من اللائحة الامريكية الملعونة ثم بعد اجازة القانون الذي يمنح السودان الحصانة السيادية ثم بعد وعود امريكا بمساعدة السودان ماليا وتنمويا يتوجب علينا أن نحمد الله على هذا التعافي ونشكر كل من اسهم في هذا الخروج الكبير من حفرة الشر الامريكية ولاشك أن هناك جنودا مجهولين قاموا بهذا العبء الكبير فينبغي الا نغمطهم حقهم ونعظم من شأن مؤسساتهم ولا نركز على السياسيين الذين (يفلقوا ويداوا) اما ثمن ذلك الخروج الكبير من تعويضات وتطبيع ف(النجليه) اليوم حتى لايفسد علينا بهجتنا هذه فاليوم خمر وغدا امر ثم ثانيا والعياذ بالله اصبح النكد والهم والغم هو الاصل في ايامنا فاذا ما وجدنا لحظات نسعد فيها فيجب أن نغتنمها مع علمنا التام انها مؤقتة لدرجة (حلاوة بسم الله )
(2 )
اكاد اجزم بأن كل السودانيين الذين تفتح وعيهم في العقود الاخيرة اي الذين اعمارهم في الخمسينات وما دون وهم الغالبية العظمى من اهل السودان لم يروا الا السودان المحاصر المجندل المركون في الزاوية البعيدة ففي تقديري أن السودان العادي والذي كان جزءا من العالم قد انتهى بفترة الديمقراطية الثانية (مايو 1969 ) فبعد قرارات التأميم والمصادرة في مايو 1970 لم يكسب السودان عافية من ناحية اقتصادية وان كان مناخ الحرب الباردة قد اتاح له هامشا للمناورة فهذا الهامش قد انتهى بنهاية الحرب الباردة 1990 ومن ساعتها ظل السودان مكتوم النفس الى يومنا هذا حتى فترة النفط ونيفاشا (2000 -2011 ) منعتنا العقوبات بان نشم فيها الهواء وظل الفساد والاستبداد مطبقين علينا الى ديسمبر المجيدة ولكن الضنك لم يبارحنا الى يوم الناس هذا
(3 )
من حق جيل ما فوق الخمسين ولكن الأهم اجيال ما دون الخمسين أن يروا سودانا جديدا بعد عودة السودان للاسرة الدولية الحديثة وهي اسرة رأسمالية ليبرالية وبالمناسبة مافيش حاجة اسمها على كيفي اختار ما اشاء من طريق تطور فعالم اليوم محكوم بايدولوجية واضحة المعالم فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية، ايدولوجية حتى الصين وروسيا اجبرتا على تعاطيها ناهيك عن بلد كالسودان (يادوبك فكوا عنه رباط العين ) كمان ما تنسوا الفكاه منو ولماذا . لذلك ليس أمام السودان من خيار الا أن يكيف نفسه على الواقع الذي وجد نفسه فيه بعد الخروج الكبير . وهذا امر ليس بالسهل ويحتاج الى حنكة ودراية وتجرد والأهم شفافية ووضوحا.
(4 )
ان هذه القرارات الامريكية التي افرحتنا واعادت لنا الروح ستظل معلقة في الهواء ولن يشعر المواطن العادي بها اذا لم تتبعها سياسة داخلية تقوم بتنزيل مخرجاتها على ارض السودان، وهذا هو الامتحان الحقيقي، الحكاية ليست طق حنك وتبادل التهاني وتفاخر ونحن سوينا وانت سويتو وادونا فندكم ندق ونديكم . لقد دقت ساعة العمل والانتاج للخروج من النفق المظلم . لقد تمزقت الشماعة التي كنا نعلق عليها كل خيباتنا واذا عجزنا عن لملمة انفسنا وتوحيد كلماتنا وتفجير طاقتنا هذه المرة فلنقل (مع السلامة سودان) فالاحباط اذا ما ارتد سيكون قاتلا. ونسأل الله السلامة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.