السودان والاتحاد العربي

كمال حامد

** بكل أسف انتهت اول امس انتخابات الاتحاد العربي لكرة القدم، وخلت قائمة اللجنة التنفيذية لأول مرة من اسم السودان بسبب الصراعات والكيد الشخصي، الذي حجب اسم احد ابرز أعضاء اللجنة، الدكتور معتصم جعفر، وقدم مرشحا غير معروف للأسرة الرياضية العربية، فكان الغياب وحلت موريتانيا لأول مرة مكان السودان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
** نعم كان غياب السودان لأول مرة، إذ ظل المقعد كالمحتكر لنا منذ مطلع السبعينيات حين كنا من أبرز المؤسسين للاتحاد العربي بواسطة الإداري الكبير جعفر عطا المنان ورفيق دربه (ابو الرياضة والطب الدكتور عبد الحليم محمد) رحمهما الله.
** في عشرية السبعينيات والثمانينيات، كان العدد الأكبر في الاتحاد العربي ولجنته التنفيذية ولجانه العاملة من السودان، في قائمة قادها باقتدار المرحوم الدكتور حليم وشملت في اللجنة التنفيذية السادة العميد مصباح الصادق والمهندس عمر البكري أبوحراز والدكتور معتصم جعفر والأستاذ مجدي شمس الدين، وكلفوا بمهام كبيرة أداروها باقتدار والحمد لله.
** اما اللجان العاملة فقد تشرفت بعدد من الرموز السودانية منهم السادة الدكتور المرحوم الزين علي ابراهيم، المرحوم الأستاذ هاشم ضيف الله والمرحوم الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق وشخصي الضعيف صاحب العمر الأطول في الاتحاد (خمسة عشر سنة) من العام ١٩٨٨م وحتى العام ٢٠٠٣م، وغادرت بقرار فردي من الدكتور كمال شداد.
** لم يكن الدكتور معتصم جعفر اول المغادرين بقرار من الدكتور شداد، كما لم يكن شخصي الضعيف اولهم، فقد سبقنا في المغادرة الشدادية الدكتور المرحوم الزين علي ابراهيم، واللواء حقوقي عبد المنعم النذير بطريقة مختلفة سأشرحها لاحقا.
** السودان البلد المؤسس للاتحاد العربي مطلع السبعينيات قبل السعودية التي تحملت المسؤولية كاملة ورعتها حق رعايتها منذ العام ١٩٧٦م وحتى اليوم،
** تأسس الاتحاد العربي لكرة القدم في ليبيا اولا بجهد كبير من المرحوم جعفر عطا المنان الذي كان أول امين عام للاتحاد الذي تولى رئاسته الليبي المرحوم عبد اللطيف بوكر، وضمت قائمة المؤسسين السادة المصري محمد أحمد والتونسي محمد مزالي والمغربي بلخياط والكويتي الشيخ فهد الأحمد والبحريني الشيخ عيسى بن راشد والسوداني الدكتور حليم رحمهم الله،
**كانت الانطلاقة الكبرى في العام ١٩٧٦م بقيادة رمز الرياضة العربية المرحوم الأمير فيصل بن فهد والدينمو المحرك المرحوم الأستاذ عثمان السعد، ونائبه النشط الأستاذ وليد كردي، وضمت القائمة إلى جانب الدكتور حليم مجموعة من قيادة الرياضة السعودية اذكر منهم السادة الدكتور صالح بن ناصر والدكتورين عبد الرزاق بكر وعبد الفتاح ناظر، والسوريين سميح مدلل وفاروق وعدنان بوظو والأردني الأستاذ الإعلامي الكبير محمد جميل عبد القادر والتونسي المرحوم عمر غويلة والعراقي مؤيد البدري، والقطري سلطان السويد، والإماراتي عبد الله إبراهيم وهي قائمة مقدرة في اللجنة التنفيذية واللجان العاملة، احتفظ معهم بذكريات خالدة، رحم الله من انتقل منهم لجوار ربه، والعافية وطول العمر لمن ينتظر.
** أعود للموضوع الأساسي وغيابنا في شخص الدكتور معتصم جعفر بفعل فاعل هو نفسه الفاعل الذي يقول انه اقتلعنا اقتلاعا، فقد رفض تقديم ترشيح الدكتور المرحوم الزين علي ابراهيم، واحفظ له أنه أعاد ترشيحي في التسعينيات كما فعل السادة عبد المنعم النذير ومصباح الصادق وابو حراز وفيصل محمود والفريق الطيب عبد الرحمن والأستاذ مجدي شمس الدين، ولكنه فعلها في العام ٢٠٠٣م.
** المرحوم الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق ترشح للجنة الإعلامية في ٢٠٠٥م بعد أن ظلت اللجنة بدون وجود سوداني لسنتين، لأن المرحوم عبد المجيد رفض الترشيح في مكاني عام ٢٠٠٣م وكتب مقالا رائعا بهذا المعنى، وشداد رفض كل الترشيحات التي وصلته من الزملاء وذهبت ورقة الترشيح خالية ولكن في العام ٢٠٠٥م تحمست لاستئذان المرحوم عبد المجيد لترشحه ونال العضوية حتى وفاته، وتكرر الموقف الشدادي من الزملاء ولم يقدم ترشيحاتهم حتى الآن.
** نفس الموقف الذي ابعد الدكتور معتصم جعفر، حدث في العام ١٩٨٨م حين تسلم شداد القيادة من اتحاد كان يقوده السادة اللواء عبد المنعم النذير والمرحوم فيصل محمود، الأستاذ فتحي إبراهيم عيسى والكابتن عمر التوم والمرحوم عبد المنعم عبد العال، ورشح هذا الاتحاد رئيسه اللواء النذير للجنة التنفيذية وعدد من أعضائه للجان العاملة.
** كنت وقتها في العاصمة الرياض رئيسا للقسم الرياضي بجريدة الشرق الأوسط، وقريبا جدا من مجلس الأمير فيصل و رعاية الشباب، وبعد. وصول الترشيحات وكانت الأسماء جديدة، ومن الصعب فوزها فأبلغني الأمير الراحل بسؤال لماذا لا يرشحك السودان؟ وفوزك مضمون لمعرفتك بالاتحاد وأعضائه.
** حضرت للسودان فوجدت أن الاتحاد رشح المرحوم عبد المنعم عبد العال للجنة الاعلامية، فاقترح المرحوم فيصل محمود تعديل الترشيح له للجنة الدورات والمسابقات لترشيحي للجنة الإعلامية، فطلبت استئذان المرحوم عبد المنعم ولما لم تكن لي معه معرفة شخصية، لجأت لصديقه المرحوم الأستاذ أحمد محمد الحسن فذهبنا إليه بالمقترح، ورحب بعد عبارات جميلة في حقي وبالفعل تم الترشيح ودخلت اللجنة وواصلت فيها لسنوات طويلة.
** الدكتور كمال شداد لم تكن علاقته طيبة بالمرحوم الأمير فيصل بن فهد لسبب بسيط انه طلب من أحد موفدي الاتحاد العربي للخرطوم سداد فاتورة إقامته بالفندق الكبير، كما أنه كان كثير المناكفة ونقاط النظام في الاجتماعات وهذا أمر غير مألوف.
** استبعد مرة الأمير فيصل اسم الدكتور شداد من ترشيحه للجنة الفنية مكان الدكتور الزين علي ابراهيم، وفي جمعية ١٩٨٨م كان الاتحاد الذي سبق اتحاد شداد، قد رشح رئيسه النذير للجنة التنفيذية، فحاول شداد أن يرشح نفسه للجنة التنفيذية فقالوا له باب الترشيحات أغلق وكذلك في اللجنة الفنية، وكان مرشح السودان للجنة التنفيذية اللواء النذير فيما كان العميد مصباح الصادق عضوا نشطا في اللجنة المنتهية دورتها، فاستدعانى الأمير فيصل لابلغ وفد السودان لاستبدال المرشح النذير بالعميد َمصباح الصادق لضمان فوزه، حملت الرغبة لشداد الذي وجدها فرصة ليرد بطريقته التي نعرفها(امشي قول للأمير لما رشحت نفسي قلتو الباب اغلق فلماذا فتحتوه الآن لترشيح جديد، قوليهو لن نفعل ومرشحنا النذير يفوز أو يسقط).
** كان السودان يشكل وجودا فاعلا في الخارج في أغلب المنظمات الإقليمية والدولية، ويحظى مرشحوه بالفوز إذا وصلت ترشيحاتهم مجددا ولكنها لا تذهب بفعل الثالوت الخطير الغيرة والحسد والحقد، والذي ذكر صديقنا الشاعر إسحاق الحلنقي في َمقاله بكتابي الأخير، انه لم يعد تلاثيا إنما صار رباعيا باضافة الغل فصار الرباعي هو الغيرة التي تتحول إلى حسد الذي يتحول الى حقد الذي يتحول إلى غل والعياذ بالله.

