عبد الله حمدوك.. بوابة للديمقراطية أم المصالح الغربية؟

متابعات: السوداني 

‎في السودان، تتصاعد المحادثات بين قادة سياسيين ومندوبين دوليين من أقطار مختلفة بهدف التوصل لتسوية تنهي الحرب وتوتراتها الممتدة لأكثر من عام، وتفك العقد السياسية الراهنة. الدول المتورطة في الشأن السوداني غالباً ما تخفي طموحاتها وراء عرض وسائل حل النزاع والدعم لفصائل معينة. في هذا الإطار، يشير مراقبون بالشأن السوداني إلى أن الولايات المتحدة تجد في الارتباك الحالي فرصة لتعزيز نفوذها في السودان عبر ترشيح عبد الله حمدوك كرجل المرحلة.

يتداول الكثير من الحديث عمّا يدور في الكواليس حول عبد الله حمدوك ودوره في المعادلة السياسية السودانية، وكيف ترتبط خططه بمصالح القوى الغربية.

يذكر أنه في الـ13 من فبراير، عُقد اجتماع ضم وفد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية بقيادة حمدوك ومسؤول أمريكي، حيث بحثوا عن إمكانية إنشاء قوة دولية للحفاظ على السلام برعاية الحكومة الانتقالية المحتملة تحت إدارته. هذه القوة من المفترض أن تضمن الانتقال الديمقراطي حتى نهاية الانتخابات وستكون تحت إشراف الغرب.

ويقول عدد من المختصين بالشأن السوداني بهذا الصدد إن اللقاءات المتكررة بين حمدوك والمسؤولين الغربيين جزء من عملية تنسيق للوصول لحكومة مدنية يوجهها حمدوك، المعروف بعلاقاته الوثيقة بالغرب. حسب وسائل أنباء عربية، فإن الأمريكيين يقترحون التفاوض مع حزب المؤتمر الوطني الإسلامي لمنح الحكومة المزايدة الشرعية وتوسيع القاعدة الانتخابية. ووفقًا لنفس المصادر، فإن حمدوك وواشنطن قد يدعمان بقاء البرهان على رأس المجلس السيادي شريطة نقل بعض الصلاحيات لحمدوك والذي سيشغل مرة أخرى منصب رئيس الوزراء.

‎وبجانب عبد الله حمدوك الذي يحلم بقيادة السودان نحو “الديمقراطية”، يوجد هناك لاعب قوي في الخفاء يمكن أن يغير كل شيء، وهو “حميدتي”. باحثون يشيرون إلى أن قوات الدعم السريع تحت قيادة “حميدتي” ذات أهمية كبيرة، وبالتالي لا يمكن تجاهلها أو إبعادها كما لو كانت قطعة شطرنج لا قيمة لها.

‎لكن الأمور تتعقد مع التضارب في المصالح مع الأحلام الغربية للثروة والنفوذ. الغرب ينظر إلى “حميدتي” كرمز للانتهاكات، مثلما ينظرون لفيلم الأكشن الذي يجب أن يعود فيه الشرير للوجه الآخر من العدالة. وما يزيد الطين بلة، خطة حمدوك الخاصة لتأميم تعدين الذهب لضمان مصالح الغرب، التي ستهدد إمبراطورية “حميدتي” المالية!

‎ ويؤكد مراقبون أن حمدوك الذي ترعاه المخابرات الغربية، ويعتبرونه البطل المنتظر الذي سيحمل لواء النجاة للغرب، لكن قد ينقلب السحر على الساحر ويرون أن “حميدتي” ورفاقه يجب أن يأخذوا حذرهم لأنهم قد يجدون أنفسهم خارج اللعبة دون حتى أن يدركوا متى تم الضغط على زر الخروج.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.