673 مليون دولار حجم استثمارات الهيئة العربية للاستثمار في 54 شركة

متابعات: السوداني

استعرضت الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، في ورشة حول “الأمن الغذائي العربي والاستدامة”، ضمن فعاليات مؤتمر كوب 28، جناح جامعة الدول العربية مؤخراً بإكسبو دبي. 2023م، تجربتها في توطين التقانات الزراعية الذكية مناخياً لقطاع صغار المزارعين.
واكّدت الهيئة، جهودها لبناء نماذج استثمارية وتقنية متقدمة، ونشرها في المناطق العاملة بها لرفع مُستوى الإنتاج الزراعي، وحقّقت التقنيات المتقدمة والصديقة للبيئة التي نشرتها الهيئة نجاحاً، مثل تقانة الزراعة بدون حرث في القطاع المطري، وتقانة الإحكام الزراعي، وتعمل الهيئة حالياً على تبني ونشر تقانات الزراعة الذكية، بهدف تأمين استدامة الزراعة في الدول الأعضاء.
وقدّم رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، محمد بن عبيد المزروعي، في الورشة، تعريفاً حول الهيئة، وقال إنّ عدد الشركات التي تساهم فيها الهيئة بلغ 54 شركة بنهاية 2023م، بإجمالي استثمارات نحو 673 مليون دولار، وإنّ هذه الشركات تنتج سلع ومحاصيل الفجوة الغذائية العربية الأساسية، وتوفر هذه الشركات أكثر من 127 ألف فرصة عمل، وأضاف: “الهيئة تبنت حزمة من الأنشطة وتنفذ مشاريع ذات حلول ومُعالجات هادفة، وعملت على نشرها وتوطينها لدى صغار المزارعين، أبرزها استيعاب وتوظيف المعطيات المناخية والبيئية والاجتماعية، وتطوير النظم بما يتماشى وهذه المعطيات، واستهداف المزارع كأداة للتنفيذ عبر الإعداد والتدريب والمتابعة والتقويم، كذلك تقديم الدعم المالي والفني، والمشاركة بالتخطيط والإشراف على التنفيذ والمتابعة والتقييم، وتوفير كوادر مُؤهّلة تقنياً وفنياً للإشراف والتدريب”.
وأوضح المزروعي، أنّ الهيئة انتهجت منهجاً مُتميِّزاً في نقل وتوطين التقنيات والأنظمة الزراعية المستدامة لإنتاج محاصيل الأمن الغذائي، وعملت على إدخال نظم وتقنيات زراعية مُتطوِّرة إلى المنطقة العربية، تتمثل في نشر وتوطين نظام الزراعة بدون حرث والتقنيات المصاحبة لها، وتبنّت 7 برامج لتطوير الزراعة المطرية في الدول العربية، ونظام الإحكام الزراعي، ونظم الري الحديثة كالري بالتنقيط والري المحوري، والهايدروفوم والري السيفوني، ثُمّ توطين محاصيل وأصناف محسنة لزيادة الإنتاجية، والميكنة الزراعية، وقامت بتوسيع استخدام الآليات الزراعية في مجال زراعة وإنتاج وحصاد محاصيل القطن والذرة الشامية والذرة الرفيعة والسمسم، بميكنة زراعية كاملة لأول مرة في المنطقة العربية، إضافةً إلى تنفيذ الهيئة استخدام الطاقة الشمسية في الزراعة بالمناطق النائية.
وذكر المزروعي، أنّ هنالك تحديات تُواجه صغار ومتوسطي المزارعين والمنتجين، تتمثل في انخفاض الإنتاجية نتيجة الاعتماد على طريقة الزراعة التقليدية، وضعف الشمول المالي لصغار ومتوسطي المزارعين، وصعوبة الوصول إلى الأسواق وضعف القدرة التنافسية بسبب صغر مساحة الحيازات الزراعية وقلة الإنتاج، بالإضافة إلى عدم انتظام المزارعين في الجمعيات أو الروابط التنظيمية، منوهاً إلى أنّ الهيئة ساهمت في معالجة المشكلات بإنشاء حزمة مالية وفنية وتنظيمية وإشرافية متكاملة، وأفاد أنّ نموذج الهيئة يتميّز عن مؤسسات تمويل صغار المزارعين الأخرى، بعدد من الميزات، منها تعزيز الشمول المالي في المناطق الريفية من خلال توفير التمويل للمزارعين في الوقت المناسب وبشروط مقبولة، وتوفير كافة مدخلات الإنتاج من بذور وأسمدة ومبيدات عينية والإشراف على تنفيذ كافة العمليات الإنتاجية من تجهيز الأرض إلى مرحلة الحصاد والتعاون مع مراكز البحوث الزراعية لإنشاء مجالات إرشادية، لبناء قُدرات صغار المزارعين واستخدام التقنيات الحديثة في العمليات الزراعية وتقديم الدعم الفني والإرشاد للمزارعين بالإضافة إلى المُوافقة على التأمين الزراعي كأحد شروط التمويل وتسهيل وصول المُزارعين إلى الأسواق ومشاركة الهيئة في تنظيم فعالية اليوم الحقلي وتوزيع الجوائز التشجيعية على المُزارعين الأكثر إنتاجيةً.
وأشار المزروعي إلى أنّ حجم التمويل بلغ خلال الفترة 2015 – 2022م نحو 41 مليون دولار، ومن النتائج المتحققة تمّـت زيادة إنتاجية الفول السوداني لصغار المزارعين في السودان خلال الفترة من 2015 –2021م (طن/ هكتار)، حيث تمّ تحقيق زيادة في الإنتاجية بنسبة تراوحت ما بين 66% – 199%، ومحصول القمح تراوحت ما بين 50% – 163%، وبلغ عدد المستفيدين من البرامج التنموية وتمويل صغار المزارعين والمنتجين في الدول العربية خلال الفترة 2013 – 2022م نحو 498 ألف مستفيدٍ، وبلغت البرامج التنموية المنفذة خلال الفترة 2013 – 2022 عدد 184 برنامجاً، شملت الأنشطة المتعلقة بتنمية الإنتاج النباتي والحيواني وبرامج حصاد المياه وحفر الآبار لمياه الشرب.
ونوّه المزروعي إلى أنّ برنامج تمويل صغار المزارعين والمنتجين، خصّص نسباً تقديرية من التمويل للمرأة الريفية في كل من دول السودان، موريتانيا والأردن، مما ساهم في تحسين مستوى معيشتها، وبلغ عدد المستفيدات من تمويل الأنشطة الزراعية 4280 مستفيدة، وذلك خلال الفترة 2013 – 2022م، وأن الهيئة تعمل حالياً على توسيع نشاط القروض الدوارة لصغار ومتوسطي المزارعين، بتعبئة موارد مالية إضافية، إلى جانب مبادرتها لإنشاء صندوق قروض دوارة لتمويل شريحة صغار ومتوسطي المزارعين والمنتجين، في حدود 150 – 200 مليون دولار بهدف توفير التمويل اللازم، لتوسيع النشاط التمويلي لهذه الشريحة في الدول العربية.
ويُذكر أنّ الهيئة تعكف على إعداد دراسة جدوى الصندوق بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.