مهلا و اهلا أيها الموت ( ٣١) عبد المنعم عبد العال

من السبت إلى السبت...كمال حامد

** نواصل التراحم على من فقدناهم الأسبوع المنصرم، ومن المؤكد أن عدد من فقدناهم أكبر مما نستعرض أسبوعيا، ومما يصلني في الخارج من المعارف و الاهل و الشخصيات العامة. نسأل الله الثواب لنا و لمن يشاركنا الدعاء والتراحم، كما نسأله سبحانه وتعالى الرحمة والفردوس الأعلى لفقدائنا.
** و كمان عبد المنعم عبد العال:
** بعد مقال السبت الماضي الذي نعينا فيه عددا من فقدائنا ومنهم مولانا جمال حسن سعيد والأستاذ محمد أحمد دسوقي، وقبل أن يسدل ليل ذلك الأسبوع ستاره فجعنا بخبر رحيل رمانة مجالسنا في الداخل و الخارج.
** فقد واصلت مصيبة الموت عملها، و تخصصت في خطف اعزائنا، و السبت الماضي، نالت من أخينا الرياضي الطيب العاشق لوطنه الكبير السودان والصغير ود مدني، نعم مات عبد المنعم عبد العال حميدة.
** في حفل وندوة نظمتها رابطة الصالحية الرياضية بالرياض التي أسسها، و بدارها أمدرمان، كرمنا عبد المنعم، و حشد علية القوم، و استهليت كلمتي بالاعتراف بأن من كان وراء عملي في الاتحاد العربي لكرة القدم لخمسة عشر عاما هو اخي عبد المنعم عبد العال، الذي خطف المايكرفون ليعلن بأنني من أتى به للسعودية متعاقدا مع نادي النصر واجهش بالبكاء وبكيت وشاركنا البكاء عدد من الحاضرين.
** هكذا كانت العلاقة بيننا، داري في جدة والخرطوم كانت داره، و داره في الرياض وودمدني هي داري يرحمه الله.
** آخر لقاء كان في عزاء أخينا الرمز المرحوم الأستاذ أحمد محمد الحسن، وآخر مكالمة هاتفية كانت وهو طريح فراش المرض، بواسطة وفد من منظمة نبض الجزيرة ومن هاتف رئيسة المنظمة الناشطة الاجتماعية الإعلامية المهندسة ليمياء عبد الله العبيد.
** عبد المنعم عبد العال، رمز كبير من رموز العمل الإداري الرياضي السليم، كان عاشقا لعبارته المحببة(ديموقراطية وأهلية الحركة الرياضية)، عمل بنادي النصر وكان مصدر إعجاب منسوبي النادي الكبير ورئيسه ورمزه الخالد سمو الأمير عبد الرحمن بن سعود يرحمه الله،
** في الرياض عاد لعمله وتخصصه المصرفي الذي برع فيه في مصارف باركليز والادخار بودمدني وبنكي الرياض والجزيرة بالرياض، وعاد لمواصلة العمل في معشوقته ود مدني أو الاتحاد العام و لكنهم لم يمنحوه الفرصة،وأبلغني انه عائد ليتولي منصب مدير إدارة أكاديمية كرة القدم الجديدة، كما وعده الدكتور كمال شداد، و فاجاته بأن صديقنا العزيز عز الدين مصطفى قد تولى المنصب، وكان ذلك أحد أسباب اعتكافه الأخير و اكتئابه ومرضه.
** نبكيك أخانا عبد المنعم وتبكيك منصات الخطابة التي كنت ملكها المتوج، يتحدث ويطيل ويسهب ويختم بعبارته الشهيرة (اتمنى الا اكون قد اطلت).
** العزاء لأهل الرياضة وأهل المصارف، وأسرته الصغيرة والكبيرة، والعزاء الأكبر لأهل ود مدني كما يصر أن ينطقها، واحسبها الان في بيت العزاء و بيت الحبس، ربنا يرحمه ويجزيه الجنة التي وجبت كما جاء في الحديث الشريف، لأننا نشهد له بالطيبة وجبر الخواطر والإصلاح بين الناس وخدمتهم، و “إنا لله و إنا إليه راجعون”،

*نقطة نقطة*

** فقد كبير آخر لا يزال طعمه مراً في حلوقنا، فقد ابتلع النيل، جوار جسر الحتانة الحلفايا ابننا أحمد، ذا الخمسة عشر ربيعا، احد نوارات الأسرة.
** لم يرحم النيل فرحته وهو عائد من آخر ورقة امتحان النقل من الصف الثاني للثالث الثانوي، ومروره على مدرسة التقوية لتسجيل اسمه استعدادا لامتحان الشهادة السودانية العام القادم، ابتلعه النيل و لم يلفظه الا بعد أيام ثلاثة في منطقة الحقنة، التي ووري جسده الطاهر في مقابرها المخصصة لضحايا النيل بعد شلال السبلوقة.
** حزني على أحمد قد لا يوازيه الا حزن والده ابننا كمال محمد النعيم الجعلي، و حزن والدته رحاب ابنة ابن عمنا الرياضي المعروف عبد الرحيم النعيم الجعلي، العزاء لأهلنا وآل الجعلي في ديم القراي والعاصمة وكوستي وعطبرة.
** فقد صديقنا العزيز الوزير السابق الأستاذ مجدي حسن ياسين زوجته قبل أيام بدولة الإمارات العربية، و فقدنا صديقنا الإعلامي الموثق نادر الشريف أحمد الحبيب وشقيقته نادية في يومين فقط، لهما الرحمة و لاسرتها صادق العزاء.
** من أهلنا واخوالنا بدنقلا حملت الأخبار الحزينة، وفاة الحاجة نبوية ابنة خالنا المرحوم عثمان عبد الدائم مؤذن جامع دنقلا الكبير، وكذلك وفاة ابننا أحمد نجل خالنا فتحي عبده عبدربه، و كذلك وفاة ابننا الفاتح نجل خالنا المرحوم إبراهيم عبده عبدربه.
** مات هذا الأسبوع العم محمد البشير الوسيلة أمام جامع ديم القراي، ومن عطبرة وصلنا خبر وفاة الأخ جمال محمد إدريس عبد الكريم، والعزاء لآل الكوباني فقد رحلت عميدة أسرتهم والدة الدكتور الراحل علي الكوباني وإخوته.
**رحم الله من فقدناهم ولا نملك إلا التضرع لله سبحانه وتعالى أن يكرم نزلهم بالجنة و يصبر أسرهم و يصبرنا، و “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.