مالك عقار.. قصة غرام الدجاج والبيض

 🖋️ المهندس/ مصطفى مكي العوض

تصريحات سابقة لمالك عقار الرجل الثاني في الدولة السودانية قال فيها إنّهم لن يذهبوا إلى (جدة ولا جدادة) تعليقاً على منبر جدة الذي أطلقته المملكة العربية السعودية لحلحة الأزمة السودانية التي بلغت ذروتها باندلاع هذه الحرب اللعينة.

 

ولعل كل منصف يعلم الدور الكبير الذي قام به سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان في إدارة هذا المنبر أو التعجيل بإغاثة السودانيين المتأثرين بالحرب والنزوح وفتح الموانئ والمطارات السعودية لسفر آلاف العالقين الذين تقطّعت بهم السُّبُل بعد الحرب.

 

تصريحات مالك عقار أثارت سخرية الشارع السوداني والوسط السياسي والدبلوماسي كونها بأسلوب قاع المدينة الذي يجب أن لا يخرج من الرجل الثاني في الدولة، وكما فيها إنكار وجحود لدور المملكة وسفيرها في ما يقدمونه للسودان من عون كبير للسودانيين في محنتهم، بل إن مساهمات المملكة فاقت كامل المساهمات الأخرى مجتمعةً.

 

لم يمر كثيراً على تصريحات عقار تلك حتى تبنت حكومته منبر جدة كمنبر وحيد للتفاوض وظلت تطالب بالرجوع عليه.

في لقاء له بتلفزيون السودان اليوم، عرض مالك عقار بالسفير السعودي وهو بذلك يكون قد أساء للمملكة قبل سفيرها لأن أي مبتدئ في العمل الدبلوماسي والسياسي يعلم يقينا أن اي سفير لا يتصرف من تلقاء نفسه، إنما يمثل دولته وسياستها في البلد المعني. وكون أن هذه التصريحات تصدر من الرجل الثاني في الدولة عبر التلفزيون الرسمي هذا يعني أننا في أزمة عميقة لا يعيها المسؤولون عندنا ولا يقدرون حجم الضرر الذي يحدثونه للسودان والسودانيين بتدمير وتخريب علاقات السودان بأكبر الدول الداعمة للشعب السوداني.

 

سوء التقدير وفجاجة الأسلوب الذي يتفوه به كبار المسؤولين عندنا يوضح بجلاء سبب الأزمة السودانية، وإننا مقبلون على نفق أكثر طولاً وأشد ظلمة مما نحن فيه إذا استمر هؤلاء على كابينة القيادة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.