في عقيدتهم السياسية.َ: (الكوز) فاسد وإن لبس الإحرام واعتكف في المسجد الحرام

على الورق…إبراهيم الصافي

شارك الخبر

 

 

ما تطرق الحديث الآن إلى ارتفاع معدلات التضخم، والهيجان المجنون للدولار وتقزم العملة المحلية وتدهورها؛ إلا أرجعهما زميلي إبان فترة الغربة الصحفي الجهبذ

حيدر حاج نور إلى (الكيزان والفلول)، حتى راودتني ريبة بأنه يتتلمذ (أون لاين) على المستر ياسر عرمان، أو تخرَّج في مدرسته التي تُناهض قناعات وقيم أغلبية أهل السودان، وتدعو مناهجها إلى (علمنة) الدولة، وإلى سودان (قرنقي) جديد، ولولا معرفتي اللصيقة بتوجه الرجل وإيمانياته لتحولت ريبتي إلى يقين.

علَّق حيدر على مقالة لي بعنوان: (واقع سياسي مرتبك) راجمًا كل قبيلة (الكيزان) – السياسي منهم والزاهد – بشواظ من نار، بحسبان أنهم سبب كل الارتباك والتردي الاقتصادي والأخلاقي في كل ربوع الوطن، حتى وهم محجوبون عن المشهد السياسي بأسوار سجون شاهقة الارتفاع، قال مفندًا: “طالما عندنا (كيزان) وفلول، وعساكر مسيسين؛ لن ينصلح حال البلد، ولن نصل لاي معالجات تضع حدا لمشكلات واقعنا السياسي المأزوم).

قلت: لكن لدينا الآن: مجلس سيادة، مجلس مركزي، كتلة ديموقراطية، دعم سريع، حركات مسلحة أساسية ومتشظية، بينما لُفِظَ (الكيزان) كالجمال الجرباء، وغيبوا تمامًا عن الممارسة السياسية، ومُرغت أنوفهم بالتراب، وأُجبر جُلُّهم على الصمت أو الهجرة.. فهل انصلح الحال وخرجنا من وضعنا المأزوم؟!

مصيبتنا تكمن في اختزال عقيدتنا في (الكيزان)، و(الكوز) عندهم – وبإصرار – والغ في الإجرام، ومتهم وإن تعلَّق بالثريا، وهو سبب تفاقم ظاهرة (٩ طويلة)، ومدان وإن خلع جُبَّة السياسة ولبس الإحرام واعتكف بالمسجد الحرام.

قال مستنكفاً: “معظم هذه الأجسام والكيانات التي ذُكُرت؛ مخترقة من قبل (الكيزان)، وليس هناك مجلس سيادة بعد أن حوله البرهان إلى مجلس عسكري عناصره من الجيش والحركات المسلحة!! قحت انشطرت إلى عدة اجسام بفعل عصا (الكيزان) التي ضربتها في العمق، واحالت شعاراتها إلى مجرد لافتات بلا مضمون!! المستفيد الأول من هذه الفوضى المصنوعة هو البرهان وفلول النظام المندحر الذين يؤججون الصراع في جوف المشهد السياسي المضطرب!! اما الخاسر الأكبر فهو هذا الوطن المتشظي”.

أوشك مشجب (الكيزان) على السقوط؛ إن لم يكن قد سقط بالفعل جراء ما ينوء به من أحمال ثقيلة، حيدر وحده استخدم المصطلح حوالي أربع مرات في ١٢ سطرًا.

بالطبع يمكننا التسليم بفساد الإنقاذ منذ انتصاف حكمها، أما الآن فلا يمكننا إطلاقًا الموافقة على حشر (الكيزان) عنوة فيما يجري من دمار وفوضى ماحقة، ولا على دمغهم بكل نقيصة طالما كانوا بعيدين عن الساحة، أو اتهامهم بفعل ما لا يقدرون عليه وإن أرادوا، ولكي لا ننساق مع عدائيات مفتعلة؛ سنبصم معهم بأن (الفلول) وراء ما نحن فيه من ضائقة ومعاناة، فقط إن سَمُّوا لنا (كوزًا) واحدًا أو (متكوزن) في قحت ١ وقحت ٢، وبعدها سنقتنع معهم بأنهم أُس البلاء الماثل حاليًّا.

للجماهير عقول، ولن تنساق مع سياسة الشحن المتبعة، فهذه مكانها سوح مدارس التعليم العام.

إذن طالما كل هذه (الجوقة) مُبرأة من أي شبهة تقصير؛ وجمع (الفلول) إلى أفول؛ فأظن – إن سلَّمنا بالفرضيتين – أننا سنصبح قريباً رجل إفريقيا القوي طالما قائدنا (مانديلا السودان).

 

 

 

 

 

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.