إلى دوحة العالم.. اربطوا الأحزمة

كتب: مهند منير

عبر الموبايل كنت اتفرج على جوليا روبرتس في احد افلامها القديمة لعلها تقلل الساعات الأربعة المنتظرة.

أرفع رأسي منتظرا ضوء ربط الأحزمة كي أعلم أننا اقتربنا.

كنت أيضا استمع إلى ما أحتفظ به من تطبيق ساوند كلاود بين صوت وردي ومصطفى وعقد الجلاد.

ارفع رأسي منتظرا ضوء ربط الأحزمة.

تمكن وردي من غرس كل ماهو جميل للحنين إلى الأوطان بألحان الطير المهاجر (وكان تعب منك جناح في السرعة زيد).

صباح اليوم رششت اخر أنفاس عطر كانت قد أهدتني إياه إحدى جميلات الدوحة في زيارتي لحضور كأس العرب قبل سنة، اخبرتني حينها أن هذا العطر بالذات سيكون فأل خير في سنتك كلما احتجت إليه.

ارفع رأسي منتظرا ضوء ربط الاحزمة.

فكرت في هاهو الإنسان مهند يقترب من مطار الدوحة لحضور كأس العالم، اذن لماذا لا تعود عقد الجلاد إلى سابق جمالها، انها من الجدليات.

أحس الأستاذ خالد عز الدين بالملل وبدأ بحركته في ممر الطائرة الضيق ويجيب على أسئلة بعضهم عن الهلال أو الإتحاد ثم يقف إلى جانبي يحكي لي موقف بطريقته الساخرة ضحكت بصوت عالي وعاد إلى كرسيه.

رفعت رأسي مازال الظلام يخيم مكان ربط الاحزمة.

بالقرب منها ضوء طوال الرحلة وهو ممنوع التدخين ووقتها تشفق على من أدمن السجاير كيف يتحمل ساعات الرحلة وصالات المطار الأخيرة دونه.
أعتقد أن التدخين كان مسموح به في الطائرات قديما.
تذكرت أني أحمل في حقيبتي (علب برنجي) لصديقي لا أعلم فرقه من غيره لكنني استغربت في سعره.

صديق أخر حضر قبل يومين طلب شاي بقرفة لعله يشربه ومنتخبه الذي يحب يغادر كأس العالم.

لا أعلم لماذا لايسكت الأطفال؟ لكن عندما يفعلون بهم إبتسامة ساحرة.

مازال الكابتن بعيدا عن الدوحة هذه المرة لم أنظر إلى الأعلى لكن أحدهم تحرك إلى حمام الطائرة وهذا يعني أن الحركة مازالت مسموح بها.

طالت المدة ولم نصل وفكرت أين نحن الآن، بالتأكيد في سماء المملكة العربية السعودية فلا غيرها يفصل بيننا وبين موعد إضاءة ربط الأحزمة.

عشرة أيام فقط هي كل ما أملك في قطر لذلك لن أضع جدول وسألتزم فقط بكل ما هو جديد، جديد دائما.

من النادر أن يكتب الإنسان على إرتفاع آلاف الأميال وعلي استغلال النادر.

بالأمس رأيت صورة لصديقي الكاتب محمد هشام محرم مع أسطورة روما فرانشسيكو توتي بعد أن أجرى معه حوار في احتفال بمدينة دبي.
عرفت هشام محرم في ٢٠١٤ بكتابته الجميلة في كرة القدم وبالأخص روما.
الأمس وصل محرم إلى سدرة منتهى حلمه مع توتي.

وضعت العطر في أيام مهمة في سنتي هذه وتفائلت وجعل الله لي فأل خير في مجال الإعلام ودروب أخرى جميلة.
أنتظر منها عطر الفأل الجديد.

من رحلتي قبل سنة للدوحة تغير نوع موبايلي وبقيت السماعة التي أحبها رغم ضياعها مني مرارا.

كنا في الرحلة نرتدي الكمامات ونحرص على تجهيز أوراق تطعيمنا من كورونا..
الان لا كمامات ولا شهادات ولا حجر صحي فكرت في الأموال التي صُرفت وقتها.
أخيرا ظهرت علامة ربط حزام الأمان إذن اقتربنا..
لايهمني غير الوصول لأنني لم أفك حزام الطائرة طول الرحلة.

لكن ظللنا في الجو لربعة ساعة إضافية ربما لزحمة الطائرات التي تهبط في الدوحة، غدا ينطلق كأس العالم.

١٩ نوفمبر ٢٠٢٢
فوق سماء الدوحة

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.