البرهان وموعد إعلان الحكومة الجديدة!

تقرير: سوسن محجوب

قالت تقارير إعلامية، إنّ رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان أمهل قوى سياسية تصطف معه ــ اجتمع بها أواخر يونيو المنصرم بمدينة بورتسودان ــ أسبوعين لتقديم رؤيتها بشأن حكومة يعتزم تشكيلها بقيادة تكنوقراط، وتأتي خطوة البرهان في ظل تطورات متسارعة على جبهات القتال، أبرزها سقوط سنجة على يد قوات الدعم السريع ووصولها حتى الدندر ومحاصرتها مدينة سنار. 

 

تصريف أعمال 

وتدير الحكومة القائمة الآن، شؤون البلاد بتكليف من رئيس مجلس السيادة البرهان في يناير من العام 2022، بينهم وزراء يمثلون الحركات المسلحة، تنفيذاً لاتفاق سلام جوبا، ومؤخراً أجرى فيها البرهان تعديلات بإنهاء تكليف وزراء وتعيين بدائل لهم أبرزهم وزير الخارجية. وتواجه حكومة تصريف الأعمال تحديات منذ تكوينها، مروراً بدخول البلاد في أتون حرب منذ منتصف أبريل من العام المنصرم.

 

مساعٍ حثيثة

ويرى وزير الخارجية السابق السفير إبراهيم طه أيوب ان الفريق أول البرهان ظل يسعى لتكوين حكومة جديدة منذ إطاحته ورفقائه بحكومة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام 2021، حتى حلول الحرب منتصف أبريل من العام المنصرم. ويضيف في حديثه لـ(السوداني): “من الواضح ان السبب المنطقي فى هذا الفشل يعزى إلى التشرذم الذي تمتاز به هذه الفترة، إذ أنه لم يتم الحفاظ على مبادئ الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام عمر البشير، وبالتالي فإن الوزراء المكلفين لا ينفذون إصلاحات حقيقيّة عبر وزاراتهم تحقق شعارات الثورة وتلبي تطلعات المواطن في توفير الخدمات التي ظل يبحث عنها وخرج من أجلها”.

 

عقبة الوثيقة الدستورية

ومنذ سقوط الرئيس عمر البشير في العام 2019، تشكلت حكومتان برئاسة د. عبد الله حمدوك. ويقول مراقبون إنه في حال مضى البرهان في طريق تسمية رئيس وزراء، فإن هذا الإجراء يتطلب موافقة مجلسي الوزراء والسيادي وفقاً لما نصت عليه الوثيقة الدستورية التي جُمد فيها الكثير من البنود عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، خاصة المتعلقة بقوى الحرية والتغيير.

 

وقف الحرب أولاً 

في المقابل، يلفت الباحث في الشؤون السياسية د. الفاتح عثمان، إلى أنه وقبل ان يمضي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس وزراء مدني لقيادة الفترة الانتقالية، اذا به يفاجئ الرأي العام السوداني بإجازة مبادرة لإنهاء القتال في السودان عبر حوار “سوداني ــ سوداني”، يتم فيه إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار. ويضيف في حديثه لـ(السوداني)، إن مبادرة مجلس السيادة التي أعلنها نائب رئيس المجلس مالك عقار ــ وان كانت قديمة لكن طرحها حالياً، يبرهن على رغبة السيادي في التفاوض لكن عبر حل سوداني ــ سوداني، وتوقع ان يتم تأجيل تكوين الحكومة الآن.

 

أزمة تكنوقراط

ويشير أيوب مواصلاً حديثه، الى ان البرهان عجز في ان يفي بوعده المتكرر بأنه سيعمل على تكوين حكومة قومية قوامها وزراء فنيون تكنوقراط مستقلون لا ينتمون لأي تنظيم سياسي أو عقدي، وأضاف: “اتضح له أنّ مثل هؤلاء الرجال أندر من لبن الطير، وأنّ من يتحالفون معه في الحقيقة، لهم انتماءاتهم الخاصة وانهم غير مستقلين، لذلك من الصعب وجود كفاءات مستقلة يستعان بهم في تكوين الحكومة المستقلة بعيداً عن أي خلفيات حزبية”، ومضى في القول: “الذين يبحث معهم الآن فهم إما ينتمون للأحزاب السياسية البالية او يتحالفون مع التنظيمات القبلية أو الإقليمية أو النظارات التقليدية وكثير من الأسماء المتداولة الآن لا يمكن تعيينها”.

 

حكومة المهام الصعبة

ويمضي د. الفاتح إلى أنه مهما يكن، إلا أن الوضع الماثل يتطلب تكوين حكومة قوية وبمهام محددة ولدى طاقمها القدرة على تقديم اختراقات حقيقية لإدارة أزمات وتداعيات الحرب داخلياً وخارجياً، إذ يعاني السودان من عزلة حقيقية حالياَ بسبب الإمارات التي تضغط على كل الدول بعدم التعامل مع الحكومة السودانية وعدم بيع السلاح لها وتحاول في المحافل الدولية منع السودان من تقديم اتهام رسمي ضدها، لذلك فإنّ تشكيل حكومة جديدة مطلوب للعمل على فك الحصار وليتفرغ البرهان ونوابه للحرب، خاصة وانها قد اشتد أوارها وباتت تتطلب جهداً كبيراً للتحكم فيها وتحقيق النصر.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.