مبارك الكوده يكتب: I will win

 

أحياناً كثيرة أجد نفسي كمواطن لست طرفاً في هذا الصراع الدائر بين اليمين واليسار والديسمبريين والمؤتمر الوطني، ولا أجد نفسي كذلك طرفاً متشاكساً مع من آمن بالله وبمن هو كفر، فهذه حقوق إنسانية أصيلة مؤسسة للفطرة، وهبها الله للناس ووصلت إليها الإنسانية بالتجربة وثقتها الأمم المتحده في (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) ليكون مرجعاً دستورياً وقانونياً وأخلاقياً تنطلق منه المبادي ومكارم الأخلاق، وفي المادة 18 منه:

 

لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حده٠ (طبعاً دينه دي ممكن تكون بقرة كما الآن في انجلترا).

 

والمادة 19:

لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود.

 

المادة 20:

1. لكل شخص حق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية.

2. لا يجوز إرغام أحد على الانتماء إلى جمعية ما.

 

تُرى ماذا يقول الذين يريدون أن يرغمونا كرهاً الانتماء إلى قوى الثورة، أما مرجعية ديننا الحنيف فيكفي قوله (لكم دينكم ولي دين) وقوله (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) فالكافر الذي لم يصد عن سبيل الله له كل حقوق المواطنة بدليل ان الله قال (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * وسبيل الله هو خير الناس، أنا كمواطن أؤمن بالمؤتمر الوطني فكراً ولا امارسه الآن عملاً ولست مؤمناً بثورة ديسمبر فكراً، بل سألتزم بكل قوانينها إن اصبحت دولةً وجاءت عن طريق الانتخابات الشرعية بشرط أن أكون جزءًا منها، ولذلك ليس من حق أي سوداني مثلي أو سفارة لها الحق أن تمنعني ذلك وإن فعلت فعندها كل الخيارات أمامي مفتوحة.

 

تبرر قحت حظرها للمؤتمر الوطني بقانون عام 1947 الذي حظرت فيه ألمانيا أعمال حزب العمال الاشتراكي المتطرف 1930 / 1945 الناتجة عن فِكْرِه السياسي والتي يدعو لها مثل (جرائم الحرب المنظمة / المذابح والاغتصاب الجماعي / النهب / الاستغلال والسخرة / قتل أسرى الحرب / إبادة اليهود) فهذه هي الأفعال التي حظرها القانون لاجتثاث الأفعال النازية من جذورها، فإذا كانت للمؤتمر الوطني أعمال كهذه يراد حظرها واجتثاثها فيجب إيرادها في القانون على أن يترك لعضو المؤتمر الوطني ممارسة حقوقه الإنسانية والقانونية كاملةً غير منقوصة مثلما ترك القانون الألماني للمواطن النازي ممارسة حقوقه الإنسانية كاملة عدا الأعمال المحظورة بالقانون والتي تسري على النازي وغير النازي لأنه كان قانوناً عاماً، فالمخظور هو الأفعال وليست الأفكار وليس هنالك فكرٌ أحق بالحظر من الكفر بالله؛ ولكنه لم يحظر (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ ۚقُلِ ٱللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ ۗأَفَمَن يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّىٓ إِلَّآ أَن يُهْدَىٰ ۖفَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).

 

لن اوقع على دستور لجنة تسير المحامين لكي أكون جزءًا من قوى الثورة مهما كانت المغريات، ولن اتنازل عن حقي الإنساني والأخلاقي والقانوني الدستوري والرجولي مهما كانت تكلفة المقاومة، وإذا رفعت مظلمتي هذه إلى الأمم المتحدة وسأفعل إن شاء الله I will win كما ذكر الراحل جون قرنق؛ نطلب له الرحمة من الله.

 

2 / 11 / 2022

شارك الخبر

Comments are closed.