المشروع الوطني.. مبادرة جديدة على الخط

الخرطوم: هبة علي

لأجل الخروج من الازمة السياسية التاريخية طرحت شخصيات وطنية مستقلة مبادرة لا تنضم الى عدد كبير من المبادرات المحلية فضلا عن الاقليمية والدولية التي تسعى ايضا للحل، وتأتي المبادرة في وقت يثقل التأجيل خطى قوى الإطاري التي تتجه نحو التوقيع النهائي فضلا عن تعقيدات اخرى بالمشهد ، فهل الاوضاع بالبلاد تحتمل طرح مبادرات جديدة ؟ وما الجديد الذي تحمله وما مدى فرص نجاحها؟.

 

أصل الطرح

مجموعة بناء المشروع الوطني التي يقودها عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة ،أبرزهم البروفيسور كمال ياسين الطيب ود.نصرالدين ابراهيم شلقامي وهشام ابو العلا قنصل فخري فنلندا، طرحت مبادرة للخروج من الأزمة السياسية التي ظلت شاخصة منذ الأول من يناير 1956م، لغياب مشروع وطني شامل تتفق عليه غالبية الشعب السوداني ، وتعتقد المجموعة أن الحل السياسي هو الوحيد المتاح لمعالجة الأزمة في ظل الوضع المحلي والاقليمي والدولي، وأكدت المجموعة في ورقتها بأنها ستواصل في صياغة الملامح الرئيسية للمشروع الوطني الشامل للحوار حوله حال توصلت الأطراف السودانية لاتفاق نهائي يفضي لاستقرار سياسي في ظل سلطة مدنية ديمقراطية كاملة.

وأكدت المجموعة دعمها لمسار الحل السياسي الجاري الذي بدأ بتوقيع الاتفاق الإطاري في الخامس من ديسمبر2022م ، بمخاطبة القوى السياسية الفاعلة إطار مسار الحل السياسي سواء كانت من الطرف المدني أو العسكري بما نراه حول تحديات مسار الحل السياسي .

ودعمت المبادرة القضايا الـ “4” الأساسية للوصول الى وضع سياسي مستقر، وهي قضايا العدالة والعدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري واتفاق جوبا للسلام ، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، دمج الدعم السريع بالقوات المسلحة قبل نهاية الفترة الانتقالية لبناء واقع سياسي مستقر يفضي الى انتقال سلس للسلطة .

حكومة غير حزبية

وشددت على ضرورة تعيين حكومة مستقلة غير عسكرية ولا حزبية في الفترة الانتقالية، وأعربت عن شكرها للمجتمع الدولي لجهوده في دعم الحل السوداني السوداني والحوار الذي يشمل كافة القوى السياسية عدا المؤتمر الوطني المحلول ، ويقول المبادرون أن الجهد الذي تقدمه يأتي في إطار ضمان نجاح الحل السياسي وعدم فشله لجهة أن فشله يعني دخول الوطن في نفق مظلم لا أحد يعرف دهاليزه وسنفقد السودان الدولة والوطن وحينها لن يكون هناك رابح فالكل سيكون خاسرًا .

وتعتقد المجموعة أن الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه بين المكون العسكري وبعض المكونات المدنية في يوم 5/12/2022م يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الحل السياسي لأزمة السلطة ولكن تكمن التحديات الحقيقية في القضايا الأربع التي سيتم التفاوض حولها بالإتفاق النهائي، وتشدد بضرورة بذل جهد فكري وسياسي مكثف لمعالجة القضايا الـ “4” وضمان عدم تسبب تفاصيل هذه القضايا في نسف كامل مسارالحل السياسي بحسب صحيفة الانتباهة. .

الاشكالية في التنفيذ

و برغم ان المبادرة داعمة للحل الذي يمضي بين قوى الاطاري الا انها استصحبت عمق الازمة بتاريخها البعيد والتي تجد اهتمام قوى سياسية ومراقبين للوضع الراهن ، فالمحلل السياسي عبد الناصر سلم يمضي في هذا الاتجاه بحديثه لـ”السوداني” بقوله: ازمة المشروع الوطني السوداني ازمة تاريخية ومستمرة منذ الاستقلال لجهة انه لا يوجد حد ادنى من التفاهمات التي تقود الى الاستقرار وامان البلاد ،لافتا الى ان هذا يرجع لصراع القوى السياسية وان اي نظام يأتي للسلطة يحاول هدم اسس النظام السابق ويبدأ من الصفر.

واشار سلم الى ان كثرة المبادرات في الساحة دليل على ان هنالك ازمة حقيقية تحتاج الى حلول.

واضاف: لا اعتقد ان المبادرة يمكن ان تطرح شيئاً جديدًا ، كل المبادرات تتحدث عن الانتقال الديمقراطي وحكومة الفترة الانتقالية والعدالة الانتقالية والعمل على تأسيس مؤسسات الانتقال الديمقراطي في السودان.

و اردف: الاشكالية ليست في المبادرات بل في تنفيذها والصراع الدائر ما بين القوى السياسية التي ليست لديها رغبة في التوصل لحد ادنى من التفاهمات .

جهد وطني مقدر

المحلل السياسي والكاتب الصحفي طاهر المعتصم قال لـ”السوداني” : بحسب استماعي للشخصيات الوطنية فهم لم يطرحوا مبادرة حتى الآن بل هي تتحدث عن ملامح لتوافق على مشروع وطني ، مشيرا الى انها امنت على العملية السياسية الجارية الآن واكدت ان هذا الامر يأتي في اطار حكومة مدنية .

واوضح المعتصم ان المبادرة لا تعارض مع العملية السياسية ، وتابع: المشروع جهد مقدر لحل ازمة السودان القائمة منذ الاستقلال والمستمرة الى الان.

المبادرات وماجاءت به

يذكر ان البلاد شهدت تحركات محلية و إقليمية ودولية منذ بواكير الأزمة السياسية الحالية التي خلفها انقلاب الخامس والعشرين العسكري، وطرحت عددا من المبادرات على رأسها المبادرة الأممية، ومبادرة الهيئة الحكومية “إيقاد” ومبادرة الاتحاد الإفريقي وصولا الى تشكيل الآلية الثلاثية والرباعية ، فضلا عن مبادرات أخرى من جنوب السودان وجمهورية مصر العربية وعدد آخر من دول الجوار..

ومحليًا، برزت مبادرتان، هما: خارطة الطريق من حزب الأمة القومي، ومبادرة مدراء الجامعات، ومبادرة الجبهة الثورية..

 

 

 

 

 

 

شارك الخبر

Comments are closed.