المُتدين (باسيرو ديوماي) مرشح المعارضة يفوز بالانتخابات الرئاسية في السنغال ويدخل القصر العلماني العريق

متابعات: السوداني 

تمكن باسيرو ديوماي فاي، الذي بلغ اليوم سن 44 عاماً، من الفوز بانتخابات الرئاسة في السنغال. وتم إطلاق سراح الرئيس الجديد من السجن قبل 10 أيام فقط من انطلاقة الانتخابات، إثر عفو عام أصدره الرئيس ماكي في سياق محاولة تهدئة المشهد السياسي بالتزامن مع انتهاء ولايته.

ومن بوابة السجن خرج باسيرو إلى الميدان، ليدرك 10 أيام من الحملة الانتخابية، لم تكن في حقيقتها إلا جزءاً محدوداً من حملة انتخابية طويلة لصالح باسيرو وحلفه الانتخابي، إذ أسهمت الأزمة السياسية والملاحقات القضائية وقرارات الرئيس سال الأخيرة بتأجيل الانتخابات، وما أثارته من استياء داخل أوساط سنغالية عديدة، في الدعاية لهذا المرشح الخارج لتوِّه من تجربة نضالية امتدت لـ3 سنوات وانتهت بإيداعه السجن، ليتسلق بعد ذلك المراتب العليا في النتائج المعلن عنها في الانتخابات حتى الآن، باعتباره المرشح الأوفر حظاً، أو الرئيس الخامس للسنغال، وفق أنصاره.

 

في أبريل 2023، نال باسيرو حكماً بالسجن بتهمة ازدراء المحكمة وإهانة القضاء، ليدخل السجن مع نخبة من قيادات باستيف، ذلك الحزب الذي دخله أول مرة خلال الاجتماعات التأسيسية لحزب باستيف عام 2014، قبل أن يترقى تدريجياَ وبشكل متسارع، ليكون أحد صانعي القرار الأساسيين في الحزب، والذراع القوية لرئيسه عثمان سونكو.

 

متدين في قصر علماني عريق

يصنف باسيرو ضمن مؤشرات التحولات السياسية في السنغال، حيث يعتقد كثيرون أنه وظهيره عثمان سونكو جزء من الظاهرة الإسلامية التي تتمدّد في السنغال.

يبدو بصيرو بمظهر إسلامي عبر لحية طويلة نسبياً مقارنة ببقية منافسيه للرئاسيات، ولدعم واسع من التيارات الإسلامية الجديدة التي كانت تراهن على هذا الشاب بديلاً عن أنظمة وقوى سياسية عريقة في العلمانية.

ويقدم الخطاب السياسي لباسيرو كثيراً من الأدبيات الشائعة لدى الأوساط الشبابية السنغالية، وخصوصاً التذمر المتصاعد تجاه سيطرة فرنسا، إذ أعلن في حملته عن برنامج إصلاح نقدي من شأنه إنهاء سيطرة الفرنك الأفريقي ذي الأصول والاعتماد الفرنسي، وإقامة عملة سنغالية خاصة، إذا لم تتمكّن دول غرب أفريقيا من إصدار عملة موحدة.

 

ولا تبدو الفرنسية لغة أثيرة عند سونكو، الذي يتوعدها بتعزيز حضور ضرتها الإنجليزية ذات النفوذ والتأثير العالمي الكبير.

وضمن وعيده المتصاعد، يحمل باسيرو على عاتقه فكرة تطهير “الطبقة السياسية من خلال إبعاد المفسدين من السلطة واستعادة سيادة السنغال”، وفق تعبيره.

كما أن وعيد باسيرو بمراجعة اتفاقيات الدفاع تعني أيضاً رسالة أخرى تجاه فرنسا بأن حاكم داكار الجديد لن يظل معتمداً على الزناد الفرنسي، بل سيسعى إلى تنويع مقتنيات جعبته وعلاقاته الأمنية والسياسية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.