قوى الديمقراطية.. تفاصيل حوار مع الصوفية والإدارات الأهلية

الخرطوم: مهند عبادي

قال القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير صديق الصادق المهدي إن الكيانات الصوفية تلعب أدوارًا إيجابية مؤثرة في البلاد سيما على المستوى الثقافي والاجتماعي. وأضاف أن الحوار مع الطرق الصوفية في هذه المرحلة الحرجة من عمر السودان ضرورة لتعزيز الإيجابيات والبناء عليها وتوجيهها نحو تحقيق الفائدة للبلاد. وتابع نحن حاليًا نقف في خضم معركة الوصول إلى دولة متفق عليها وتحظى بالتراضي الواسع ما يحتم على الجميع الاستفادة من تراكم الارث والبناء على إيجابيات الماضي منذ الاستقلال في سبيل الوصول إلى الدولة المرضية لكافة السودانيين..

 

مؤسسات قوية

وأشار المهدي في حديثه بطيبة برس في حوار القوى الداعمة للديمقراطية بين قادة العملية السياسية ورموز الصوفية والإدارات الأهلية أمس الأول، إلى أن مخاض تأسيس الدولة المدنية يعتمد على بناء مؤسسات قوية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتحقيق العدالة والتنمية المستدامة والفصل بين السلطات وسيادة القانون. ولفت إلى أن السودان الآن في مرحلة تتكالب عليه فيها الدول للاستفادة من موارده الضخمة وأن ذلك الأمر نتاج لضعف المركز مقارنة بدول أخرى مركزها قويًا. وشدد المهدي على ضرورة تقوية النسيج الاجتماعي والخروج من دائرة الصراع بين التقليدي والحديث وإدارة حوار مشترك على شكل الدولة التي تجمع الكافة بعد معالجة مسألة هشاشة التكوين القومي. وأكد المهدي أن الاتفاق الإطاري سوداني خالص ولا توجد به ولا كلمة واحدة من الاخرج ، وأن من يطلقون الاتهامات كونه اتفاق من الخارج، نقول لهم هذه ادعاءات غير سليمة ولا صحة لها. ولفت صديق الى انهم في الحرية والتغيير يقبلون بالدور الدولي المتماشي مع المشروع الوطني والبعيد عن الأجندة الدولية وقال : من يتهموننا بالارتهان للخارج هؤلاء يسعون لقطع الطريق أمام الاتفاق الإطاري بأي صورة لأن اكمال العملية السياسية يعني تفكيك التمكين وهم سوف يتضررون من استئناف اجراءات ازالة التمكين، وأضاف هؤلاء أصلا ليست لديهم مشكلة في التعامل مع الأجندة الدولية وحقبة الثلاثين عاما الماضية بها شواهد ووقائع كثيرة في ملفات الارهاب وتسليم المطلوبين والموافقة على بروتكول أبيي وغيرها من الشواهد التي صنعت في الخارج ، وشدد على أن الاتفاق الإطاري مشروع سوداني ولم يأتِ عبر املاءات خارجية، ونبه إلى أن تحصين البلاد من الأجندة الدولية يتم فقط عبر تحقيق التوافق الوطني، وأنهم سيواصلون التعاون دون تحفظ مع الادوار الخارجية الحميدة الداعمة للمشروع الوطني. وشدد صديق على ان قضية الإصلاح وتفكيك التمكين شاملة ولا تستثني أحدا مؤكدا أن القوات المسلحة والدعم السريع سوف تخضعان للعملية.

مشكلات الناس

وفي السياق قال محمد الفكي سليمان القيادي بالحرية والتغيير إن الإدارات الأهلية الصوفية تلعب دورًا كبيرًا في معالجة مشكلات الناس. وأكد الفكي على أن بداية العملية السياسية وانخراط الحرية والتغيير فيها كان من داخل معسكر الثورة. وبعد نقاش مفصل مع لجان المقاومة والفاعلين السياسيين وأهالي الشهداء وأستاذة الجامعات وكل السودانيين، وتحديد مطلوباتها، وأضاف أن العملية السياسية كانت خيارنا الذي سرنا فيه بعد المقارنة مع الخيارات المتاحة وهي تعتبر المخرج من الواقع الحالي بأقل كلفة، كما أن الاتفاق الإطاري يعتبر أوسع صيغة ممكنة والنقاشات مع لجان المقاومة مستمرة، وقطعت أشواطًا مقدرة وتابع : نحن نتكلم عن واقع شديد القسوة على المنتجين والمزارعين، وعلى موظفي حكومه لم ينالوا مرتباتهم حتى اللحظة، وعن الخلاوي والبيوتات التي يستجير بيها الناس وتعاني الأمرين لتوفير الطعام والمبيت الآن، وعن المزارعين الذين يعانون ما بين الديون وانهيار الموسم الزراعي.

