انخرط رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، ومفوض الشؤون السياسية والأمن والسلم بالاتحاد، بانكولي أديوي، ورئيس المكتب التنفيذي ومستشار رئيس المفوضية، محمد الحسن ولد لبات، في مباحثات مكثفة بالخرطوم، أمس، فور وصولهم مع كل من قادة المجلس السيادي وبعض القوى السياسية. زيارة فكي تأتي بعد تحركات قادتها الخرطوم الأسبوع المنصرم بمقر الاتحاد بأديس أبابا لإنهاء تعليق عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي بسبب انقلاب قاده رئيس مجلس السيادة، الفريق أول البرهان في أكتوبر من العام ٢٠٢١، وبات من المؤكد أن يرفع تعليق عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي خلال انعقاد قمة الاتحاد العادية خلال فبراير الجاري.
الخرطوم: سوسن محجوب
دعم ومساندة
والتقى فكي مع نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حميدتي بمكتبه بالقصر الجمهوري، أمس الأحد، لقاء الرجلين تناول التطورات السياسية التي تشهدها البلاد، على ضوء الاتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه في ديسمبر الماضي. وامتدح حميدتي الجهود التي ظلت تبذلها مفوضية الاتحاد، لمعالجة الأزمة السياسية السودانية، من خلال مساهمتها في الآلية الثلاثية، فضلاً عن مساعيها عبر آلياتها المختلفة لتقريب وجهات نظر الأطراف السودانية. وأحاط ضيفه عن سير العملية السياسية الراهنة، مؤكداً الالتزام بما تم الاتفاق عليه، بعودة الحكم المدني، من أجل استكمال الفترة الانتقالية، وصولاً لمرحلة الانتخابات، وأعرب عن تطلع السودان لمزيدٍ من الدعم للاتفاق الإطاري من أجل تحقيق الاستقرار بالبلاد. وقال فكي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي إن زيارة السودان، تأتي في إطار تقديم الدعم والمساندة، وتشجيع الأطراف للمضي قدماً نحو تحقيق الاستقرار، من خلال عودة الحكم المدني وتحقيق الانتقال الديمقراطي، وأعرب عن ثقته في قدرة السودانيين على تجاوز الصعوبات التي تواجههم في سبيل التوصل لاتفاق نهائي يحقق تطلعات الشعب، مؤكداً استعداد مفوضية الاتحاد الأفريقي لتقديم كامل الدعم والمساندة للاتفاق الإطاري بما يحقق استقرار السودان، وعودته للاتحاد الأفريقي.
طلب لرفع التعليق
فكي أجرى مباحثات مع وزير الخارجية المناوب، السفير دفع الله الحاج، وأشار فكي إلى أن المباحثات في إطار التشاور المستمر بين السودان والاتحاد الأفريقي، ومتابعة تطورات العملية السياسية. كما أشار دفع الله إلى أنه قدم إحاطة لضيفه عن آخر تطورات العملية السياسية، منوَهاً إلى عدم انسجام العقوبات والإجراءات القسرية مع روح مبدأ الوحدة والتضامن الأفريقي الذي نادى به الآباء المؤسسون للاتحاد الأفريقي، وأشار إلى أهمية الدور الذي يلعبه كل من رئيس المفوضية، ومفوض السلم والأمن في دعم الانتقال بالسودان، بدلاً عن تجميد نشاطه. ودعا الوزير المناوب إلى ضرورة إصلاح منظومة الاتحاد الأفريقي لتصبح أكثر مواكبة مع الآليات الدولية خاصة في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، الذي يتيح للدول مناقشة موضوعاتها أمام المجلس بما يعين ويساعد على الوصول لحلول مرضية .
من جانبه، عبّر موسى فكي عن أهمية عودة السودان للأسرة الأفريقية، نسبة للدور الإيجابي الذي يضطلع به السودان فى الإقليم والمنطقة، وأمّن سيادته على ما تم طرحه خلال الاجتماع، موضحاً أنه بصدد لقاء قيادة الدولة والقوى السياسية خلال الزيارة، للوقوف على التطورات والتأمين على توسيع قاعدة المشاركة. .
الإطاري هو الأساس
فى المقابل قال رئيس حزب المؤتمر السوداني، القيادي بالحرية والتغيير، عمر الدقير، إنهم اجتمعوا أمس بوفد مفوضية الاتحاد الأفريقي بخصوص العملية السياسية الجارية حالياً بالبلاد، وأوضح أنهم أكدوا للوفد الأفريقى أن الاتفاق “الإطاري هو الأساس” لأي اتفاق سياسي، كما تناول الجانبان التحديات التي تواجه العملية السياسية.
واضاف الدقير للصحافيين عقب الاجتماع الذي شارك فيه الموقعون على الاتفاق الإطاري من الأطراف السياسية من جهة، ووفد مفوضية الاتحاد الأفريقي الذى ضم موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والسيد بانكولي أديوي مفوض الشؤون السياسية والأمن والسلم بالاتحاد، ومحمد ولد لبات مستشار رئيس المفوضية، من جهة أخرى. أضاف عمر الدقير أنهم أطلعوا مفوضية الاتحاد الأفريقي على الحوار الذي تجريه قوى الحرية والتغيير، مع كل من حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، والحزب الاتحادي الأصل، للانضمام والتوقيع على الاتفاق الإطاري، وأشار إلى أن الحوار يسير بصورة إيجابية. وأعلن عمر الدقير أنهم كموقعين على الاتفاق الإطاري يؤكدون إصرارهم على أن تصل العملية السياسية الجارية لنهاياتها وصولاً لحكومة مدنية.
Comments are closed.