عمر الدقير ينعى الصحفي هاشم كرار

كان هاشم كرار مثل شهابٍ لامع في مجتمع الصحافة وأرباب القلم.. لم ينكسر ولم يتراجع في أوقات الترهيب والاغراءات، التي ارتفعت فيها من الكثيرين راياتٌ بلون الأكفان، وظل متشبثاً بقلمه الحر وكلمته الصادقة غير الملتبسة ومُحَلِّقاً في فضائه الجميل: الوطن والناس والحلم.

كتب سيرةً شخصيةً مفعمةً بالحبِّ والنُّبْل والجمال.. أفاض على تلك السيرة من سماحة نفسه وعذوبة روحه ما جعلها خاليةً من الأعداء، حتى المرض العضال والموت لم يكونا جديرين بعداوته، فقد قابل المرض بصبرٍ جميل وعامَل الموت بيقين المؤمن بالأجل المكتوب.. كأنّه دَجّنَ الموتَ وربطه إلى قائم سريره الأبيض وهو يمنح زُوّاره وعوّاده وضاءة الابتسامة وعذوبة الروح ونبل المشاعر، ويملؤهم بالأمل.

توارى هاشم خلف غيوم الرحيل الأبدي مثل نغمةٍ عذبةٍ طغى عليها صوت طبول الحرب الذميمة وقعقعة السلاح الأعمى.. انسحب في هدوءٍ وسكينة واختفى كما الضوء بلا صخب، لكنّه حتماً سيواصل الإشعاع من قبره بالسيرة الباذخة التي تركها، ويزداد بها سطوعاً كلما أوغل في الغياب.

عليه من المولى سحائب الرحمة والرضوان، والعزاء لأسرته وزملائه وأصدقائه ومحبيه.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.