الخرطوم وجوبا.. إعادة إنتاج تجربة القوات المشتركة

الخرطوم: سوسن محجوب

تتجه كل من السودان ودولة جنوب السودان لتكوين قوات مشتركة بينهما، وبدا أن توقيت الخطوة وأهميتها يأتي لدعم فرص التعاون والمكاسب بين البلدين، كما أن الخطوة تأتي بعد الاتفاق على منطقة حرة في النيل الأبيض وميناء بورتسودان، لكن السؤال المهم هل سيتم تنفيذ المشروع أسوة بما تم مع دولة تشاد؟.

 

تعميم تجربة.

ويرى الخبير الأمني، اللواء أمين إسماعيل، في حديثه لـ(السودانى)، أن تجربة القوات المشتركة بين السودان ودولة تشاد كانت تجربة ناجحة ورائدة جداً، وأسهمت في تأمين الحدود بين البلدين، لذلك اعتبرت وفي دول أخرى أنها تجربة ناجحة، ويضيف أنه وبعد نجاح تجربة القوات المشتركة بين السودان وتشاد تجري ترتيبات إلى تكوين قوات مشتركة بين السودان وأفريقيا الوسطى، وبين السودان وليبيا، وينوه إسماعيل إلى وجود دراسات أيضاً لتكوين قوات مشتركة بين السودان ومصر، وفي تقديري أن خطوة تكوين قوات مع دولة جنوب السودان هي خطوة متأخرة، وكان لابد أن تتم عقب انفصال الجنوب، إذ إن البلدين كانت لهما قوات مشتركة شعب واحد، وعقيدة مشتركة، وبالتالي فإن مقومات نجاح هذه القوات متوفرة، منها التدريب ومعرفة المنطقة لكلا الطرفين، التركيبة الديمغرافية معروفة لدى الطرفين.

حركة المعارضة

ويمضي اللواء إسماعيل إلى أن خطوة تكوين قوات مشتركة بين الخرطوم وجوبا ستؤدي إلى استقرار تلك المناطق الحدودية سوف تودي إلى منع التهريب، وبالتالي سوف تزدهر التجارة بين البلدين خاصة في الشريط الحدودي، إذ إن المعطلة الأساسية هي التهريب ودخول العناصر المعارضة من هنا وهناك، ووجودها في البلدين من شأنه تعكير صفو العلاقات بين الجارتين، أيضاً سوف يؤدي وجود هذه القوات إلى التنسيق بين البلدين في مجالات تهريب البشر والمخدرات، ويلفت إسماعيل إلى وجود “تسع اتفاقيات ” موقعة أصلاً بين البلدين قوامها تأمين حدود الجارتين، خاصة المناطق المتنازع عليها، ويؤمن إلى أن قيام المنطقة الحرة في ولاية النيل الأبيض، وفي ظل وجود هذه القوات التي سوف توفر الأمن والاستقرار، وبالتالي سوف تزدهر التجارة بين البلدين.

حسم الاتهامات.

وفي المقابل يقول الخبير في قضايا القارة الأفريقية، محمد تورشين، لـ(السوداني) إن فكرة تكوين قوة مشتركة بين السودان وجنوب السودان، هي مشروع طرح منذ وقت مبكر، وكان من المفترض أن تكون قد تشكلت منذ وقت سابق، إذ إنها ضمن الكثير من الاتفاقيات التي تمت بين البلدين والمرتبطة بالتعاون وأيضاً المرتبطة بإيجاد حل للقضايا الخلافية بين الخرطوم وجوبا، ويضيف أنه من المعروف أنها قضايا “معقدة جداً”، حيث تشمل” ست مناطق”، وهي (أبيي، كاكا التجارية، جودة الفخار، حفرة النحاس وسماحة) وكلها مناطق محل تنزاع بين البلدين، وهناك تداخل سكاني وحتى يكون هناك استقرار وأمن لابد من وجود قوات مشتركة في حدود الدولتين.

مهام أخرى.

ويمضى تورشين إلى أنه وفضلاً عن تلك المهام فإن هذه القوات سوف تعمل بشكل مباشر في تأمين انسياب وتدفق النفط القادم من جنوب السودان إلى الشمال، ومنه إلى الخارج، إذ إن الجنوبيين يعتمدون وبشكل مباشر على ميناء بشائر لتصدير نفطهم، وهناك الكثير من السلع التي يتم تصديرها إلى جوبا من الشمال، كل هذا يحتاج إلى قوات مشتركة حتى يتم ضبط الأمن والاستقرار، وحتى يتم تحقيق أي مكاسب بين الجارتين فيما يتعلق بالميزان التجاري، وفي رأيي الخطوة ستكون بالغة الأهمية لكل بلد، والأهم من كل ذلك سوف تسهم في إيقاف الاتهامات بين البلدين بأن كل طرف يدعم الحركات المتمردة، وهي وإن أتت متأخرة، لكنها ستجعل جوار البلدين أكثر أمناً واستقراراً، وبالتالي تؤدي إلى علاقة جوار مزدهرة.

 

 

 

شارك الخبر

Comments are closed.