استطلاع: لقاء البرهان وحميدتي.. آمال وتطلُّعات الشعب السوداني 

بعد مرور (9) أشهر على الحرب في الخرطوم، والتي بدأت تتسرّب رويداً رويدا إلى الولايات والمدن الآمنة، وضاق الحال بالمواطن السوداني المغلوب على أمره في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.. ها هو بصيص أمل بدا لهم من جديد في اللقاء المُهم الذي سيتم غداً بين البرهان وحميدتي، يُعلِّق عليه السودانيون آمالهم لوقف صوت البنادق وعودة الأمن.

من مناطق الشدة، استطلعت (السُّوداني) بعض المواطنين الموجودين في أم درمان عن آمالهم في هذا اللقاء.

 

إبراهيم آدم (55) عاماً يقول لـ (السُّوداني): اللقاء آخر أمل لنا في نهاية هذه الحرب اللعينة، لا نُريد منهم غير أن يُقدِّموا تنازلات من أجل المواطن المسكين الذي فَقَدَ ما فَقَدَ في الحرب ولا يزال يفقد.

 

سكينة عبد الله (40) عاماً التي أصبحت تعمل في بيع الطعمية: “والله نحن ما دايرين منهم حاجة إلّا الأمن ونقدر نرجع بيوتنا، تعبنا شديد بسبب الحرب دي، أنا جيت الثورات من أمبدة بعد الضرب الشديد ومافي أي مصدر، عملت لي صاج طعمية عشان نقدر نعيش منه”.

 

أمّا الشاب حذيفة الأمين يقول لـ(السُّوداني): “والله ما عندي أمل في هذا اللقاء وسيكون مثل المفاوضات الماضية، ضياع وقت، ليعطوا الأمل للناس، لن يتنازل البرهان ولا حميدتي”.

 

وأضاف: “جميعهم غير مهتمين بأمر المواطن ولا ما يكابده في عيشه، حتى لو افترضنا وقفت الحرب هل سيعيدوا الأمن والناس تستطيع أن تستقر؟ هل يمكنهم حسم المتفلتين الباحثين عن لقمة عيشهم من جيوب الناس؟!!”.

 

واتّفقت مهاد التوم مع حذيفة في حديثه بأنها فاقدة للأمل في هذا اللقاء، ولكن لم تفقد الأمل في الله سبحانه وتعالى وأن يبدِّل حال السودانيين ويبدلهم بعد خوفهم آمناً، وتقول: “والله نحن ما عندنا أمل في حميدتي ولا البرهان في حل الوضع (الختونا فيه دا)”.

 

فيما يختلف معهم النذير الطيب الذي يبلغ من العمر 35 عاماً بأن الآمال على هذا اللقاء كبيرة جداً، وقبول الطرفين باللقاء بينهما دليلٌ على بحثهما عن السلام وهذا إعطاء أمل للمواطنين بأنّ الحرب يُمكن أن تقف وأن يعودوا إلى منازلهم ليبدأوا من الصفر.

وأضاف: “لا يُمكن إرجاع الذين قُتلوا وما نُهب!! ولكن يمكن أن نبدأ من جديد نُعمِّر البلد ونبدأ نحن في الاستقرار، ونتمنى من الطرفين النظر إلى حال المواطن في مراكز الإيواء، وفي المدن التي تكدّست بالنازحين وفي وضعهم الإنساني والاقتصادي”.

 

حال الفشل

مصعب محمد علي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين يقول لـ(السُّوداني): اللقاء مهمٌ بالنسبة للطرفين بعد 9 أشهر من الحرب وفي ظل التطورات العسكرية الأخيرة، متوقعاَ أن يكون اللقاء مُتعلِّقاً بالنواحي العسكرية ويمكن من خلاله أن يتفق الطرفان على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جدة.

 

وأضاف: “أتوقّع بنهاية اللقاء أن يتم التأكيد على وقف إطلاق النار والبدء في ذلك فورياً، لأنّ استمرار الحرب ليس في مصلحة الطرفين، الأمر الذي قد يقود حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار إلى تدخل دولي”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.