حركة السودان الأخضر تُوجِّه (5) نداءات مهمة للشعب والسياسيين والجيش والدعم السريع والدول التي تدعم الحرب

النداء الأول:
إلى شعبنا الأبي

ندعوكم إلى الوحدة والتكاتف والمحبة والسلام لنعيش في وئام وأمان ونعمر بلدنا ونخضرها بسواعدنا ونأكل من عرق جبيننا، ونمتلك ناصية قرارنا الوطني، ونقفل باب التدخلات الأجنبية للأبد.. لقد جاءت هذه الحرب نتيجة لتفرق كلمتنا وعدم إجماعنا على ثوابت وطنية.. وفي كل يوم جديد، نتشرذم إلى فرق ونوزع الصكوك على بعضنا، وننشر المزيد من الكراهية والبغضاء.. لتأكل بعدها الأخضر واليابس، من ثم ينتشر الفقر والمرض والجوع، ويكثر النزوح واللجوء.. ولا تتوقف الحروب والنزاعات.
إنّ قوتنا في وحدة كلمتنا، وفي تواثقنا على ثوابت وطنية، وعقد مواطنة جديدة يبين بوضوح الحقوق والواجبات.. وفي اتجاهنا بثبات نحو الإنتاج الإبداعي والتنمية المستدامة، والتحول من شعب فقير متسول إلى شعب يكون حقاً سلة غذاء العالم.
إن مشاكل الصراع حول السلطة والثروة لا يمكن حلها بدون مشاركة أصيلة للشعب في الحكم والإدارة في كل ربوع الوطن.. لذلك ندعوكم لتسلم حكم وإدارة البلاد عن طريق مجالس بلدية وريفية منتخبة من قواعدكم في كل قرية وحي وحارة، ومن ثم التصعيد إلى مجالس أعلى وصولاً للمجالس التشريعية الولائية والقومية التأسيسية التي تختار الحكومات الولائية الانتقالية وحكومة السودان الانتقالية، وتؤسس لسودان السلام والمَحَبّة والخضرة وفقاً لبوصلة التنمية المستدامة التي تظللها الحوكمة البيئية.

إننا ندعو الشعب السوداني بكافة قطاعاته وفئاته إلى مُصالحة مجتمعية قاعدية شاملة.. تقوم على التراضي والشفافية، والتسامي فوق الجراح، وتغليب المصلحة الوطنية، مع العمل على جبر الضرر وتعويض الضحايا.

مصالحة مجتمعية قاعدية شاملة؛ لا تسقط العدالة والحقوق.. وترصف الطريق للسلام والتنمية المستدامة.
ان المصالحة المجتمعية القاعدية الشاملة؛ لا تعني مطلقاً الإفلات من العقاب وعدم المحاسبة، ولكنها تستفيد من التجارب الإقليمية المشابهة مثل جنوب أفريقيا ورواندا.. ومدى ملائمتها لبيئتنا.

النداء الثاني:

إلى الأحزاب والمنظومات والحركات السياسية والعسكرية
لقد أدى الفشل الذريع في إدارة وحكم البلاد إلى واقع مُـزرٍ يشاهده جميع العالم، وفقر وصراعات وتشرذم وخلافات، وأصبحنا دولة متسولة وفاشلة، وفي قاع الأمم، وتراكمت وتدرّجت حالة الفشل حتى وصلنا للحرب العبثية المدمرة.. فإنّ المواطن في كل أنحاء السودان ضحية لسُـوء الإدارة والحكم وسيادة بيئة التلاوم.. لذلك ندعوكم للآتي:
١/ أن تتوقّـف كافة منظوماتكم منفردةً أو متحالفة عن الصراع والنزاعات والتشاحن وبث روح العداء والكراهية وما شابه ذلك بكافة أنواعها وأشكالها.
٢/ أن تبتعد كافة منظوماتكم عن المشاركة في حكم وإدارة السودان خلال الفترة الانتقالية، والانخراط في العمل على تنظيمها وتأسيسها ديمقراطياً، ومن ثَمّ التجهيز لخوض الانتخابات بكافة مستوياتها.
٣/ الابتعاد عن التواصل أو الاستعانة بالحكومات الأجنبية فيما يمس السيادة الوطنية واستقلالية القرار السوداني، والحرص على سلامة الوطن إنساناً وحدوداً وموارد.
٤/ على كافة الحركات المسلحة القيام بحصر القوات، وجمع الأسلحة والعتاد استعداداً لتسليمها، ومن ثم تملكيهم الأراضي ووسائل الإنتاج، للاتجاه إلى التنمية المستدامة، وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم ولأسرهم: بدل البندقية طورية.. وبدل الدبابة كتب وكراسات وأقلام.