*نقطة نقطة*
** نعم اهلا ومهلا أيها الموت ولكن لم تصلني قائمة كبيرة من أرض الوطن هذا الأسبوع ربما لسفري من السعودية للإمارات.
** رحم الله فقيد الوطن صديقنا السياسي الشجاع الأمير عبد الرحمن عبد الله نقد الله الذي صارع المرض سنينا قبل أن يلاقي ربه شهيدا صابرا محتسبا هذا الأسبوع نسأل الله له الجنة والعزاء للشعب السوداني وأهلنا الأنصار.
** فقدت أسرة الشوافعة بأم درمان هذا الأسبوع المهندس مهند ميرغني، حفيد كابتن المريخ الكبير المرحوم الزين الشفيع، اول من أحرز هدفا للمريخ في شباك الهلال في الثلاثينيات، والعزاء لخاله الدكتور عبد المنعم الزين الشفيع،
** من أخبار عطبرة لم يصلني سواء رحيل السيد محمد أحمد الحاج، صاحب لوكاندة ود الحاج الشهيرة بعطبرة، يرحمهم الله ويرحمنا..
{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}
** ما ورد عن ذكر لمجاعة قادمة في البيان الأخير للحزب الشيوعي ورد ذكره أيضا في تقرير أممي من منظمة الغذاء العالمية FPO، الموضوع يتطلب الاهتمام الشديد، لاسيما وأن الحكومة أعادت فتح تصدير الذرة للخارج، اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.
** خبر يستحق الوقوف عنده فقد أعلنت دولة بنغلاديش تقديم دعما لمساعدة السودان يبلغ سبعة ملايين وأربعمائة الف دولار، بالمناسبة بنغلاديش تعتبر من قائمة الدول الأكثر فقرا في آسيا، ويوجد من مواطنيها من يعمل في السودان في وظائف بسيطة، فاهمين حاجة؟

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.