بسم الله الرحمن الرحيم
استفهامات
احمد المصطفى إبراهيم
Istifhamat1@gmail.com
يملأ وقت المحاكم ما يعرف بالإشهاد الشرعي، وهو أنواع، وأكثرها شيوعاً وقوف الناس أمام القضاء ليثبتوا أن الطاهر وطاهر اسمان لشخص واحد، وكذا الصديق وصديق وتتدرج إشكالات الأسماء إلى أن نصل إلى فصل الاسم المركب ودمجه كقولك محمد أحمد اسم أم اسمان؟ ومعلوم أن السودانيين لا يستخدمون (ابن) فلان بن فلان التي تفصل بين الأسماء، ولا نصل إلى اسم عائلة موحد في كثير من الأحيان.
غير أن عدم التوفيق في أسماء مركبة مثل محمد علي، أو محمد عثمان، كيف تكون اسماً لشخص واحد؟ فقول الناس محمد الخاتم مقبول إذ يتيمنون باسم النبي الكريم، وكذا محمد المختار، وأحمد المصطفى، ومحمد الماحي، كل هذه من صفاته صلى الله عليه وسلم، ولكن ان تأتي بعلي أو عثمان بعد محمد، ففي الأمر مبالغة لا يسعفها منطق، كإضاعة محمد أمام أي اسم مصري في زمن ما، مثلاً محمد أنور، محمد حسني، وهكذا.
في بعض المحاكم يقف الولد ليغير اسماً اختاره له أبوه، ولم يعجبه بعد أن كبر، وفي ذلك يكون الأب قد خالف السنة، إذ من حق الابن على والده أن يسمه الاسم الحسن. (هكذا تعلمت من ابي رحمه الله) غير أن أسماء حسبها جيراننا السعوديون أنها غير شرعية مثل عبد النبي، وعبد الرسول، وأحياناً يستغربون اسم نقد الله، كيف يعني نقد الله؟ وما دروا أن الاسم برطانة الدناقلة يعني عبد الله.
هذا كله كوم، ولكن المصيبة في أسماء الصفات كأن يُسمى الولد ذكي ويخرج للدنيا وتثبت الأيام عدم ذكائه، ويصبح الاسم عبئاً ثقيلاً على صاحبه، أوالزاكي ويكون ليس كذلك، فمن يغير مثل هذه الأسماء؟ صاحب الاسم أم المجتمع؟ والقائمة طويلة كأن يسموه الصادق، ويأتي حاكم كالنميري وعبر أجهزة الإعلام في لحظة خلاف سياسي يعكس الاسم الكاذب الضليل، واللص الهارب تندراً بخصم آخر اختاروا له اسم الشريف، والقائمة طويلة من أسماء الصفات على وزن فاعل، كقولك نافع وفاضل ويجد الخصوم في قلب الاسم إلى نقيضه متنفساً لهم.
نعود لحق الابن الشرعي على والده، ومنه أن يسميه الاسم الحسن، كثير من الناس لا يتعب في اختيار الاسم ومنهم من يتحجج بأن (الاسم نزيلة) أي كأنه ينزل من السماء ساعة ذبح العقيقة، وهذا لعمري تهرب وكسل فكري، لماذا لا نسميهم الاسم الحسن أولاداً وبناتاً. فقد سمعت الفكي عبد الرحمن – رحمه الله – يقول مرة: ماذا لو انتظرنا بالاسم حتى نعرف هوية المسمى، وضرب مثلاً يسمونها نفيسة وما تطلع نفيسة، ويسمونه الفكي وما يطلع فكي.
غير أن الذي يحتاج تدخل السلطات في السجل المدني هو كتابة الأسماء باللغة الإنجليزية، لابد من قوالب متفق عليها أو أن تكتب الأسماء في قائمة يتبعها الناس جميعاً، ولا يكتب كل على هواه. أل مثلاً منهم من يكتبها al ، ومنهم من يكتبها el، محمد مثلاً من الناس من يكتبها muhamed ومنهم من يكتبها Mohammed لابد من الاستعانة باساتذة اللغة الإنجليزية وحصر الأسماء كثيرة التداول ووضعها في قائمة حيث يكتبها كل الناس بطريقة واحدة.
مقترح يريح ولا يكلف مالا ولا يضر باصحاب مصالح
Comments are closed.