النداء الثالث:
إلى قيادة القوات المسلحة السودانية

١/ ندعوكم للتنحي عن الحكم وتسليمه لحكومة (جسر) مكونة من خبراء مستقلين مشهود لهم بالكفاءة وحُسن السيرة والمسيرة.. وتكون مهمتهم الأساسية هي الإشراف على انتخابات المجالس البلدية والريفية في كل أنحاء الوطن، ومنها يتم التصعيد للمجالس الأعلى (من القرية، للمدينة، للمحلية، للولاية) وصولاً للمجالس التشريعية الولائية الانتقالية، التي تصعد بدورها من عضويتها للمجلس القومي الانتقالي.. ويقع على عاتق تلك المجالس اختيار الحكومات الولائية الانتقالية، وحكومة السودان الانتقالية، والتأسيس لسودان المستقبل (الدستور، الانتخابات، نظام الحكم ..الخ).. ونقترح أن تتشكّل الوزارات الولائية والمركزية خلال الفترة الانتقالية التي تعقب حكومة (الجسر) من مجلسين من الخبراء والعلماء المختصين:
مجلس تنفيذي يقوده الوزير ويتخذ فيه القرار ديمقراطياً، ومجلس استشاري للوزارة، وتكون المهمة الأولى هي بناء نظم الحوكمة والرقابة في كافة مؤسسات الدولة، استعداداً للبناء وإعادة الإعمار على أسس علمية ومنهجية.
٢/ وأيضاً ندعوكم للتنحي عن قيادة الجيش وتسليم القيادة إلى هيئة أركان من ضباط وطنيين مهنيين لا علاقة لهم بأي حزب أو منظومة سياسية ويمثلون كافة أنحاء الوطن.
٣/ التوقف فوراً عن تدمير البنية التحتية، مثلما حدث مؤخراً فى مصفاة الجيلي، والذي سوف يدفع ثمنه المواطن من كافة النواحي: فإنه يمثل كارثة بيئية وصحية سوف تؤدي إلى أمراض خطيرة حاضراً ومستقبلاً، وخسارات اجتماعية وسياسية واقتصادية ضخمة، أولها فشل المؤسم الزراعي ومن ثم خطر المجاعة المُحدق بنا.
٤/ التوقف عن كافة أنواع الممارسات التي لا علاقة لها بالجيوش الوطنية المهنية.

النداء الرابع:
إلى قيادة قوات الدعم السريع

لقد كشفت هذه الحرب بوضوح أنّ قواتكم تقوم بنشر روح الكراهية والعنصرية وبندقيتها موجهة بشكل أساسي إلى المواطنين وسفك دمائهم، وتهجيرهم قسرياً، واحتلال دورهم وأراضيهم، وهتك أعراضهم، ونهب ممتلكاتهم، إلى جانب التطهير العرقي الموثق.. وحتى ممارسة الرق واختطاف الفتيات. ومؤخراً أصبحت قواتكم تختطف المدنيين وتطلب “فدية” مقابل إطلاق سراحهم!؟..
إن تلك الممارسات إلى جانب علاقاتكم بحكومات أجنبية تسرق مواردنا وتطمع في احتلالنا، ساقت المواطن السوداني إلى روح الكراهية والتشفي والانتقام، ومن ثم ظهور ممارسات ترصف الطريق إلى حرب أهلية شاملة، الخاسر فيها الجميع.
إننا ندعوكم إلى التنحي وتسليم الأسلحة والعتاد إلى هيئة أركان الجيش المذكورة أعلاه.
وأيضاً إطلاق سراح جميع المختطفين والأسرى والمعتقلين.. وإخلاء دور المواطنين والمؤسسات الخاصة، والمؤسسات والمرافق العامة المرتبطة بحياة المواطنين.
إن السلام فعلاً وليس قولاً كما ترددون يبدأ بضبط سلوك قواتكم التي ترتكب الفظائع وتتفاخر بها.. ومن ثم الاندماج في مسيرة التنمية المستدامة وفقاً لمبادرة حركة السودان الأخضر التي تتبنى دمج حملة السلاح في التنمية المستدامة.

النداء الخامس:
إلى كافة الدول التي تؤجج الحرب في السودان وتساعد على استمرارها بالإمداد بالقوات والأسلحة.

ندعوكم للتوقف فوراً عن تدمير بلادنا، وسفك دماء شعبنا، ومساعدة المعتدين، على نهب أراضيهم وممتلكاتهم وهتك أعراضهم وتهجيرهم قسرياً. فإن ذلك عمل يتعارض مع الإنسانية وكافة الأديان وحُسن الخلق وجميل الأعراف والتقاليد، ويؤدي إلى تنامي روح الحقد والتشفي والتطرف بين الشعوب المحبة للسلام في جوهرها.. مثل الشعب السوداني الأصيل.. نرجو أن تتوقفوا فوراً عن هذا الفعل المشين والعمل اللا أخلاقي واللا إنساني، والذي بلا شك سوف تكون عواقبه وخيمة على استقرار المنطقة وسلامة شعوبها.. والتاريخ لا يرحم ويوثق لكل ذلك ولم يعد شئ خافياً على المواطن السوداني، الذي تدفعونه إلى التطرف والانتقام.
قبل الختام ننوه بأن هذه النداءات الخمسة تشمل أيضاً الإدارات الأهلية التي تساهم في هذه الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر.. ونطالبها بتوقيف أبنائها ومحاسبتهم وإرجاعهم للحق.. وأن يسود خطاب المحبة والسلام.. فإنه لا حاضر ولا مستقبل، مع تلك الممارسات واستقبال المنهوبات بغناء الحكامات.. ولنرجع جميعاً لصوت الحكمة والحق والسلام.
ختاماً، ندعو الجميع وبدون استثناء، للجلوس للتفاوض وحوار الشجعان لتنفيذ ما جاء أعلاه، وتسليم السلطة كاملة لأصحابها الحقيقيين وهم الشعب السوداني في كل أرجاء الوطن، الذي نأمل أن نراه دوماً وطناً حراً أبياً متحداً في فيدرالية تمكن الجميع من المشاركة في الحكم والإدارة.

GreenSudan Movement حركة السودان الاخضر
٣٠ مايو ٢٠٢٤م
*هذه النداءات مفتوحة للجميع افراداَ وتنظيمات، للتوقيع عليها بالموافقة

التوقيعات:

١/ حركة السودان الأخضر
٢/ جبهة دعم الثورة السودانية & فريق دعم الثورة
٣/ جبهة دعم المصالحة المجتمعية القاعدية الشاملة
٤/ التنسيقية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.