وفاة الفنان الموسيقار محمد الأمين

قلنا ما ممكن تسافر

شارك الخبر

متابعات: السوداني 

غيب الموت بالولايات المتحدة، فجر اليوم الاثنين، عملاق الفن والموسيقى في السودان، محمد الأمين، عن عمر يناهز الـ(81) عاماً، إثر علة لم تمهله طويلاً.

يعتبر (محمد الأمين حمد النيل الإزيرق) أحد كبار ايقونات الفن والموسيقى والغناء في السودان وأشهرهم صيتاً وأكثرهم جماهيرية وسط مختلف الأعمار، حيث شكل وجدان عدد من الأجيال بالفن والطرب والنغم الجميل.

وُلد الراحل في مدينة ود مدني، حيث نشأ في بواكير طفولته وسط عالم الموسيقى فتعلم العزف على العود والمزمار ويعود الفضل في ذلك لخاله بله يوسف.

تغنى ود الأمين للعديد من الشعراء، منهم الشاعر والصحفي الراحل فضل الله محمد، وكان نشيد أكتوبر واحد وعشرين، أولى تعاونهما. فغنى له أيضاً (قلنا ما ممكن تسافر، زاد الشجون، الجريدة، طريق الماضي، الحب والظروف والموعد).

برع الباشكاتب في عالم التلحين، وأتى بلونية جديدة لم يستطع أن يجاريه فيها أحد، فكان الناس ينتظرون ألحانه قبل أغانيه، وهو يداعب أوتار عوده فيخرج منه الدهشة والمتعة وجنون الإبداع.

 

غنى ود الأمين للوطن ولترابه ولثوراته ولوحدته ولسلامه، غنى للحب والحبيبة والمحبة، فكان كل قصيدة يمسك بها يلبسها ألحاناً من عالم الخيال يجعلها تمشي بين الناس مُكللة بالإبداع والامتناع والطرب.

تغنى الموسيقار ود الأمين للشاعر أبو صلاح في: (بدور القلعة، من قليبه الجافي)، وتغنى كذلك لمحمد علي جبارة (لقاء وعهد، أنا وحبيبي، الشباك). وتعاون مع هاشم صديق في (الملحمة – قصة ثورة، همس الشوق، حروف اسمِك، كلام للحلوة). ومع د. عمر محمود خالد في (حلم الأماسي وخمسة سنين)، ومع الحلنقي (غربة وشوق، وعد النوار، بتتعلم من الأيام). كما تعاون مع صلاح حاج سعيد في (نرجسة، يا جميل يا رائع).

يقول الصحفي عوض أبو غفران: “فقدت بلادنا اليوم فيما تفقد من مقدراتها الثمينة ودعائم تاريخها ومستقبلها الأستاذ الموسيقار محمد الأمين. كان من صُناع الغناء والمؤلفين الموسقيين المجيدين والصارمين في معايير إبداعهم، فمجّد أصول موسيقاه واختيار كلمات أغانيه. وكان جزءًا أصيلًا من تاريخ هذا الوطن وذكريات الناس وأمانيهم. عبّرت موسيقاه عن عمقنا وهويتنا المختلطة، وهو امتدادٌ لجيل الغابة والصحراء والعروبة والزنجية في الأدب والفنون، إذ تفرّد بتطويع العود وأدواته الموسيقية لتعبر أثير هذا الوطن ألحانًا سلسة ورحبة أحبها الناس وسيداومون على محبتها لأنها مستمدة من وجدانهم”.

مضيفاً: “يعد محمد الأمين أحد أعظم المجوّدين لحنًا وأداءً. ولم يكن من جيل العمالقة فحسب، بل كان عملاق الجيل. وسيظل رصيده من الغناء والألحان خالدًا يستحق أن يطبع على أسطونات من الذهب الخالص”.

رئيس مجلس الإدارة والمدير العام ورئيس التحرير وأسرة (السوداني) يشاطرون أهل السودان وأسرة الراحل في هذا المصاب الجلل، ويسألون الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ويلهم أهله وصحبه وجمهوره الصبر الجميل.

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

شارك الخبر

Comments are closed.