سلطان دار مساليت لـ(السُّوداني): المؤامرة لم تكتمل.. وإعلان دولة دارفور مربوط بسقوط الفاشر وهي صامدة وستصمد

*حزب الأمة القومي أصبح جناحاً للدعم السريع
*تشاد داعم أساسي ورئيسي للتمرد في السودان
*في رأيي ما حدث (…..) نتاج ضعف الدبلوماسية السودانية!

شارك الخبر

بورتسودان: سوسن محجوب

قال سلطان دار مساليت سعد عبد الرحمن بحر الدين، إن إعلان الدعم السريع حكومة من دارفور مرهون بسقوط الفاشر، وأضاف أن حرص قادة الدعم للسيطرة على الجنينة تم التخطيط له منذ وقت طويل ولم تنتبه الحكومة لذلك. وانتقد بحر الدين في حوار له مع (السوداني) أداء الدبلوماسية، لكنه أشار إلى جهود بعض أبنائها.

 

*قلت إنك أحبطت مؤامرة لإعلان دولة دارفور من داخل مؤتمر باريس منتصف يناير الماضي، كيف كان شكل تلك الدولة؟

الكل يعلم بوجود تكالب من دول إقليمية ومجاورة وأخرى في الاتحاد الأوروبي أو أوروبية، وبدأ منذ شهور خلت، كانت البداية في لقاءات تمت في إحدى دول الجوار وتوجت بمؤتمر “توغو” فى يوليو 2023 وتمت دعوتي للمشاركة فيه، وكان بداية لتنفيذ ما دبر ورسم وخطط لتفتيت وتمزيق وتجزئة وتقسيم السودان، واستمر التآمر على السودان وتبعه عدد من اللقاءات، جمعت أبناء السودان ــ للأسف كآلية لتنفيذ المخطط، ودعينا بعد ذلك بأحكام وأجندة مختلفة، استحسنا المؤتمر في البداية لأنه يتحدث ـــ حسب أوراق الدعوة للمجتمع المدني عن القضايا الإنسانية، لكن للأسف تفأجات ــ ومن خلال المعلومات التي تحصلت عليها بطريقة خاصة من بعض المؤتمرين، بوجود جند سياسي ــ وأعتقد ليس كل المشاركين على علم بذلك، حتى يصبح أمرا واقعيا ويجاز داخل القاعة ثم يتم التداول فيه ويذهبوا إلى ما يبتغونه، والمنصة ذكرت ما سيطرح، وهو “الجند السياسي” ثم الإنساني.

 

*لم يعترض أحد من المشتركين؟

بعد التعارف للحضور، لم يتناولوا بالإيجاز أو الرفض للأجندة التي طرحت ما يؤكد أن البعض على علم بذلك ــ عدا أنا، رفضت تناول قضية السودان سياسياً بهذا الشكل وأكدت أن الجند السياسي حسب ما توفر لنا من معلومات يتصل بشأن دارفور وشأن تقسيم السودان، ويبدو انهم تأثروا بحديثي ورفعت الجلسة. لكن
المؤامرات مستمرة، لكن شرفاء السودان يتصدون لها حتى لا يتجزأ بلدنا ويختفي من خارطة العالم.

 

*كيف كان شكل الطرح فيما يتعلق بدارفور، هل دولة منفصلة؟، أم إقليم بنظام كونفدرالي؟

لم يتم التداول حول هذا الأمر، “قُتل في مهده”، وأكيد كانت هناك رؤية حول كيف تحكم دارفور أو أي ولاية أخرى في السودان تنفصل.

*هل هناك قيادات من دارفور وافقت على تلك الأجندة السياسية؟

أكيد، الشغالين، هم أبناء السودان، نحن لا نقول أبناء دارفور، هم أبناء السودان والسودان للجميع، كما أن القضية ليست قضية أبناء دارفور، بل أبناء السودان جميعهم، عليهم أن يدافعوا ويتصدوا لكل مؤامرة لتقسيم السودان، ولكل دور يقوم به سواء قادة سياسيين أو أهليين.

 

*لماذا لم يتجاوب المجتمع الدولي مع ما تم من مجازر وإبادة جماعية في الجنينة بذات حجم تفاعله مع مجازر وإبادة حرب 2003؟

لأسباب سياسية، قبل أن تكون أي أسباب أخرى، وللأسف الشديد، أصبحت الأمور الإنسانية ترتبط بالشؤون السياسية، وترتبط بأهواء البعض وأطماع الدول، وللأسف ما حدث في الجنينة كارثة كبيرة جداَ لم يتطرق لها الإعلام حتى الآن في أجزاء كبيرة منها بسبب الأوضاع الأمنية وليست تقصيراً منه، الجنينة تعرضت لكل أنواع الانتهاكات، وتجاوز للأعراف، قتل بالجملة، دفن للأحياء، اغتصاب، تهجير، تدمير البنى التحتية، ولكن أهل الجنينة تصدوا لهذه الهجمة من الوهلة الأولى قابله هذا الهجوم الكبير من الدعم السريع.