محكومون بزمن

وأردف الفكي في حديثه بطيبة برس، بعض الأطراف لازالت تماطل في الالتحاق بالاتفاق الإطاري لكننا محكومون بزمن متعلق بمؤسسات دولية، نحن جزء من هذا العالم ونحن أعضاء في هذه المؤسسات ولا بد أن نضع في حساباتنا الأوضاع الاقتصادية المتردية. وشدد على أن التحول الديمقراطي لا يمكن أن يتم بدون تفكيك التمكين وهو أمر لا يمكن التنازل عنه، وقال : لا نستحي أن نجاهر بذلك لأن الشعب السوداني صاحب حق في هذه الأموال التي استولى عليها النظام البائد، لا يمكن أن (نخجل) ونحن أصحاب حق بينما لا يخجل اللصوص، مشيرًا إلى أن الأمر لا علاقة له بالتنشفي واسترداد الأموال فقط ولكنه ضرورة حتمية لتحقيق التحول الديمقراطي المنشود.

وأكد على أن حملات التجييش والتسليح لا بد من معالجتها ونبذ خطاب الكراهية، خاصة وأن الأوضاع في غاية الهشاشة .

استعادة المدنية

متحدثون بالحوار أكدوا على أهمية استعادة المسار المدني الديمقراطي، وحسم قضية الهوية والدين ومشاركة الصوفية في العمل العام، وتطوير آليات عمل لجنة إزالة التمكين ومراجعة الأخطاء التي صاحبت الممارسة السابقة، فضلًا عن أهمية الإصلاح العدلي والتوعية بالثورة والتربية الوطنية والاهتمام بالأقاليم والانفتاح عليها حتى لا تفقد القوى السياسية وأطراف العملية قواعد من الإدارات الأهلية ومواطنين يمكن أن يتم استغلالهم من قبل جهات أخرى وهو كتلة كبيرة ومؤثرة في الانتخابات، إلى جانب الاهتمام بالشباب وجذبهم نحو العمل التنظيمي والحزبي، وفي غضون ذلك قال ياسر عبدالله عضو المجمع الصوفي إن الممارسات الحميدة التي شهدها اعتصام القيادة العامة من تكافل وتراحم وغيرها تعتبر إرثًا صوفيًا حقيقيًا ومتجذرًا في الشعب السوداني ولا يمكن اقتلاعه بعد أن صارت قيمًا وموروثًا راسخًا . وقال ياسر أتمنى من قادة العملية السياسية الابتعاد عن الانتهازيين وسط الصوفية والإدارات الأهلية وإشراك المتصوفة في الرأي وتحديد الصحيح من الخطأ وكشف عن إعدادهم لورشة عمل خاصة بالعدالة الانتقالية من منظور سوداني، ومن جهته قال صلاح الدين صديق الداعية الصوفي إن الإنقاذ صنعت مشايخ من عدم وهم ليسوا بمشايخ ولا أصحاب علم أو معرفة وكان الغرض منهم ضرب الصوفية ، وأضاف أن خطاب الكراهية المستشري حاليًا سببه حديث من لا علاقة لهم بالمعرفة ممن يعملون على ضرب الثوابت. ودعا صلاح النخب السياسية الى الابتعاد عن الأنا والذاتية في التعامل مع قضايا البلاد، وإلى ذلك شدد عماد موسى جبارة ممثل للادارات الاهلية على ضرورة رفع الظلم عن الادارات الاهلية من قبل القوى الحديثة والابتعاد عن تسييسها والاستفادة منها فيما يتعلق بتقصير الظل الإداري ومعالجة كثير من القضايا وسط المجتمعات. وأكد عماد على أهمية تفكيك كل أشكال التمكين الشمولي.

 

 

 

شارك الخبر

Comments are closed.