د. الشفيع خضر: المسؤولية الأكبر والرئيسية في وقف الحرب تقع على عاتق القوى المدنية السودانية فهي المناط بها تصميم وقيادة العملية السياسية

القاهرة: السوداني

قال ‏د. الشفيع خضر، رئيس مجلس أمناء فكرة للدراسات والتنمية، في افتتاح مؤتمر القوى السياسية والمدنية المنعقدة في القاهرة، إن الطرفين المتقاتلين قد يصلان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والقتال، ولكن ليس باستطاعتهما وحدهما وقف الحرب ولا يمكن أن يحددا فقط مصير السودان ومستقبله.

وشدد د. الشفيع، على أن المسؤولية الأكبر والرئيسية في وقف هذه الحرب المدمرة تقع على عاتق القوى المدنية السودانية، لأنها هي المناط بها تصميم وقيادة العملية السياسية التي بدونها لن تضع الحرب أوزارها. وجوهر العملية السياسية يبدأ بصياغة الرؤية لوقف الحرب، والتي في قمة أولوياتها مخاطبة المأساة الإنسانية الراهنة والمتفاقمة في البلاد، وخاصةً مناطق النزوح، وفي المعاناة الجسيمة في مواقع اللجوء، بالإضافة إلى الإجابة على العديد من الأسئلة الجوهرية الأخرى كالمساءلة والمحاسبة بالنسبة لجريمة اندلاع الحرب وما صاحبها من إنتهاكات، وكذلك أسئلة إرساء ملامح فترة انتقال بقيادة مدنية لا تشوه بأن تختصر فقط في اقتسام كراسي السلطة، وإنما تكتسب طابعاً تأسيسياً عبر مخاطبتها لجذور الأزمة السودانية والأسباب الجوهرية لاندلاع الصراعات والحروب في البلاد، ومنها هذه الحرب المدمرة.

وتقدم الشفيع بالشكر الى مصر حكومةً وشعباً على دعمها ومساندتها الشعب السوداني في محنته المأساوية، مؤكداً على ثقته بأنها لن تبخل بالمزيد.

وقال: “شكراً مصر وهي تأخذ زمام المبادرة لتنظيم هذا اللقاء الأول من نوعه منذ اندلاع القتال في السودان، والذي ظل السودانيون مع كل صباح دامٍ من صباحات الحرب، يتطلعون إلى قياداتهم السياسية والمجتمعية، علّها تفك شفرة توافقها حول رؤية موحدة لكيفية إسكات البنادق والانتقال بالبلاد إلى مربع السلام والتحول المدني الديمقراطي وفق مسار ثورة ديسمبر العظيمة”.

مضيفاً: “إن القوى المشاركة في هذا المؤتمر، يعني أنها تقف على ذات ضفة الوطنية ورفض الحرب، وأنها على قناعة بأن الوطن كله أصبح في مهب الريح، وأن خطراً داهماً يتهدد الجميع، وأن ما يجمع بينها من مصالح في الحد الأدنى الضروري للحياة في سودان آمن، أقوى مما يفرقها، وأنها لا بد أن تلتقي وتعمل بجدية وإخلاص لتمنع انهيار الدولة السودانية، ولتتماهى مع حلم الشعب السوداني اليوم في وقف الحرب وبسط السلام واستكمال ثورته ورتق جروح الوطن. وكل هذا لن يتأتى إلا بتوفر الإرادة القوية والرؤية الصحيحة عند هذه القوى، وبقناعتها بأن وقف الحرب وإعادة بناء الوطن يحتاج إلى توسيع مبدأ القبول والمشاركة ليسع الجميع إلا من ارتكب جرماً في حق الوطن، فهؤلاء مصيرهم المثول أمام العدالة”.

وأكد الشفيع أن الشعب السوداني لا ينتظر ولن يقبل أن تغرق مناقشات المؤتمر في تكرار ما ظلت تتبادله، وتتناوش به في أحيان كثيرة، مخاطبات القوى المدنية والسياسية، بل يتوقع أن يسعى المؤتمرون جميعاً لمضاعفة المشتركات ومواصلة سبر غور المختلف حوله، وأن لا تبدأ المناقشات من الصفر وإنما تُبنى على نتائج السمنارات وورش العمل العديدة التي جمعت القوى المدنية في الفترات السابقة.

ومضى في القول: “وباعتباره ضربة بداية، فليس من المتوقع أن يحسم المؤتمر كل القضايا المطروحة من أول وهلة، فهي قضايا تحتاج إلى إعداد ذهني وسياسي وسط الفصائل المختلفة المكونة للقوى المدنية والسياسية السودانية، وذلك من خلال عمل تحضيري واسع يشارك فيه الكل، وصولاً إلى لقاء ثان، أو عدة لقاءات، لحسم التوافق حولها. لذلك، ليس مفيداً نشحن المؤتمر بحمولة زائدة من القضايا الشائكة، ويستحسن في هذه المرحلة أن نخرج بالتأكيد على المبادئ العامة حول وقف الحرب عبر التفاوض، وأولوية مخاطبة الأزمة الإنسانية، والحفاظ على وحدة السودان، وعملية سياسية تؤسس لفترة انتقال تأسيسية، وأن نسعى للتوافق حول آلية للمتابعة والتحضير السياسي والذهني والتنظيمي للقاءات تالية مكملة. ولتكن بوصلة مناقشاتنا في المؤتمر أنّ الشعب السوداني ينتظر منا إجابات وجدية تواسيه في حزنه وتنعش آماله في وقف هذه الحرب المجرمة”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.