قصة أغنية (يافتاتي)

سعيدعباس

بدأت تلك الأغنية باستفزاز عاطفي لشاعرنا الكبير الطيب محمد سعيد العباسي وذلك عندما كان طالباً يدرس القانون بجمهورية مصر العربية ، رأى وقتها إحدى الفتيات الجميلات الفاتنات فلاطفها وأرسل إليها قبلة في الهواء إعجاباً بحسنها وجمالها إلا أن الفتاة لم تتجاوب معه واستنكرت ذلك التصرف وسبته بعبارات عنصرية تطعن في لونه وعرقه وتقول له من أن أنت يابربري (فانتفض في ثورة عاطفية جامحة لرد اعتبار كبريائه وكرامته وقال لها (يافتاتي ماللهوى بلد – كل قلب بالحب يبترد) وليؤكد لها أنه من بيئة متسامحة وجدانياً وعاطفياً قال (وأنا ماخلقت في وطن في حماة الحب مضطهد- فلماذا أراك ثائرة وعلام السباب يضطرد) ولما دار استنكارها عن لونه وسمرته أجاب بلغة الشاعر البليغ الحصيف وقال (آلأن السواد يغمرني ليس لي فيه يافتاتي يدِ) في جملة شعرية يؤكد بها توحيده وإيمانه وقبوله بما كتبه له ربه وزاد على ذلك حينما نعتته بالغريب ونظم قائلا( اغريب ان تعلمي لي ديار فيحاء ولي وطن – لي بدنياي مثل مالهم – لي ماضٍ وحاضر وغدُ) وكانت المناسبة التي التقي فيها الفتاة هى عيد من أعياد أهل الكتاب، ومن الأبيات الجميلة في تلك القصيدة والتي تم حذفها بواسطة لجنة النصوص هي عندما استرق شاعرنا النظر إلى محاسن ومفاتن تلك الحسناء ونظر إلى الصليب الذي كان في صدرها وأنشد قائلاً(ولماذا هذا الصليب ترى – بين نهديك راح يرتعد؟ – خبريني ذات الفراء فقد – جف جناني وأجدب الرشد,) ، ويصف النقاد أن القصيدة تستعرض حالة من حالات العنف ضد الرجل تلك العبارة التي يستنكرها الكثيرون ولكن تستخدم بكل مكنوناتها وحذافيرها تجاه أقل خدش ضد الأنثى قائلين (عنف ضد المرأة) إلا أن العباسي في نهاية القصيدة مارس استنكاراً عاطفياً أكثر وأكبر مما استخدمته الفتاة تجاهه بعد أن عاتب تلك البلاد التي يحمل نساؤها قلباً جامداً كتلك الفتاة وقال( سوف تنأى خطاي عن بلد حجر قلب حوائه صلد) إلى أن ودعها وقال ( الوداع الوداع قاتلتي ها أنا عن حماك ابتعد)- وختم قصيدته وهو مثقل بالجراح التي كتمها في دواخله أنينا ووجداً وقال – ساكتم الجراح في كبدي غائرات مالها عدد) .)

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.