محمد وداعة يكتب: مصر لم تحتجز سفينة الأسلحة!

* موقف مصر الرسمي والمُعلن، هو الوقوف مع مؤسسات الدولة السُّودانيَّة، ينطلق من تعريف مفهوم الأمن القومي للبلدين
* الجيش السوداني استعاد إمكانياته المعروفة في تصنيع الأسلحة والذخائر
* الرئيس السيسي أصدر قرارات تَمّ بمُوجبها إعفاء الغرامات المالية للمُخالفين لقوانين الهجرة والإقامة
 * الشكر لمصر حكومة وشعباً والتقدير والامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسي

شارك الخبر

 أصدر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية بالأمس، تصريحاً رسمياً جاء فيه: (رُشح ببعض المواقع الإخبارية والوسائط، معلومات مُضَلّلَة تُفيد باحتجاز جمهورية مصر العربية الشقيقة، سفينة شحن متجهة إلى جمهورية السودان، تُوضِّح القوات المسلحة السودانية أنّ هذه المعلومات مُضَلّلَة وغير صحيحة، وأنّ جمهورية مصر العربية لم تحتجز أيِّ سفينة مُتوجِّهة إلى السودان).

من جانبه، نفى العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، الخبر الذي تتداوله بعض صفحات التواصل الاجتماعي بشأن منع مصر لمرور باخرة أسلحة تتبع للجيش السوداني من الوصول إلى ميناء بورتسودان، واصفاً تلك الأخبار بالمُفبركة والتي تهدف للتشكيك في العلاقات الراسخة والمتينة بين الجيشين المصري والسوداني، مُؤكِّداً وقوف مصر بِكُلِّ قوةٍ خلف المُؤسّسات الوطنية في جمهورية السودان الشقيق ودعمها لكافة جهود إحلال السلام والاستقرار هناك.

 

بلا شك أنّ اختيار مصر أن يأتي النفي من الناطق باسم القوات المسلحة المصرية، لم يكن اعتباطاً، بل هو اختيارٌ مدروسٌ جاء لاعتبارات مُهمّة لمزيدٍ من إضفاء مصداقية على نفي الخبر المفبرك، وذلك استناداً للتاريخ العميق للعلاقات بين الجيشين في كافة الأزمة وتحت مختلف الجهات الحاكمة بالبلدين، وانطلاقاً من تعريف الأمن القومي للبلدين وارتباط ذلك بالعلاقات المُتميِّزة بين البلدين و(الجيشين)، وعلى المصالح المشتركة في الحفاظ على استقرار البلدين، خاصّةً وأنّ موقف مصر المُعلن هو الوقوف مع مؤسسات الدولة السودانية. ولعل الجيش السوداني هو أهم هذه المؤسسات في الوقت الراهن.

َ

تأتي هذه الأنباء التي وصفها بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة المصرية، بغرض التّشكيك في العلاقات الراسخة والمتينة بين الجيشين المصري والسوداني، وربما يستهدف ذلك أيضاً التشكيك في قُـدرة الجيش السوداني على إدامة زخم المعارك لافتقاره للأسلحة التي (يزعم) الخبر المفبرك أنها تعرّضت للاحتجاز.

 

من الناحية الفنية البحتة، يريد الخبر المفبرك أن يشير خِلسةً إلى أنّ السفينة المحتجزة جاءت من المتوسط، ربما من تركيا أو أي دولة مشاطئة للبحر المتوسط، ويتجاهل الخبر المفبرك أنّ السودان لديه مطارات عديدة تستطيع استقبال طائرات الشحن العملاقة، ولديه طائرات شحن تستطيع نقل آلاف الأطنان من الأسلحة في بضعة أيام، وبالطبع يُريد التقليل من شأن الأنباء المُتداولة في استعادة الجيش السوداني لإمكانياته المعروفة في تصنيع الأسلحة والذخائر المتنوعة، وهو قطعاً مُحاولة فاشلة لإشاعة الإحباط وإضعاف الروح المعنوية للشعب السوداني، الذي يتطلّع إلى إنهاء الحرب واستعادة حياته الطبيعية على أساس إنهاء مليشيات الدعم السريع سلماً أو حرباً.

 

ما قدّمته مصر للشعب السوداني يتعدى ما هو مُتداولٌ عبر الأزمة من مفردات العلاقات الأزلية، ملايين السودانيين في مصر يعيشون حياتهم بصورة مثالية، يتمتّعون بخدمات الصحة والتعليم والخدمات الأخرى كما يتمتع بها المواطن المصري.. لم تلجأ مصر إلى فتح المُخيّمات والمعسكرات للسودانيين، ولم يُعاملوا كلاجئين برغم أنّ مئات الآلاف دخلوا مصر آمنين دون أوراق ثبوتية، وبعضاً منهم نقلوا اعمالهم وزاولوا نشاطهم التجاري والصناعي بتكلفة أقل مما كانوا في السودان، وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قرارات تَمّ بموجبها إعفاء الغرامات المالية للمُخالفين لقوانين الهجرة والإقامة.

الخبر (المُفبرك) مُحاولةٌ يائسةٌ لزعزعة الثقة بين الشعبيْن، هذه العركة المفروضة على الشعب السوداني، صَمدَ فيها الشعب المصري مُؤازراً ومُواسياً للسودانيين الوافدين، وهو ما يشاهد ابتداءً من المعابر، ولا يُقلِّل من هذا تأخُّر إنجـاز بعض المُعاملات، بدليل عدم توقيع أي جزاءات عقابية ينص عليها القانون.

الشكر لمصر حكومةً وشعباً، والتقدير والامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسي.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.