حمدوك ونسج خيوط المحادثات الخفية!

وسط الصراع المحتدم في السودان بين الجيش تحت قيادة الفريق أول  عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بإمرة “حميدتي”، تتوالى المعلومات حول مسودات مصيرية تشكّل ملامح الغد السوداني خلف الستار. أصداء تسريبات تكشف عن مواجهات دبلوماسية وتفاهمات بين الأحزاب السياسية السودانية ودول مؤثرة، قد تخلط الأوراق وتعيد ترتيب الأدوار على الساحة القيادية.

عرّاب معاهدات الظل
تقارير إعلامية عربية أضاءت على لقاءات وُصمت بالسرية جمعت عبد الله حمدوك، رأس حركة تنسيقية القوى المدنية “تقدم” بمسؤولين رفيعي المستوى من الجانب الأمريكي، على رأسهم مولي في، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، على أرض إثيوبيا في 13 فبراير الماضي. حيث تم الترتيب لاستضافة مؤتمر باريس الدولي بشأن السودان، حيث كان تمثيل حركة “تقدم” هو الأبرز.
يُشاع أن هذه المساعي وُضعت لتعبيد طريق حكومة مدنية تحت لواء حمدوك، تحتضنها مظلة العم سام. وتتردد عبارات حول تشكيل قوة عالمية لحفظ السلام بالسودان، تحت إشراف حمدوك كرئيس وزراء. هذا المنحى يهدف لضمان استقرار البلاد وبلوغ انتقالها نحو الديمقراطية، وهذه القوة من المتوقع أن تُسحب بمجرد إجراء الانتخابات.
كما برزت مقترحات لربط جسور التعاون بين حركة “تقدم” وحزب المؤتمر الوطني الإسلامي، بهدف صياغة جبهة قوية تضمن تحقيق نسبة انتخابية عالية تدعم شرعية الحكومة المقبلة. في الوقت ذاته، سُلط الضوء على أن واشنطن وحمدوك لا يمانعان في الاحتفاظ بالبرهان على كرسي مجلس السيادة، ما دام سيشارك الصلاحيات مع رئيس الوزراء المنتظر.

حميدتي في مواجهة المجهول
من جهة أخرى، تنبأت بعض التسريبات بأن مخططات “تقدم” تتطلّب نسج علاقات مع حميدتي والميليشيا التي يتزعمها، لكن ذلك لا يضمن ديمومتهم في المشهد السياسي. بالتالي، يخيم على مستقبل “حميدتي” غيمة من التوجس، إذ قد يُستثمر كورقة رابحة في تحقيق مكاسب معينة ثم يُكشف عنه كجانب مظلم يستدعي مساءلته أمام المحكمة الجنائية الدولية.
باحثون في الشؤون السودانية، رجحوا أن حمدوك باعتباره حامل لواء المصالح الغربية، يُعد جسراً لمشروع قد يتحول لاحتلال مقنع يسعى إلى استغلال ثروات السودان وتحقيق أجندات أجنبية، وذلك بدعوى حماية الأمن والنظام. وبينوا أنّ مساعي حمدوك قد تُفضي إلى تأميم قطاع تعدين الذهب، مما يصير في مصلحة الدول الخارجية، وهذا ما يُهدد المصالح المالية لـحميدتي.
وحث الباحثون القوى السياسية والعسكرية، على توخي الحذر من الانقياد وراء هذه اللعبة السياسية التي قد تجرفهم إلى موقف الضحية بعد فترة، ويروا أن الموقف الحالي هو تكرار لما سبق وفعله حمدوك حين أنيطت به مهمة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة، ما زاد التوترات العسكرية – المدنية فيما مضى.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.