خليل إسماعيل المرهف الجميل

الخرطوم: سعيد عباس

لفناني بلادي و مبدعي الزمن الجميل قصص وحكايات تعكس مدى البعد الحقيقي للإنسان الفنان المترع بتفاصيل القيم الإنسانية الجميلة السمحاء والتي قل أن توجد في فنان غير سوداني خاصة مبدعي الزمن الجميل، ويتناول عدد كبير من مؤسسي اتحاد الفنانين قصة المرأة المسنة التي دخلت اتحاد الفنانين مساءً وهى تقول أنا حالفة (أجيب لي بت بتي فنان من الإذاعة في زواجها) فسألت عن كبار الفنانين وكان الشخص الذي التقاها بالبوابة الرئيسية هو الأصيل الجميل الفنان خليل إسماعيل الذي يلقب بفنتن الفنانيين فقال لها إن كنت تريدين أحد فناني الإذاعة أنا منهم، فقالت له من أنت؟ فأجاب: أنا خليل إسماعيل ياحاجة أنا البغني في الرادي الأماني العذبة تتراقص حيالي، وبغني في بنات الجيل بشوف حسنك فريد، وبغني لوشفت مرة جبل مرة.. أها بتعرفيني ولا مابتعرفيني)، ردت العجوز (بلحيل بعرفك وسمعتك في الرادي ) فقال لها أين تعملين فأجابت أبيع (الروب) في الحلة، فقال لها ممتاز وأضاف كم ستدفعي للحفل فقالت الحاجة 15 ريال يعني جنيه ونصف. فضحك إسماعيل قائلا ياخ ما تختي ليها (طرادة) زيادة أي 25 قرشاً إضافية، فقالت الحاجة خلاص مامشكلة تكون طالبني (طرادة) بديك ليها من العلبة بتاعة (الختة). فحلت الحاجة صرة في ثوبها وأخرجت له مبلغ الـ 15 ريال أي جنيه ونصف. فضحك الخليل وقال لها كدا أمورك ظابطة وذهب بالفعل وغنى لحفيدة الحاجة حتى الصباح.. وكانت الحفلة من أروع الحفلات التي غناها وفي نهاية الحفل ذهب للحاجة وقال لها (يمه) أدينا (طرادتنا).. فقالت الحاجة بلحيل وجاءت بالباقي على شكل عملة معدنية فاستلم المبلغ وقال لها نخدمك في الأفراح (يمه) وعندما ذهب إلى نادى الفنانين أخذ يوزع أجرة العازفين وهم 10 وأعطى كل فرد منهم و12 جنيهاً أي دفع 120 جنيهاً وقبض من الحاجة جنيه ونصف مقدم فسأله أحد العازفين الذي كان يراقب قصة حفل الحاجة من البداية وعلم أن الخليل قبض مبلغ 175 قرشاً من الحاجة ودفع للعازفين 120 جنيهاً، فقال له العازف يا أستاذ طيب ما كان تقول لينا مجاملة ونحن بنشتغل.. فقال الخليل ما مشكلة لكن إذا قلت مجاملة فإن الانفعال الحسي للعازف يختلف تماماً عما إذا كان العمل مدفوع القيمة.. وذلك لإحساس بالمسؤولية الفنية الكبيرة تجاه ذلك العمل فأنا أريد ذلك الإحساس الإيجابي. وأضاف لماذا أخذت من الحاجة مبلغ الـ 175 قرشاً وهي لا تكفي حتى لعلبتين سجائر.. فضحك الخليل، وقال الحاجة حالفه تعز بنتها وتوسمت فينا الخير ودفعت ما تستطيع فألححت على أن آخذ منها المبلغ رغم يسره حتى تحس إنها قدمت خدمة جليلة لحفيدتها وتفخر بذلك. وإصراري على أخذ المبلغ يحفظ للحاجة كرامتها ويشعرها بأنها تبذل مجهوداً لحفيدتها وأكيد ستتلذذ من ذلك وهي تجمع الأجرة من جاي وجاي وخروجنا من غير أن تعلم بما فعلناه يحافظ على كرامتها وعزتها ويجعلها تحلف وتقول والله العظيم أنا جبت لحفيدتي فنان من الإذاعة.. فلماذا نحرمها ذلك الإحساس وبمقدورنا أن نوفره لها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.