دونكي دريسة… مأساة إنسانية

نيالا: محجوب حسون
خلف الحريق الذي شب في منطقة دونكي دريسة بمحلية السلام بولاية جنوب دارفور التي تبعد من نيالا حوالي (٤٥) كيلو متر، خسائر في الأرواح والممتلكات من بينهم وفاة (٥) أطفال دون السابعة في الحريق الذي امتد ليومي (الخميس والجمعة)، وخسائر مادية بملاييين الجنيهات.
الحريق أكبر من إمكانات المنطقة بحسب والي جنوب دارفور حامد التجاني هنون الذي قطع رحلته إلى الخرطوم لمتابعة أمر الكهرباء وعاد مسرعاً إلى منطقة الحريق مع لجنة أمن ووزراء حكومة الولاية المكلفين، وأطلق نفير إعادة البناء والتعمير، للأهالي الذين يفترشون الأرض ويلتحفون سماء شديد الحر، بلا ماوى ولا غذاء ولا كساء في إنسانية أكبر من إمكانات الولاية.
وفاة(٥) أطفال….
خلف حريق دونكي دريسة بمحلية السلام بولاية جنوب دارفور خسائر مادية وبشرية منها وفاة (٥) أطفال، وحرق مؤسسات ومحاصيل زراعية.
وأعلن والي جنوب دارفور المكلف، حامد التجاني هنون، من دونكي دريسة التي تبعد حوالي (٤٥) كيلو متر جنوب نيالا، نفيراً لإعادة وتعمير المنطقة يساهم فيه أبناء المنطقة وكل محليات الولاية والحكومة الإتحادية، فضلاً عن المنظمات، واصفاً ما حدث بالكارثة الإنسانية، وهي أكبر من مقدرات الأهالي الذين فقدوا كل ما لديهم، معلناً عن مساهمته بـ(٣) ماكينة طوب لتغيير نمط البناء الذي سيكون تحت رعاية جامعة نيالا في مشروع زيرو قش، كما حدث في محلية قريضة قبل سنة عندما شب فيها الحريق، وتابع: (دايرين مبادرة شباب للتعمير بمنطقة دريسة ليتولوا مشروع زيرو قش بالمنطقة، أقلاها بناء مخزن في أي بيت لحفظ المقتنيات، وهي نواة للبناء الثابت) لافتاً إلى ضرورة التخطيط وفتح الشوارع بالمنطقة مشيراً إلى وصول (٤٦٠) قطعة فرش و(٢٠٠) جوال ذرة من الزكاة بالولاية للمتضررين من الحريق، وتابع: (يا أهل دريسة لن تكونوا وحدكم، كلنا معكم في نفير التعمير والتشييد) موجهاً إدارة المياه بفتح محطة مياه الدونكي للمواطنين مجاناً طيلة أيام شهر رمضان.
استمارة رسمية
تعهد المدير التنفيذي لمحلية السلام، آدم عثمان زيادة، بتحمل المحلية لتخطيط الأراضي للمواطنين بمنطقة دونكي دريسة، موجهاً الإدارة الهندسية بالمحلية بالتنفيذ فوراً، وأعلن عن زيادة مساهمة المحلية بإعطاء المنطقة ماء لمدة أسبوعين مجاناً، فيما تبرع مدير شرطة الولاية، اللواء محمد أحمد الزين، بـ(٣) براميل جاز للمنطقة، فضلاً عن إرسال فريق من الشرطة للحصر القانوني للخسائر في الممتلكات والأرواح عبر الاستمارة الرسمية، فيما التزم جبريل محمد أحمد من أطراف العملية السلمية بسقي المنطقة (١٠) أيام مجاناً، فيما أكد أمين ديوان الزكاة بالولاية ممدوح حسن أن قرية دونكي دريسة نموذجاً للصبر والتحمل وهم يقابلون ابتلاء الحريق الذي قضى على كل شيء، وتابع: (مجتمعكم مترابط وأكرمتونا بالضيافة وحسن الإستقبال كاننا نحن أصحاب المصيبة وأنتم الضيوف)، واعداً بتسخير كل إمكانيات الزكاة وإيقاف كل المشاريع والبرامج لمسح دموع أهالي منطقة دونكي دريسة مساهمة بتكلفة شرب (١٥) يوماً مجاناً من ديوان الزكاة لأهل المنطقة، فيما أشار بحر الدين محمد عيسى من لجان الخدمات بالمنطقة إلى أن الذين ماتوا في الحريق هم أربع بنات هن عزاز ومشكاة محمد أحمد علي، ورماح رماز آدم الطاهر علي، وأواب الغالي موسى، وهم دون السبع سنوات، وجدناهم قضي عليهم الحريق في داخل القطية وهم متماسكون، الصورة التي أبكت كل أهل دونكي دريسة مواطنين وقوات نظامية، في حريق اليوم الثاني الذي استغرق أقل من (٢٠) دقيقة وإنتهى،بينما كان حريق اليوم الاول الخميس هو الأضخم والأعنف لكن لم تكون هناك أي خسائر في الأرواح.
المتضررون من الحري
وأشار آدم محمد أحمد ممثل المتضررين بمنطقة دونكي دريسة إلي تضرر (٢٠٣٧) ألف أسرة وحرق (١٤٨) دكاناً من بينها (٥٩) دكان مواد غذائية، بجانب أن الحريق قضى على كل المحاصيل الزراعية وهي منطقة إنتاج على مستوى الولاية تكررت فيها الحرائق لـ(٥) مرات والأخيرة هي الأضخم، لافتاً إلى أن الحريق قضى على أكثر من (٥١) ألف جوال فول سوداني، وأكثر من (٢٠) ألف جوال عيش (ذرة ودخن)، و(١٣٠٠) من الماعز، (٤) آلاف دجاجة وحمام، (٤٠) بقرة، (٢٧) طاحونة غلال، (٣) قشارة فول، (٤) معاصر زيت، (٣)مدارس ابتدائية بكاملها، (٢) ألف كارو، وتابع (الحريق واسع جداً وكل ما لدينا انتهى)/ بجانب وفاة (٥) أطفال في الحريق، فيما طالبت ممثلة المرأة هنادي إبراهيم حكومة الولاية بالنظر في أمر المياه بالمنطقة، لجهة أن برميل الماء ما بين (٩٠٠) إلى (١٠٠٠) جنيه، منوهة إلى أنها تحدثت باسم المرأة ولكنهن الآن لا يملكن شيئاً من الأواني المنزلية للطبخ والسراير والملابس وتابعت (أقف أمامكم وكل ما أرتديه حتى النعال هو ليس لي، ساعدونا).
تعهدات المنظمات
وتعهد مفوض العون الإنساني بالولاية، صالح عبد الرحمن، بتسجيل زيارة للمنطقة برفقة كل المنظمات الوطنية والأجنبية لتحديد الاحتياجات، لتقديم العون للمتضررين، فيما أشار عبد الرحمن سليمان محمد من معسكر السلام للنازحين إلى وصول مساعدات إنسانية عاجلة تمثلت في مواد إيواء وغذاء وأباريق وفرشات للمتضررين، فيما أرسلت حكومة ولاية جنوب دارفور مساعدات إنسانية عاجلة إيواء وغذاء بمبلغ (٢٠) مليون جنيه بحسب رئيس اللجنة المختصة وإعداد قافلة المساعدات الإنسانية وزير المالية والإقتصاد المكلف بالولاية، نعمات يس محمد الأمين.
//

شارك الخبر

Comments are closed.