لننتبه لأقوالنا التي نوجهها لأبنائنا

همسة تربوية…د.عبدالله إبراهيم عليِ أحمد*

شارك الخبر

 

 

يتعلم الأطفال كيف يوجهون وينظمون أنفسهم ذاتياً عن طريقة كلامنا في توجيههم وتنظيمهم, لذا فمن المجدي أن يتم ذلك بشكلٍ إيجابي، فمثلاً باستطاعتنا أن نتجنب  القول للطفل مثل:-

أنت لن تصلح أبداً لأي شيء، أو كيف يمكن أن تكون بهذا الغباء؟ أو إنك عديم الفائدة، إنك لن تصبح طالباً في الجامعة أبداً، أنت كاذب، أو لماذا لا تصبح مثل أخيك أو أختك؟ فكلها عبارات سلبية تضرب بجذورها في قلب الطفل وتعيش معه مدى الحياة، فعلينا إذن أن نفكر قبل أن نتحدث، وأين نحن من العبارات الإيجابية التي نصدرها مثل كلمة (أحبك)، وإن لم نقدر على قول كلمة أحبك، لنكتبها في ورقةٍ ونضعها على مخدته، كذلك عبارة:-  إنك إنسان طيب أو يمكنك أن تفعل أي شيء تختاره فإنك شديد الذكاء، إنني سعيد أن الله رزقني بك، أو أنت متميز جداً، أنت تضيف الكثير لهذه الأسرة،  لأنك قمت بعمل رائع إنني فخورُ بك وسعيد، لأني يمكن الاعتماد عليك، أو  أنا ووالدتك نحبك منذ لحظة خروجك للحياة،  وحبنا لك لن يتوقف أبداً.

أيضاً هناك عبارات كثيرة يمكن أن نقولها للأبنا، ولأطفالنا الصغار منها:-

أرجو لك دوام التوفيق يا ابني والتقدم الدائم  ونوَر الله قلبك،  أرجو لك مستقبلاً زاهراً،  تمنياتي لك بمستقبلٍ مشرق،  وفقك الله وعمَر قلبك بالإيمان وعين الله ترعاك، دمتَ لي شيئاً جميلاً  لا ينتهي،  ودمتَ أملاً وذخراً  لوالديك، بارك الله فيك وبُوركتِ أيتها الرسامة الصغيرة، بوركتِ صغيرتي،  تسلم يا قمر رسوماتك بديعة،  وكم أنت رائع أو رائعة!!!، هذه كلها عبارات تحفز الأبناء والأطفال وتبعث فيهم الثقة بالنفس وتجعلهم أصحاب قرارهم عندما يغدون كباراً.

علينا أن نغمر أولادنا بكلمة (أحبك) بدافع رغبتنا في ذلك، حيث أنها كلمة كاملة الأركان، ولأنها بمثابة المشاعر الإيجابية التي  يجب أن نظهرها لصغارنا.

وتحضرني قصة مضمونها:-

جلست امرأتان في أحد الحدائق العامة ومع كل امرأة ولدها، وكان هناك عامل نظافة يكنس في الحديقة، قالت أحداهما لولدها:-  (إذا فشلت في دراستك فسوف يكون مصيرك مثل ذلك الرجل الذي يكنس القمامة)، أما الأخرى فقالت لولدها:-

(إذا تفوقت في دراستك فسيكون بإمكانك أن تساعد هذا العامل ليحيا حياةً  أفضل).

اتفقت غايتهما وهي تحفيز ابنيهما للاجتهاد في الدراسة، ولكن اختلف الأسلوب،  فالأولى استخدمت عبارة سلبية (فشلت في دراستك)، واحتقرت عامل النظافة، أما الثانية فاستخدمت عبارة إيجابية (تفوقت في دراستك)، وحثت ابنها أن يكون رحيماً بغيره ويفكر في تحسين أحوالهم، انتبهوا لرسائلكم التي توجهونها  لابنائكم،  فهي تصنع  وتشكل شخصياتهم  وأخلاقهم  وتوجهاتهم، فكلماتنا تصنع حياتنا.


 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.