من يحكمنا؟!

على الورق…إبراهيم الصافي

شارك الخبر

 

 

لم يبلغ الشعب السوداني درجة من الحيرة المُغيِّبة للتعقُّل والفهم؛ إلا خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيرة شديدة ممزوجة ب (اللاأدرية)، علامات استفهام ضخمة جدًّا ومتعددة بتعدُّد الأجسام الهلامية المتمدِّدة في الساحة لا إجابة لها، فالمواطن عادة ما يتساءل: من يحكمنا؟ من يوجِّه (دفَّة) سفينتنا؟ هل هو البرهان…؟ لا دلالة على ذلك ولا برهان! إذ لم يصدر له قبل حركته التصحيحية وبعدها قرارٌ يؤبه له، لا عادي ولا استراتيجي يليق بمكاتب القصر الرئاسي الأنيقة، أو بشعب كان مظنَّة تفكير علمي وحضاري يمكن الاستعانة بمهارات أبنائه وخبراتهم إقليميًّا وعربيًّا ودوليًّا، والاستئناس برؤاهم وتجاربهم والإفادة منها في مجالات الإدارة والاقتصاد والقانون والرياضة وغيرهاَ.

هل يحكمنا دقلو؟ لا، لم يتخذ بصفته نائباً للرئيس قراراً سياديًّا صارماً أو يحمل البرهان على اتخاذه، واقتصرت مهمته كقيادي على التنبيه والتوجيه والتحذير، ودعم وتمويل برامج العمل الاجتماعي والخيري.

هل تحكمنا (قحت) باختلافاتها وضحيجها ومناحاتها وافتئاتها؟ أم تحكمنا قوى التوافق الوطني التي تحاول استباق المجلس التشريعي بتوقيعها على إعلان سياسي وآخر دستوري يقترحان تعديلات واسعة على الوثيقة الدستورية؟ أم يحكمنا أعضاء مجلس السيادة حملة الجوازات الديبلوماسية، المستمتعين حد النشوة بمكاتب وردهات حدائق القصر، والبساط الأحمر وصالة كبار الزوَّار في مطار الخرطوم (VIP يا للهناء)، يبدو أن الحقيقة المُرَّة بمذاق (الموليتة) تكمن في أن الحاكم الحقيقي لسودان المنازعات هو (الهر فوكلر) سليل العنصر (السوبر)، ليس هذا زعماً، والبرهان موجود للتدليل على سطوة الرجل، وقدرته على تعطيل الرؤى والقرارات التنفيذية، وعلى تحييد القصر في كثير من متطلبات الشأن العام وطموحات الشعب.

أخيراً لعلنا نستأنس ببعض أقوال نابليون (المُترجَمة) فربما يجد فيها البعض شيئاً من التسلية والترويح عن النفس؛ إذ من الممكن أن يتطابق إحداها بالفعل مع حاكم من حُكامنا ضمن الفئات السابقة:

* الجنرال الذي يرى بأعين الآخرين ليس قادرا على قيادة دولة.

* في الثورة هناك نوعان من الناس، من يفجِّرونها ومن يستفيدون منها.

* مثل الذي خان وطنه وباع بلاده؛ كمثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.

* الحكومة التي يحميها أجانب لن يقبلها أبداً شعب حر.

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.