قضية الشرق .. البحث عن منبر تفاوضي

الخرطوم : وجدان طلحة

مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام وما أحدثه من خلافات داخل الإقليم، لم يستبعد رؤساء أحزاب سياسية وحركات كفاح مسلح أن يتطور الأمر إلى حرب ليس في الولايات الثلاث فقط بل في السودان، وحذروا من الاستقطاب الحاد الذي يمكن أن يكون وقودًا لإشعالها .

رئيس المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك، أكد خلال مخاطبته الورشة التنويرية لقضية شرق السودان على ضوء مخرجات ورشة القاهرة التي نظمها المجلس وتنسيقية شرق السودان بدرة النيل أمس، أكد أنهم بحثوا في القاهرة بالتفصيل جذور الأزمة الراهنة بالبلاد بمزاج سوداني 100%، وخرجت بتوصيات مهمة دون التدخل من الدولة المضيفة، من بينها ضرورة وجود منبر تفاوضي لقضية الشرق.

 

حمل السلاح

أعلن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك، التمسك بمخرجات ورشة الحوار السوداني السوداني التي انعقدت بالقاهرة، وقال لن نتراجع عنها حتى لو اضطررنا إلى حمل السلاح .

معتبرًا أن ما أحدثه مسار شرق السودان في اتفاق جوبا فتنة بين مكونات الإقليم ولا بد من معالجتها، مطالبًا رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بضرورة وجود منبر تفاوضي وعقد مؤتمر للمصالحات وجبر الضرر وتجميد مسار الشرق، وقال يوجد استقطاب في قضية الشرق لحدوث مزيد من الاقتتال ونحن لا نريد هذا الطريق، لذلك ملف الشرق يحتاج إلى إدارة جديدة.

ورغم أن ترك أكد عدم وجود انقسامات أو انشقاقات بالإقليم أو خلافات شخصية، إلا أنه رجع وقال إن مسار الشرق فرض عليهم الانقسام، لكنهم مؤمنون بقضية المواطن الذي عانى التهميش خلال الحكومات السابقة.

الحوار الشفاف:

حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أشار خلال الورشة إلى ضرورة أن يجلس الجميع في حوار للخروج بالبلاد من أزمتها الحالية، ووعد بترك منصبه إذا كان هذا يصب في مصلحة البلاد، وأعلن عدم نيته الترشح في مناصب تنفيذية قادمة.

وحمل رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان مسؤولية أمن واستقرار البلاد، مشيرًا إلى أن العسكريين حكموا البلاد خلال الأربعة أعوام السابقة، وانتقدهم لأنهم تركوا الحوار الشفاف مع الأحزاب والقوى السياسية ولجأوا إلى حوار (الجخانين) ، وقال إن حديثهم عن الخروج عن السياسة ليس صحيحًا، بدليل أن الذين اعتقلوا الرئيس السابق عمر البشير هم أنفسهم الذين يحكمون الآن.

مناوي اتهم الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي باللجوء إلى الاستقطاب السياسي الحاد، خاصة في شرق السودان، داعيًا مواطني الشرق إلى الانتباه إلى هذا الأمر لأنه يمكن أن يقود إلى إشعال الحرب بالإقليم وقال “لا نوصيكم بالحرب لأنها مرة ولا نريد أن يحدث في الشرق كما حدث في دارفور”، مشيرًا إلى أن مسار شرق السودان باتفاق جوبا للسلام تم شراؤه ، ويمكن ارجاع المال للمشتري إذا كان إلغاء المسار مرتبط مرتبطًا بـ(القروش) ، وقال إن الحركات المسلحة بمجلس السيادة لعبت دورًا في هذا الأمر، وأعرب عن دهشتة من اعتقال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة الأمين داؤود قبل التوقيع على اتفاق جوبا رغم أنه كان برفقة عضو مجلس سيادة، معلنًا تأييده لإقامة منبر شرق السودان للوصول إلى حل قضية الاقليم.

ووصف مجموعة المجلس المركزي بالديكتاتورية والإقصائية والباحثة عن السلطة وقال “إذا انقلب عليهم المكون العسكري فهذه مشكلتهم” معتبرًا التحالف باحثًا عن السلطة وليس همه حل المشاكل التي تعاني منها البلاد وإقليم الشرق خاصة لأنهم انتهجوا سياسية الاستقطاب الحاد .

ولفت إلى الدور الذي يقوم به المجتمع الدولي بالبلاد، لكن دعمه للعملية السياسية بقاعة الصداقة لن تكون نتائجها مثمرة ، وقال”أو إذا حدثت حرب فستكون بسبب الورشة” ، وأضاف ساخرًا “إن مجموعة المجلس المركزي لا تعي هذا الأمر كلموا آباءهم وأمهاتهم ليحثوهم على ترك ما يقومون به الآن ” .

انتشار السلاح :

رئيس تحالف نهضة السودان التحاني السيسي ، اشار الى المظالم التاريخية لشرق السودان ، وقال ان مطالب اهله عادله تحتاج ان تجد اذنًا صاغية ، مشيرا الى ان الحرية التغيير مجموعة المجلس المركزي همها من يحكم السودان وليس كيف يُحكم ، وليس لديها برنامج لحكمه ، معتبرًا أن التحالف يمارس ديكتاتورية مدنية .

ورأى ان ورشة (آفاق التحول الديمقراطي نحو سودان يسع الجميع) هي المخرج من أزمة البلاد ، وقال انها قابلة للتعدل والاضافة ، وانها خرجت بتوصيات مهمة من بينها ان ازمة البلاد لا يمكن حلها الا بالتوافق ، وان علاقة السودان الخارجية يجب ان تقوم عللا المصالح المشتركة ، وليس التدخل في الشؤون الداخلية ، مؤكدا ان القاهرة لم تتدخل في الحوار السوداني السوداني ، مشيرا الى ان الوضع الان بالبلاد يشهد استقطابا حادا يمكن ان يؤثر على استقرار السودان ، ولا يمكن ان تكون الحكومة القادمة ناجحة او الفترة الانتقالية مستقرة في ظل هذا الاستقطاب ، وقال ان رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك لم يكن فاشلا ، لكن حكومته هي التي افشلته ، واضاف ” اذا استمر الوضع فان رئيس الوزراء القادم لن يستطيع ان يحكم ، خاصة اذا كان مثلا حاكم اقليم دارفور له انصاره وغيره ايضا ، لذلك لا بد من الحوار ” .

وحذر من تفاقم الوضع في وقت تعاني فيه البلاد من انتشار السلاح ، وقال ” مانغش على بعض ، يوجد مواطنون لديهم اسلحة اكتر من الجيش والدعم السريع ، لكن لا يريدون تهديد امن واستقرار البلاد ” ، وانتقد تصنيف المواطنين لدرجة اولى وثانية وثالثة ، مؤكدا ان الجميع سودانيون ويجب ان يتمتعوا بنفس الحقوق والواجبات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك الخبر

Comments are closed.