مولد النور وسماحة الصوفية

كتب: محمد عبد العظيم الطيبي

شارك الخبر

 

في هذه الأيام المباركة يطل علينا مولد النور مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن أكثر بشرى وتفاؤلاً وسعادةً كما اعتدنا هذا الموسم العرفاني من كل عام في بلادنا.

 

ولكن وللأسف، ظهر كثيرٌ من ضعاف النفوس الذين يشنون حملات ممنهجة لمظاهر ساحة المولد النبوي الشريف، من احتفالات ساداتنا الصوفية، ويصفوها بأنها عبارة عن جهل أو بأنها ضرب من الخرافة، أو بأنها تجاوزت كل الضوابط الدينية والاجتماعية.

 

هذه الحملات يتخللها شئ من التنمر أو السخرية والتعالي الأجوف، والاستخدام الخاطئ للميديا وتجاهل الخط الرفيع بين الرأي بدراية، وبين الرأي ما دون ذلك، وبين العداوة المقيتة، وبين إصدار الأحكام الجزاف.

 

التصوف له وعيه في استيعاب الكل من مخالف أو محب أو ما بين ذلك، لأن التصوف عملٌ يستهدف المجتمع بكل اختلافه، فاشتغاله الأساسي تربية الفرد والسمو به لعوالم أخرى، وإعلاء القيمة، لا سيّما القيم الأخلاقية، وعندنا في السودان (التصوف) له طابعه وإرثه في التعاطي والتفاعل. فتاريخ المتصوفة في السودان وواقعهم يحكي لنا هذه العبقرية في التعامل مع موروثات المجتمع وعاداته إذا كانت حسنة أو دون ذلك، فتتم معالجة غير الحسنة وإنتاجها في قالب جديد يعكس سماحة هذا الدين الحنيف.

 

كل ما تم تداوله في الميديا من المقاطع، فينم عن جهل في المقام الأول من مروجي تلك المقاطع! لأن معظمها توضح وعي المتصوفة العالي في تعاملهم مع المجتمع، ومع الفرد الذي يخرج خارج سرب المعتاد من التزام بالمعتاد أو الأقفال عنه لأي سبب، فالواضح هو انتصار لأخلاق المتصوفة ولحكمه المتصوفة في التعامل والاستيعاب.

 

الطيبي له في أحمد أمل فهل

يخيب إذا ما ضاقت السُّبل

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.