هل تحوّلت لـ(نقمة)؟مقاهي الإنترنت ومحلات تحويل النغمات.. الأسر السودانية (تشكو)!

تقرير: محاسن أحمد عبد الله

شهدت الفترة الأخيرة نشاطاً مكثفاً للمقاهي التي يرتادها ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة، وذلك النشاط يجمع ما بين الإيجابي والسلبي الذي يخل بالكثير من القيم والضوابط الأخلاقية، من بينها محلات تحويل النغمات التي يرتادها الغالبية العُظمى من الشباب ما بين (18 – 20) عاماً حسب إفادة أحد العاملين في هذا المجال، إلا أنّ البعض منهم استغل الوضع لتحويل الصور والأفلام الفاضحة التي يسعى عددٌ من الشباب السيئة أخلاقهم للحصول عليها ونشرها فيما بينهم وهو بمثابة خطرٍ وإنذار بتمدُّد الجريمة الأخلاقية في المُجتمع السُّوداني، الذي ما زال يُحافظ على قيمه وتقاليده السمحة.
(1)
حرصت (كوكتيل) للتحدث مع عددٍ من العاملين في هذا المجال الذين أكّدوا أنّ ما قام به البعض من أصحاب هذه المحالات يعتبر ظاهرة سيئة وهم ضدها تماماً، وهو ما أكده صاحب مقهى (اليقين)، الصاوي عبد الفضيل قائلاً: (أعمل في هذا المجال منذ سنوات وكل عمل فيه الجانب الصالح والطالح، لكنني ظللت حريصاً على ما أقوم به من عملٍ بالرغم من وجود بعض المُتفلتين من الشباب المُراهقين الذين يقومون بتحويل الصور والأفلام الفاضحة لزبائن يقصدونهم بالاسم وهم السبب الأساسي في نشر الفساد الأخلاقي).
(2)
من جانبه، قال المجتبى مصطفى صاحب مقهى نت بمنطقة الكلاكلة شرق: (في ذات المحل الذي أعمل فيه الآن، كان الشاب الذي استمأنته على مالي بالعمل الحلال في محلي هذا، استغل انشغالي عنه فأصبح يقوم بتحويل الصور والأفلام الفاضحة التي يقتبسها من مواقع إباحية كبيرة وتحويلها لمجموعة من الشلليات، فلم أنتبه لذلك، لكن انتبهت السلطات للأمر وتم إغلاق المحل، ومنذ ذلك الوقت أصبحت حريصاً بالعمل فيه لوحدي حتى لا أتعرّض لذات المشكلة التي بالتأكيد فيها خطرٌ كبيرٌ على الجيل الحالي من الشباب لأنّها تؤثر عليهم).
(3)
عددٌ من الأُسر اتّهموا بعض مقاهي النت بأنها السبب في انحراف أخلاق أبنائهم وفسادها، مُطالبين الجهات المسؤولة بالمزيد من الردع والمُراقبة وتشديد العقوبة، وهو ما جاء على لسان السيدة إلطاف تاج السر وهي تقول: (دائماً ما نحرص على حماية ومُراقبة أبنائنا خوفاً من الانحراف، ولكن رغم كل هذا الحرص، نجد أنّ الشارع أصبح مُهدّداً خطيراً بالنسبة لنا، لأنّ الغالبية العُظمى من الشباب يقضون وقتهم ما بين الجامعة والعمل الذي يجمعهم بآخرين لا نعلم عنهم شيئاً، فيتأثّرون بسلوكهم)، مُضيفةً: كما أن بعض مقاهي النت التي يساهر فيها الغالبية من الشباب الطامة الكبرى، فهناك لا نستطيع مُراقبتهم لعدم معرفتنا بالفوضى التي تدور بداخلها، لذلك نُطالب الجهات المسؤولة بالمزيد من الضبط والمُراقبة.
(4)
فيما وافقها الرأي الأستاذ الجامعي ساتي عبد الغفور، الذي وصف ما يحدث في بعض المقاهي من سلبيات وعدم انضباط في السلوك بالخطر الشديد على الشباب وتحديداً مع المُراهقين، الذين قال إنّ لديهم القابلية على الالتقاط والتطبيق المُباشر، بالرغم من التوعية التي يقومون بها داخل القاعات الدراسية في الجامعة، مطالباً بتزويد الجرعات الدينية عبر الإرشاد والتوعية بطريقة سلسلة بعيداً عن الوعيد والترهيب.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.