*لماذا الجنينة؟

مخطط الجنينة لم يبدأ البارحة أو قبله بيوم أو يومين، كان يدرس بخطوات كبيرة وعميقة وما شوهد أو سمع من اختراقات ـــ حقيقة حدثت للكثير من “القيادات العسكرية أو السياسية” كان نتاجا لذاك التخطيط، الجنينة كانت واحدة من المناطق الاستراتيجية بالنسبة لهم وكان لا بد من تأصيل وجودهم فيها ليتخذونها منصة انطلاق، كما هي اليوم، ينطلق منها الدعم اللوجستي من إخلاء للجرحى، وكل أنواع الدعومات لباقي المتمردين في أنحاء السودان، الحكومة وقتها لم تفطن لهذا الأمر بالشكل المطلوب، وفي النهاية نقول كله مقدر من الله، لكن علينا أن نعد العدة ونقاتل الذين يقاتلوننا ونجلس للتفاكر حول كيفية حل هذه الأزمة.

 

*ما هو العدد الحقيقي لضحايا الجنينة؟

الإحصائية التي ذكرتها الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة هي “15” ألف شهيد، معظمها من النساء والأطفال وكبار السن، لكن قد تزيد مما ذكر، لكن هذا الرقم هو المثبت في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة.

 

*برأيك وبعد فشل الجنائية في تقديم المتهمين في حرب دارفور الأولى 2003 هل تتوقعون منها تحقيق العدالة لضحايا 2023؟

كما ذكرت، هو أمرٌ مسيس تجاه ما يقومون بهذا، في 2003 كانت الإنقاذ، الآن في 2023 كانت قحت، الأضرار التي وقعت علينا في الجنينة منذ العام 2019 حتى العام 2022 كثيرة جداً وتفوق كثيراً جداً ما حدث في 2003، لماذا لم يحاسب من ارتكبوا تلك الجرائم من قتل بأعداد كبيرة جداً ونزوح وتهجير وانتهاك كبير جداً لحقوق الإنسان في “الجبل ون و تو”، ومسترى ونو، تو وثرى، وكرينق ون و تو”، كلها تعرضت لانتهاكات جسيمة وكبيرة جداً منذ 2019 وتفقير لمجموعات، وتهجير اللاجئين منذ 2003 واستمروا في معسكرات دائمة، لماذا لم يتم إرفاق هذه الفترة مع الفترة 2003 ومحاكمة المتهمين في كل تلك الجرائم!؟.

 

*إذن هل تتوقع منها أن تحفظ حقوق الضحايا هذه المرة؟

نتطلع لذلك ونأمل أن تقوم بدورها كاملاً، وتحقق العدالة في الانتهاكات التي حدثت في السودان عامة ودارفور خاصة، ان تُدين وتُجرم الذين جنوا على أهل السودان ودارفور وأهل الجنينة، وأحسب الأمر يسير بصورة جيدة، وعندما تكتمل التحريات في شهر يوليو سيتم وضع الملف في منضدة جهة الاختصاص.

 

*قادة من دارفور يتحدثون عن شروع دولة أوروبية في إنشاء طريق مسفلت يربط الجنينة ـــ ادري التشادية؟

هي ليست دولة وإنما منظمة، والكثير يعلم أن الكثير من المنظمات عملها أمني استخباراتي، هناك “شائعات” بأنّ إحدى هذه المنظمات تعمل على صيانة الطريق ما بين الجنينة ـــ ادري في تشاد، وهذا أمرٌ طبيعي جداً بعد أن أصبحت الجنينة نقطة إمداد وتواصل مع دولة تشاد وهي دولة داعم أساسي ورئيسي للتمرد في السودان.

 

*لماذا لم يعلن الدعم السريع حكومة من دارفور رغم أنه يسيطر عليها ـــ عدا الفاشر؟

ليحكم من؟، دارفور الآن شبه خالية من السكان، معظمهم هاجروا إما إلى الفاشر، أو لاجئين في دول تشاد، جنوب السودان، يوغندا أو في ليبيا، سواء كانوا من جنوب دارفور أو غربها أو وسطها أو حتى من شرق دارفور، بالتالي المؤامرة والعملية لم تكتمل وإعلان دولة دارفور مربوط بسقوط الفاشر وهي صامدة وستصمد حتى تتم نظافة دارفور من التمرد.

