بُطء الحواضن والمجالس

لأجل الكلمة || لينا يعقوب

شارك الخبر

 

قرأت تصريحاً للقيادي في الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ يُعطي فيه تاريخاً لإعلان تشكيل المجلس التشريعي، ولم يلفت نظري حقيقةً اقتراب الموعد الذي حدده الشيخ بـ”يناير” المقبل بقدر ما شعرت هل أصبحت قوى التغيير دقيقةً في مواعيدها وهي التي تتجاوز بكل بساطة مواقيت معلومة بأشهر طويلة دون الوصول إلى شيء؟..
تزامناً مع ذلك، كان رئيس حركة تحرير السودان مني مناوي يُعلن أنه لم يعد هناك شيء اسمه “حرية وتغيير”..!
يضيف مناوي لصحيفة الصيحة أن مجلس الشركاء حل محل الحرية والتغيير وألغى الحاضنة السابقة..!
هكذا بكل بساطة تبدو أمامنا حواضن هلامية، تتشكل إحداها وتقوم بإلغاء الأخرى، وتتمسك هذه الأخرى بمكانها وامتيازاتها وحصصها وعدد مقاعدها، وتنشق كيانات وأحزاب من الحاضنة الأخيرة – الحرية والتغيير- وتعلن أنها حاضنة جديدة يقف خلفها الشارع..
هذا المشهد المفكك من المفترض أن يقود المرحلة المقبلة وستكون قيادة عصية إن أُخذ في الاعتبار أن العام الماضي كانت الحاضنة متحدة ومتفقة إلى حدٍ كبير ولم تظهر خلافاتها إلا قبل أشهر، فكيف سيكون المصير الآن..؟
وإن كان تصريح مناوي بإلغاء الحرية والتغيير لا يبدو منطقياً أو حتى دقيقاً، يتضح أيضاً أن تصريح إبراهيم الشيخ متفائل أكثر مما يجب.
يكرر الكاتب ورئيس تحرير التيار الأستاذ عثمان ميرغني في تحليلاته كثيراً أن الحكومة الحالية لا ترغب بقيام مجلس تشريعي لأنها “كده مرتاحة”..!
وميرغني قريب من دوائر التغيير والحكومة الحالية ويشعر من خلال لقاءاته بهم أن المجلس التشريعي من آخر اهتماماتهم.
منذ أن تم توقيع اتفاق السلام قبل أشهر، لم يرشح اسم واحد من الجبهة الثورية للحكومة المقبلة باستثاء أسماء المرشحين للمجلس السيادي، وهذا ليس لأن الأمر تحيط به سرية نقاشات، إنما لأن النقاشات لم تصل لهذه الدرجة من التقدم بعد..!
البطء الذي يلازم قوى الحرية والتغيير أو الجبهة الثورية اللذين أصبحا مع بعضهما تحت مسمى “مجلس شركاء” لا يتناسب مع المرحلة المقبلة وتعقيداتها السياسية والاقتصادية..!

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.