البلد دي ماشة على وين؟

أحمد المصطفى إبراهيم

بعض تطبيقات ومواقع الإنترنت عندما تدخلها للمرة الأولى تجد في أسفلها عبارة (الأسئلة الشائعة) وهي التي كثرت أسئلة الناس عنها وغالبا ستجد من بينها ما تريد أن تسأل عنه.
ومن الأسئلة الشائعة هذه الأيام (البلد دي ماشة على وين؟) ومنْ يستطيع أن يجيب على هذا السؤال؟
لكن السؤال المنطقي: أين غرفة التحكم؟ هل هي في الداخل أم إقليمية أم عالمية أم مشتركة بين الإقليمية والعالمية؟ يخطئ من يظن أن هذه الفترة كفترة أكتوبر 1964 أو أبريل 1985. في تلك الثورات كانت غرفة التحكم محلية والتواصل ليس سريعا بما هو عليه الآن ومحاور الشر محدودة وتتحرك في الخفاء وعلى استحياء اليوم محاور الشر سافرة الوجه وتتبجح ولا يهمها توكلها على الله من عدمه ما دام ترمب راضٍ.
الداخل غير متماسك والسياسيون هم السياسيون وكما قال فيهم المرحوم غازي سليمان (ليس هناك سياسي محترم)، جلهم إن لم يكن كلهم التسلسل عندهم معكوس: المصلحة الخاصة أولا ومصلحة الحزب ثانياً وأخيرا مصلحة الوطن. وجيل الشباب لا يعرف غير الوطن ولكنهم هم الآن أدوات بيد السياسيين.
إذا ما قال سياسي لا للحكم العسكري لقد لدغنا من جحرة عدة مرات ولم يفِ إلا مرة واحدة فهذا السياسي في ظاهره صادق، ولكن باطنه يقول دعونا نسبق الآخرين حتى نفصل من السياسات وقوانين الانتخابات والدوائر ما يمكن حزبنا و(ندقس) الآخرين.
هل يعلم هؤلاء السياسيون أن لعبتهم ستنكشف للشباب إن آجلا أم عاجلاً، والذي نجح في خلع من أسكت من حوله ولم يجرؤ من الحاشية والبطانة من يقول له: كفاك تنحَّ.. حواء السوان والدة. (لم نسمع غير أمين حسن عمر قالها) الذي أزاح المخلوع قادر على أن يزيح الأحزاب المتربصة ببعضها. هل يعلم ممثلو الأحزاب أن رصيدهم الشبابي قريب من الصفر والشباب يمثلون 60% من الشعب الآن. كل هؤلاء لم يسمعوا بجوازات الدخول إلى الجنة من شاكلة (من قطع مترا في هذه الغابة قطع الله له مثله في الجنة) ولم يسمعوا (من رآني دخل الجنة ومن رأى من رآني دخل الجنة)، هذه أحزاب الطائفية التي صارت عضويتها أهل البيت وبعض الأصدقاء، أما أحزاب اليسار واليمين فلم تخلف من التجارب ما يجعلها محترمة عند هؤلاء الشباب.
إذا خلصت النوايا يمكن أن يكسب الجميع. مثلا فترة انتقالية لسنتين كافية لإرساء كثير من القوانين الجيدة وخصوصا الشفافية في قانون الأحزاب وقانون الانتخابات، وإشراك هذا الجيل الشبابي بمعرفته الواسعة بتقانات العصر يمكن أن تكون الأحزاب حقيقية، كل حزب معروف العضوية وأعضاء بالرقم الوطني حيث لا يكون الفرد إلا عضوا في حزب واحد، ولا يمكن أن يقول حزب بلا إثبات إن عضويته 6 ملايين كما كان يقول الاتحاد الاشتراكي، عفوا المؤتمر الوطني، ولا يمكن أن يتكئ حزب الأمة بكل أجنحته على إحصاء انتخابات 1986 وعدد دوائره. الآن الفيصل الرقم الوطني وقطعا أكثر من نصف الشعب بلا أحزاب وينتظر البرنامج المقنع ويحرس كل ذلك حرية صحافة وقانون وقضاء مستقل.
ومازال السؤال: البلد دي ماشة علي وين؟ هل من بيننا خليفة حفتر أو منصور هادي؟
لا سمح الله

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.