 

*ما تقييمكم لدور القوى السياسية تجاه ما حدث في الجنينة؟

للأسف الشديد دور سلبي جداً.. مثلاً حزب الأمة القومي الذي لديه قاعدة كبيرة في دارفور؛ أصبح جناحا للدعم السريع. لم نحس بأي نوع من التعاطف منهم، ولم نحس بأي شكل بأنهم حاضنة أو شعب يتبع لنا من إخواننا في حزب الأمة، وفي النهاية هم أحرار في كيفية تنفيذ مصالح وبرامج حزبهم، وكيف يحافظون على استراتيجيته، ولكن نقول إنهم على الطريق الخطأ، وهو حزب كبير ورائد وقائد وحكم في آخر انتخابات ديمقراطية بالأغلبية، ولكن بهذا المنهج الذي يقوده “برمة ناصر” وآخرون من أبناء الإمام الشهيد أحسب أنه ليس الطريق الصحيح، ونتمنى أن يُقوّم.

 

*برأيك لماذا كان دور الاتحاد الأفريقي خافتاً تجاه حرب السودان؟

صحيح هي مؤسسة إقليمية، لكن عليها الكثير جداً من المآخذ بخصوص تعاملها مع السودان، وليست الجهة المحايدة التي يمكن تفض أي مشكلة، وعاقبت السودان واستقبلت المتمردين، ولا نتوقع منه شيئاً أكثر، وفي رأيي ما حدث نتاج ضعف الدبلوماسية السودانية، ونأمل أن تكون هناك مراجعة لهذه الدبلوماسية، سواء كانت رسمية أو شعبية، وأن يقوم كل شخص بدوره في عرض قضايا السودان في المنابر الدولية والإقليمية.

 

*بعيداً عن الموقف الفرنسي، ما هو تقييمك لأدوار الدول الأوروبية الأخرى؟

حتى فرنسا من حقها أن تراعي مصالحها، لكن ليست بالشكل الذي حدث في السودان، كلها لها مصالح دولية سواء في الجانب الاقتصادي أو الأمني، والأوروبيون يتمتعون بنزعة إنسانية والكثير الذي يقدم للمنظمات وتقدمه الآن في شكل خدمات إنسانية يأتي من الدول الأوروبية، والأوروبيون يستغلون موارد أفريقيا، وبالتالي لديهم مصالح استراتيجية واقتصادية كبيرة جداً في هذه القارة، ولا بد من أن يطورونها، شريطة أن لا يكون هذا التطوير بالتعدي على الناس، وأن تحابي على جهة من الجهات مقابل تطوير مواردك بالشكل الذي حدث في السودان، وأنا لا أعيب كثيراً على السياسات، لأن المصالح المرتبطة بالدول تختلف وتقييمها يختلف من شخص لآخر، لكن لدينا عتابٌ كبيرٌ على بعض بلدان الاتحاد الأوروبي، وكثير من دول الاتحاد معتدلة، ويخافون الله في الشأن الإنساني، وقدموا تعهدات والتزامات حوله.

 

*ما رأيك في دور مجلس الأمن وجلساته حول إنتهاكات الحرب في السودان ومجازر الجنينة؟

التقارير التي وردت لمجلس الأمن موثوقٌ فيها ومن أطراف تتبع لها وأيضاً تحتاج لجهد من حكومة السودان والدبلوماسية السودانية، وأرى أن الدبلوماسية بدأت الآن تنشط، بعض الأبناء ومن يمثلون السودان من هذه المؤسسة العريقة، لهم دور فاعل ونشاط واسع ولديهم معلومات ثرة بثت كلها، والآن هناك الكثير من المعلومات التي جمعت وسوف تعرض لهذه الموسسة من أجل عمل تدابير وخطة عمل وبرامج حتى يتحركوا خلال الفترة المقبلة.

 

*كم عدد من تبقى في ولاية غرب دارفور؟

تعداد ولاية غرب دارفور قبل الحرب مليون و300 ألف نسمة، معظمهم الآن ـــ نحو 800 ألف، ومن مختلف قبائلهم لاجئين في تشاد ودول الجوار الأخرى، وقليل منهم أجبر على العودة بسبب ظروف اللجوء السيئة جداً.

 

*لماذا يتمسك الغرب ومنظمات غوث بفتح معبر أدري ـــ الجنينة تحديداً؟

الحكومة فتحت معابر، منها معبر الطينة الحدودي مع تشاد، ومن خلاله يمكن أن تصل المساعدات الإنسانية إلى كل ولايات دارفور، غربها ووسطها.. ولا استبعد وجود أجندة لهذه المنظمات وعمل استخباراتي لصالح دولهم، في هذا المعبر.

شارك الخبر

Comments are closed.